يولد الإنسان و يترعرع في حضن والديه و ينهل من حبهما و حنانهما حتى يصير
شاب, في هذا السن يكبر الطموح و الأحلالم و تزداد الرغبة في تحقيق النجاح و
الوصول إلى القمة, و ككل الشباب رسمت خارطة طريق و خططت للمستقبل و حددت
الأهداف.
و لتحيق االمراد و المضي قدما لا بد من تخطي أولى و أصعب العقبات ألا و هي
الخدمة العسكرية.نعم أصعب العقبات لأن بلدنا وقتها كانت تواجه خطر الزوال و
الإندثار بسبب الإرهاب الهمجي .
توكلت على الله و ودعت والدي بالدموع و توجهت إلى الثكنة كان ذالك في شهر
ماي من سنة 1995 بادئ الأمر لم أتأقلم لكن مع مرور الأيام تقبلت الأمر الواقع و كما
يقول المثل ** مرغما أخاك لا بطل ** و بعد أربعة أشهر من التدرب الشاق تم تحويلي
إلى مدينة تلمسان. حينها بدأت الأمور الجدية كان عمري 21 سنة لكن من شدة و
بشاعة الاحداث كنت أحس أنني شيخ في نهاية حياته و مرت الأيام و الليالي و كنا
ما بين الوقت و الآخر نفقد رفيق سواء في ثكنتنا أو في الثكنات الأخرى. و لو لا
إيماني بالله أن كل شيئ مقدر و مسطر لفررت من الجيش و هكذا ............
و يوم بعد يوم و ليلة بعد أخرى اقترب اليوم الموعود و امتلأ قلبي فرحة كيف لا
أفرح و قد من الله علي بإتمام الخدمة العسكرية لكن تجري الرياح بما لا تشتهي
السفن. جاء أمري رئاسي بتمديد مدة الخدمة شهر آخر.قد يتسائل البعض و يقول ما
قيمة شهر بالنسية لسنتين كاملتين.نعم مر الشهر كأنه دهر و في آخر ساعة أقول
آخر ساعة من الشهر حدث ما يخشاه أي عسكري ,,,,