(36)
تذوبُ في داخلي لوعتي المشرعة لعصف الهجير ، تتمددُ شيئاً فشيئاً ، حتى تندلقَ من فمي ، كلسان حرباء ، أو أفعى جائعة ، أتحسسُ به همسَ أحزاني ، وصدى تعبي ، ومهجتي الحائرة .
أبدو كدميةٍ بليدة ، في ظل روحي المتربة ، بآلامي ، والمتشكلة ، بهواجس أحلامي ، والملونة ، بفاقع أوهامي . دمية ٌحمقاء ، تتطفلُ على غربتي ، تعبثُ في ظلالها الموشومة ، برجيع آهاتي ، وملامح حريتي .
وحيداً هناك ، أقفُ كالنسر المجروح على جمجمتي ، أنقر سنبلة جبيني ، أتساقطُ حَباً وثماراً على كاهلي ، أنبتُ في جسدي من جسدي ، أنغرسُ في وجهي كنخلة ، أتفرع في روحي كوردة ، أنهمر من عيني كنهر ، أروي عطش حزني ، وجفاف مدامعي .
كالنسر المجروح ، مللتُ جثثَ أحلامي من حولي ، وروائحها العفنة ، سأنقر رأسي ، سأثقب ضعفي ، قررتُ أخيراً أن أجرح جرحي ، وأحيا على دمي .
يتبع...