مرّ امتحان شهادة نهاية المرحلة الابتدائية، في عامه الأخير، بردا وسلاما على المترشحين، بسبب سهولة الأسئلة التي وردت في متناولهم، فلم يجدوا صعوبة في الإجابة، بالمقابل أحدث نص موضوع اللغة العربية حالة من الاستياء والتذمر وسط مفتشي ومعلمي المادة، بعدما لاحظوا أن السؤال قد تضمن "تلميحات" مفضوحة إلى الإجابة الصحيحة. في حين تم تسجيل غيابات قليلة وسط المترشحين الذين التقوا بمراكزهم في ساعة مبكرة من صبيحة أمس.
اجتاز، أمس، تلاميذ السنة خامسة ابتدائي الذين فاق عددهم 680 ألف مترشح، امتحان شهادة نهاية المرحلة الابتدائية في عامه الأخير الذي سيصبح في الموسم المقبل مجرد "امتحان تقويمي" تنزع عنه صفة "الامتحان الرسمي" مثلما كان معمولا به سنوات السبعينيات إبان المدرسة الأصيلة، ودون "دورة استدراكية"، التي ظلت معتمدة طيلة 10 سنوات كاملة، في حين وردت الأسئلة في المواد الثلاثة "اللغة العربية"، "الحساب"، و"الفرنسية" سهلة حسب مترشحين، أين تم التركيز على الفصل الثاني في إعداد المواضيع.
وبخصوص السؤال الخاص بمادة اللغة العربية، فقد أحدث نص الموضوع حالة من الاستياء والاستنكار وسط مفتشي ومعلمي المادة، الذين أكدوا في تصريحهم بأنهم قد لاحظوا أن بناء الموضوع لم يرق إلى مستوى المواضيع المبرمجة في الامتحانات المدرسية الرسمية، حيث تمت صياغة السؤال "بالنمط الأمريكي" الذي يقدم عدة إجابات في شكل مقترحات، ليقوم المتعلم بدوره باختيار أصحها، لكن الغريب في الأمر أن "الإجابة الصحيحة" قد تم التلميح إليها والإيحاء لها بصورة مفضوحة في نهاية النص، بوضع العبارة التالية: "النص مقتبس عن الأديب الياس الخوري بتصرف عن "مجلة البيئة"، والسؤال كان على النحو التالي: اختر عنوانا مناسبا للنص هل يوم العلم، يوم الشجرة أو يوم البيئة؟
توقعات بتحقيق نتائج "ممتازة"
كما عبر مفتشو وأساتذة المادة عن استيائهم وتذمرهم من عملية الاستهزاء التي ضمنت معارف التلاميذ بشكل يوحي باستغناء المترشحين، بحيث تساءلوا عن مستوى واضعي الأسئلة وعن أهليتهم لتدريس السنة خامسة ابتدائي باعتبارها آخر مرحلة في التعليم الابتدائي الذي يعد بمثابة "المرحلة القاعدية"، وعلى أساسها يحدد مسار التلميذ.
وتوقع مدير التربية للجزائر وسط نور الدين خالدي، في تصريح لـ"الشروق" على هامش إشرافه على انطلاق امتحان شهادة نهاية المرحلة الابتدائية من ابتدائية محمد شويطر بالأبيار، الجزائر بحضور والي الجزائر عبد القادر زوخ ورئيس المجلس الشعبي الولائي للعاصمة، توقع تحقيق نتائج وصفها "بالممتازة" في الشهادة لهذه الدورة، مؤكدا في ذات السياق بأن التلاميذ ليسو بحاجة إلى "دورة استدراكية" للانتقال إلى السنة أولى متوسط.
التحق، أمس الأساتذة الحراس، بمراكز الإجراء التي عينوا بها بمعنويات "جد مرتفعة" لمباشرة مهامهم، والسبب في ذلك هو "القرار المفاجئ" لوزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط، الذي جاء عشية انطلاق الامتحانات المدرسية الرسمية، والذي أعلنت فيه عن توقيف الخصم من رواتب الأساتذة المضربين مع توقيف الخصم أيضا من منحة المردودية، إلى درجة إن هناك بعضا من الأساتذة قد وصفها "بالوزيرة الحنون".