(13)
أتجاسرُ على خطوي المائل قليلاً عن قرص الشمس ، لأبث فيه صدى لوعتي ، وأقرأ عليه بعضاً من نهج الروح ، معتصماً ببريق مهجتي ، ووميض أحلامي .
أخلد برهة ًتحت فيء مغامرتي لهذا البوح ، التقط شيئاً من أنفاس جنوني ، أتنشقها عميقاً كالخارج من تحت الماء ، أو كالداخل فيه .
أهدأ حتى أعتاد السطح أو يعتادني ، لأبدأ رحلة ًأخرى بنفس الخطو المائل قليلاً عن قرص الشمس ، محاولاً أن لا يسبقني تمرد ظلي لثورتي البيضاء غير المعلنة
فينشرُ فيها صخبه العارم ، وظلاله المضطربة .
من فرط بوحي قد أجدني فجأة ًملتحفاً بجنون الريح ، وغيمة ٌصغيرة تنامُ على ساعدي . وقد أجدني معلقاً بساق دوار الشمس ، وقد بدا متثائباً ، مللاً من طول هذا البوح . فأهربُ الى نجمةٍ تشبه الوطن ، أخبئ فيها بعض أحلامي وأنام .
هناك ، خلف قمرٍ لم يصعد بعد على ظهر الدنيا ، أقف وحيداً ، حتى من ظلي ، حتى من جسدي ، حتى من هذا البوح المتهالك .
يتبع...