منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - موضوع مميز ۩☼◄ [[عبقات وقُطوف رمضانيّة دينيّة ❃ صَفوة النّفـس ❃ خيمة(01)]]►☼۩
عرض مشاركة واحدة
قديم 2015-06-12, 14:46   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
صَمْـتْــــ~
فريق إدارة المنتدى ✩ مسؤولة الإعلام والتنظيم
 
الصورة الرمزية صَمْـتْــــ~
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز المشرف المميز 2014 وسام التقدير لسنة 2013 وسام المشرف المميّز لسنة 2011 وسام أفضل مشرف وسام القلم الذهبي لقسم القصة 
إحصائية العضو










افتراضي



(رجالٌ صدقوا)
قال تعالى:

[¤[مِن المؤمِنينَ رِجالٌ صَدقوا ما عاهدوا اللهَ عليهِ، فمِنهم مَن قضى نحْبَه،
ومِنهُم مَن ينتظِر وما بدّلوا تبْديلاَ]¤]
[الأحزاب:آية 23]



|(¤|[صُهَيبٌ الرّومي]|¤)|

[32ق.هـ ...38هـ، 592م...659]
~"❃"❃"❃"❃"~

هو صُهَيب بن سنان بن مالِك الرّومي..الذي كنّاه الرّسول صلّى الله عليه وسلّم بِأبي يحيَ،
كانت منازِلُ قومِه في أرضِ الموصِلِ على شاطئ الفُرات ممّا يلي الجزيرة والموصل
أين وُلِد سنة 32 ق.هـ


وأغارتِ الرّومُ على ناحيتِهم، فسَبوا صُهَيبا وهو صغيرُ السنِّ فنُسِبَ إليهم لنشأتِهِ بينهم

ثمّ جُلِبَ إلى مكّةَ فاشتراهُ عبدُ الله بن جرعان القرْمَئي التّيمي، فأعتقَهُ.

وظلَّ بمكّةَ يُمارسُ التّجارةَ حتى ظهرَ الإسلام، فأسْلَمَ وكان مِن السّابقينَ،
ولم يتقدّمْهُ سوى بِضعة وثلاثين رجلاً.


شهِدَ صُهَيْب بدْراً وأُحُداً وكان مضْرب المثلِ في الرّميِ إلى حِدانِه لا يُخطئُ الهدفَ...

ولِصُهيبٍ مواقِفَ بطوليّة خالِدة يزْهو بها تاريخ الإسلام، ويسْتثيرُ الإعجابَ والتّقديرَ،
وتدْعو إلى الاعتبار...


وعندما هاجرَ الرّسولُ صلّى الله عليهِ وسلّمَ إلى المدينةِ عزمَ صُهيْب على الالتحاقِ بهِ
وتأهّبَ لذلك بِعزْمِ ماضٍ، ولهْفةٍ ظامئةٍ. ولكنّ قُريشا تصدَّتْ له ومنعَتْهُ مِن الهِجرةِ،
وقالوا له "لقد جِئتنا فقيراً صُعلوكاً.."


وكان صُهيب ذا ثروةٍ طائِلةٍ كونَها بِعرقِ الجبينِ، وبعد أن وفدَ إلى مكّةَ فقيراً
لا يملِكُ شيئا. وأعْملَ في سبيلِ توسيعِها فؤادا ذكيّا، وذِهنا لمّاحا، وتجرُبةً واسعةً، ووقْتا طويلاً...


ولكنّ صُهيْبا هربَ بِدينِهِ يُريدُ اللّحاقَ بالمدينةِ تاركا وراءَهُ كلَّ ما يملِك،

فقطع عليه الطّريقَ جماعةٌ من شبابِ قُريْشٍ صارخينَ في وجْهِهِ:

"أتيْتنا صُعلوكاً فقيراً فكثُرَ مالُكَ عندنا، وبلغْتَ الذي بلغْت، ثمَّ تريدُ أن تخرُجُ بِمالِكَ ونفْسِكَ !
واللّهِ لن يكونَ. ذلك"


فنزلَ صُهيب عن راحِلتِه ونثلَ كِنانتَه وقال في لهْجةِ المؤمنِ القويِّ الذي لا يخافُ إلاّ الله:

(قد علِمتُم أنّي من أرماكُم، وأيمِ الله لا تصلونَ إليّ حتى أضرِبَكُم بسيفي، فإن شئتُم دلَلتُكم
على مالي وخليتُم سبيلي؟
)


فقالوا: (نعم)

قالَ: " فإنّي قد جعلتُ لكم مالي..." ودلّهُم على مكانِه.

ولمّا بلغ ذلك الرّسولَ صلّى اللهُ عليه وسلّم قال في ابتِهاجٍ بإيمانِ صُهَيبٍ وتضْحِيتُه
وحبّه للإسلامِ:
"ربِحَ صُهيْب، ربِحَ صُهَيْب"




أفاضِل هذا المقام،


حدثٌ هو قد يمرّ به بعض النّاسِ فلا يُعيرون له التفاتا، وموقفٌ قد يقفُ عليه
من لا ينفذ بنظرِه إلى عُمقِ الأشياءِ فلا يُثيرُ اهتمامه


لكنّه حدَثٌ يحدّدُ لنا معالِمَ نفْسٍ نقيّةٍ مرّت باختبارٍ وابتلاء من الله

نفْسٍ تعدّت قوّتها قوّةَ المالِ الذي يشغلُ البال !

فما أعْظمَ صُهيْبا الذي خلّف وراءهُ تجارةً رابحةً، وثروةً طائلةً، وهربَ بدينِه

ما أعظمَهُ وقد هربَ لحاقا بنبيِّه، لم يَفتِنه المالُ ولم يُعِقهُ عن بلوغِ غايتِه

ولم تخْلَب قلبَه مفاتِن الدّنيا..فتلك حقيقتُه

نفسٌ طاهِرةٌ كبيرةٌ تستحقُّ القيادة بأسمى معانيها،

نفسُ شخصٍ استرخصَ ثروتَه في سبيلِ غايةٍ نبيلةٍ فاقتْها

فكان بذلك نموذجا فذّا للبشريّةِ ورمزا للخالدين..
جزاهُ الله الفردوس الأعلى وجعلنا وإيّاكم من عباده الأتقياءِ المخلصين.


مصدر القصّة -التي قُمتُ بالتصرّفِ في بعضِ بِنائِها بما استحسنَه خاطري-

كتاب: شخصيّات ومواقِف/ محمّد الصّالح الصّديق
(والذي نسيتُ للأسَف إدراج صورةٍ له)











آخر تعديل صَمْـتْــــ~ 2015-06-18 في 06:36.
رد مع اقتباس