(4)
لن أعود أدراج بوحي ، وسأظلّ قابعاً خلف صورتي المعلقة حتى أختنقُ أو يختنق الجدار . سأمارسُ عليه همجيتي المهذبة حتى يذوب .
أجل ، يوماً ما ، سيذوبُ الجدار ، وعندها سأحمله في آنية حزني ، وأصبه في المحيط . أو أفرغه في جوف صهيوني ٍ لعين .
أحمل الآن حطب مهجتي لأعتقه بنور الشمس ، وبذكرى لحظةٍ هزّت القلب ، سيكون رائعاً هذا الحطب المعتق . سأهديه لأبي ليزرعه أشجاراً تقاومُ مواسم الغبار . أو أهديه لصديقي ليملأ به مزهريته الفارغة .
لن أحتار في حطب مهجتي المعتق ، حتى لو وضعته سلـَّماً لعاشق ٍوعشيقة . وربما سأبيعه في مزادٍ علني في سوق الأفئدة الحزينة .
لن أحتار فيه ، ومليونُ مكلوم ٍسيشتريه . لن أحتار ، حتى لو طرزته على شال قصيدةٍ مجروحة ، أو وضعته بصمة ًعاشرة على شماغ ِشاعر ٍمطاردٍ منبوذ .
لن أحتار ، فالريح لن تمهلني ، حتى يذوبَ الجدار .
يتبع...