منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - بيان ما في الإنجيل من تحريف وتبديل واختلاف في لاهوتيه المسيح
عرض مشاركة واحدة
قديم 2015-08-20, 21:41   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
seifellah
عضو متألق
 
الصورة الرمزية seifellah
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز مميزي الأقسام 
إحصائية العضو










افتراضي


وقد ذكر الشيخ (محمد رشيد رضا) في معرض تفسيره قوله تعالى: }وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى{ [المائدة: 14] الآية – فصلاً طويلاً في ضياع كثير من الإنجيل وتحريف كتب النصارى المقدسة، نرى من كمال الحديث نقله؛ لاشتماله على نصوص منقولة عنهم وعن المهتمين بديانتهم، قال – رحمه الله – في الجزء السادس من [تفسير المنار] ص289:


1- إن الكتب التي يسمونها الأناجيل الأربعة تاريخ مختصر للمسيح عليه السلام، لم يذكر فيها إلا شيء قليل من أقواله وأفعاله في أيام معدودة، بدليل قول يوحنا في آخر إنجيله: (هذا هو التلميذ الذي يشهد بهذا وكتب هذا، ونعمل أن شهادته حق. أشياء أُخرى كثيرة صنعها يسوع، إن كتبت واحدة واحدة فلست أظن أن العالم نفسه يسع الكتب المكتوبة، آمين).


هذه العبارة يراد بها المبالغة في بيان أن الذي كتبت عن المسيح لا يبلغ عُشر معشار تاريخ. ومن البديهي أن تلك الأعمال الكثيرة التي لم تكتب وقعت في أزمنة كثيرة، وأنه تكلم في تلك الأزمنة وعند تلك الأعمال كثيرًا، فهذا كله قد ضاع ونسي. وحسبنا هذا حجة عليه في إثبات قول الله تعالى: }فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ{ [المائدة: 14]، وحجة على بعض علمائنا الذين ظنوا أن كتبهم حفظت وتواترت. قال صاحب [ذخيرة الألباب]: إن الإنجيل لا يستلزم كل أعمال المسيح، ولا يتضمن كل أقواله، كما شهد به القديس يوحنا.


2- الإنجيل في الحقيقة واحد، وهو ما جاء به المسيح عليه السلام من الهدى والبشارة بخاتم النبيين، وهو ما كان يدور ذكره على ألسنة كُتَّاب تلك التواريخ الأربعة وغيرهم حكاية عن المسيح وعن ألسنتهم أنفسهم. قال متى حكاية عنه 26: 13 (الحق أقول لكم: حيثما يكرز بهذا الإنجيل في كل العالم يخبر أيضًا بما فعلته هذه تذكارًا لها) أي: ما فعلته المرأة التي سكبت قارورة الطيب على رأسه. واجب عليهم أن يخبروا كل من يبلوغنهم الإِنجيل؛ في عالم اليهودية كلها بما فعلته تلك المرأة. فخبر تلك المرأة ليس من الإنجيل الذي جاء في كلام المسيح، وقد ذكر في تلك التواريخ امتثالاً لأمره. وسميت تلك التواريخ أناجيل لأنها تتكلم عن إنجيل المسيح وتجئ بشيء منه. لذلك بدأ مرقس تاريخه بقوله.


بدأ إنجيل يسوع المسيح – ثم قال حكاية عن المسيح – 1: 15: فتوبوا وآمنوا بالإِنجيل. فالإِنجيل الذي أمر الناس أن يؤمنوا به ليس هو أحد هذه التواريخ الأربعة ولا مجموعها، وهو الذي سماه بولس في رسالته الأولى إلى أهل تسالونيكي – الإنجيل – المطلق 2: 4 وإنجيل الله 2: 8و9 وإنجيل المسيح 3: 2. والكتاب الإلهي يضاف إلى الله بمعنى: أنه أوحاه، وإلى النبي بمعنى: أنه أوحي إليه أو جاء به، كما يقال: توراة موسى.


3- كانت الأناجيل في القرون الأولى للمسيح كثيرة جدًا، حتى قيل: إنها بلغت زهاء سبعين إنجيلاً. وقال بعض مؤرخي الكنيسة: إن الأناجيل الكاذبة كانت 35 إنجيلاً. وقد رد صاحب كتاب [ذخيرة الألباب] الماروني القول بكثرتها. وقال: إن سبب ذلك تسمية الواحد بعدة أسماء. وقال: إن الخمسة والثلاثين لا تكاد تبلغ العشرين. وعددها كلها، وذكر أن بعضها مكرر الاسم، وذكر منها إنجيل القديس برنابا، وذكر أن جاحدي الوحي طعنوا في الأناجيل ثلاثة مطاعن:










رد مع اقتباس