منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - جريدة النهار تقول كلمة حق في ما يخص توقيف 4 من كبار مشايخ الدعوة السلفية من الخطابة
عرض مشاركة واحدة
قديم 2015-06-28, 21:00   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
العثمَاني
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية العثمَاني
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

شيوخ الزلابية .. وقلب اللوز



المجتمع ضحية سلطته عادة. ولكن إذا كانت هناك فئة إجتماعية يمكن أن يُلقى عليها اللوم بالتستر على الإنحطاط والفساد والطغيان، فهي علماء الدين.

حتى المثقفين، بمذاهبهم الشتى، لا يمكن أن يُلقى عليهم مقدارٌ مساو من اللوم. فهم متمردون غالبا، ولا يصدر غالبهم عن أي سلطة، ولا يملكون الحجم نفسه من النفوذ والتأثير.

ولدينا من علماء الدين ما تبرهن فتاويهم، ووجودهم نفسه، على أن إنحطاطنا شامل، ودار دورته كاملة.

هؤلاء “البشر” (مجازا طبعا) يستمدون سلطتهم من الله مباشرة. وواحدهم، بهذا المعنى، لا يفتح فمه، إلا وهو يظن انه لا ينطق عن الهوى.

وليس مما يُعلم إن كانت الآية القائلة “اليوم أكملت لكم دينكم، وأتممت عليكم نعمتي، ورضيت لكم الإسلام دينا” تعني انه ما تزال هناك حاجة لعلماء دين يفيدون في إستكمال الكامل. وكأن الإسلام ناقص يكمّلونه بفتاواهم ؟؟؟؟

دخلت على موقع شيخ سلفي فقرأت له إطنابا في بيان أن الزلابية حلال ..زلال ... كلوا من طيبات ما رزقناكم
https://ferkous.com/home/?q=fatwa-934

وكأن أيدينا كانت مشلولة تنتظر أن يفتي سماحته في شأن الزلابية والبقلاوة وقبل اللوز

وهل تفرق عند الله كثيرا أن تكون الزلابية حلالا أو حراما عندما يكون القهر والعوز والإجحاف وتسلط الظالم هو المألوف والسائد؟

يا شيخ ماذا عن فساد السلطة؟

وماذا عن الفقر؟

وماذا عن غياب العدل؟

وماذا عن الطغيان والتعسف؟

وماذا عن انتهاك أبسط حقوق الإنسان؟

وماذا عن تعذيب الأبرياء في السجون؟

وماذا عن الإعتقالات من دون محاكمة؟

وماذا عن إستعباد اولئك الذين “ولدتهم أمهاتهم أحرارا”؟

وماذا عن جرائم القتل التي تمارسها السلطة من دون حسيب ولا رقيب؟

وماذا عن نهب المال العام؟

وماذا عن إضطهاد المرأة والحط من قيمتها كإنسان؟

وماذا عن تخلف التعليم وتراجع الإقتصاد وتدهور التنمية؟

هل عرفوا لها أسبابا؟

وهل تأملوا في مضارها ومخاطرها على أحوال رعيتهم، ومستقبل أوطانهم؟

ثم ماذا عن جور المحتلين وظلمهم وجرائمهم؟

وماذا عن الإحتلال نفسه؟

أفهل يجوز للمسلم أن يخضع لولاية غير المسلم ولا يقاومه؟

وماذا عن ما تراه العين من بطالة وجوع ومرض وجهل؟

إذهب لتسألهم أيها "العامّي"، ولكنك لن تجد عندهم شيئا أكثر من الزلابية.

الدول الغربية علمانية كما نفهم. ولكن إذهب الى أي منها وستجد ان رجل الدين لو نطق، فانه ينطق بالحق من اجل رعيته. وترتعد لقوله فرائص السلطة.

وما من رجل دين هناك يظهر في أي تصريح رسمي له داعما لسلطة.

وكلما برزت مخاوف من مظاهر إجتماعية او اقتصادية تضر عامة الناس، تراه سندا لهم، يعبر عن مخاوفهم، وينطق بلسان حالهم.

وهم ينصرون الضعيف على القوي، والفقير على الغني، ورجل الشارع، أيا كان، على رجل السلطة. وفي أحلك الظروف، فقد نصروا المسلمين حتى على أبناء دينهم ودعوا لحمايتهم منهم، لا لشيء إلا لأنهم أضعف.

اما غالب علماء ديننا (وأغلبهم بلا دين صحيح بالأصح لأن الدين ليس ممالأة لحاكم) فانهم تجار جور لدى السلطان، ويالكاد واحدهم يخاف من خياله إذا وجّه نقدا. وتراهم ينصرون الظالم على المظلوم ويمالئون الحاكم حتى في جوره وجرائمه.

ما لم يكن رجل الدين ضميرا لمجتمعه، معبرا عن مشاغله، متضامنا مع رعيته، فانه لا يستحق أن يوجد. وما من أحد يريد منه أن يستكمل ما اكتمل.

يوجد قرآن، وتوجد سنة، وهما كافيان ليكونا دليلا للمؤمن الفرد ليتعرف عليهما بنفسه، . وخلصنا. وكم كان من الأولى أن يقولوا، لسائلهم في الصغائر والنوافل، “إذهب لدينك فاقرأ”. ولكن أن ينشغل عالم الدين بالزلابية، او نحوها من القضايا الفردية التي لا تأمن من فقر ولا تسمن من جوع، فكأنه يترك فيل الظلم والطغيان لينشغل بالنملة.

وهذه بالأحرى، مشاغل تافهة، تفاهة المنطق الذي يجعلهم تجار صمت على الكبائر.

عالم الدين ما لم يكن هو نفسه ثورة ضد الظلم والطغيان والتعسف، فمن الأفضل، والأشرف، والأنفع لنا وله، أن يلف عمامته على خصر راقصة في ماخور يعربد مريدوه حتى صلاة الفجر.

الزلابية، حلالا كانت أم حراما، لن تطرد جنديا يحتل أرضنا، ولن ترد الإعتبار لضحية تُغتصب، ولن تُحرر معتقلا من دون محاكمة، ولن تحمي مالا يُنهب، ولن توقف بعض قادتنا عن أن يكونوا عملاء ومأجورين للأجنبي أو ظلاما لمحكوميهم

هل لدينا علماء دين حقا؟
منقول بتصرف









رد مع اقتباس