(40)
عصفتْ بخيل خيالي بوارقٌ ورعود ، وتثنت صفائح قولي طائعة ًومرغمة ، وغدوتُ في مهامه فعلي ، أحنفٌ وكسير ، يجرني رجف مطيتي لرافع ٍوخافض .
ما بالي ، أهجنُ قامتي بعزيزٍ وذليل ، وأشرعُ في غياهب مدلجات الأمور ، وأرتق رقاع جسدي ليكتمل ، وتهالك بوحي ليثور .
ماضٍ أنا في خطابي وخطبي ، لا مبالٍ بسفاسفٍ وخطوب ، تعتريني كبوة ظلي ، ونفرة الوقت الرهين ، فأعود ، مراهناً بحُرّ دمائي ، وصافنات المعاني والوعود .
يمرح الوجع في مرمدات العيون ، تستشف البرءَ من حدقاتها ، وتستلهم النظر الحديد ، حتى ترى ما لا يُرى ، وتثقب الخافيَ من غيبها ، بهاجسها الرقيب .
هكذا كنت وأكون ، كلما توارت في المدى مهجتي ، وبهجة الحلم المسجى على أوردتي ، وكلما غالتْ في بعدها مهاجع الأمل الوحيد . هكذا أنزو بهمي عن براثن السقطة الفاجعة ، والنزلة الموجعة ، وأظفر من ظلال لوعتي ، لو بالأقل القليل .
يتبع...