منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الأصول الفكرية للسلفية الجهادية !!
عرض مشاركة واحدة
قديم 2014-12-07, 14:32   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
أم أمة الله الجزائرية
✧معلّمة القرآن الكريم✧
 
الصورة الرمزية أم أمة الله الجزائرية
 

 

 
الأوسمة
وسام الحفظ 
إحصائية العضو










افتراضي

الحمد لله ، وبعد :
السلفية الجهادية ! فرقة منحرفة كسائر فرق المبتدعة في الأمة المحمدية ، اجتزأت قطعة من الدين زعماً منها أنها تمثل الدين كله ، كحال الروافض الخبثاء زعموا موالاة أهل بيت رسول الله _ صلى الله عليه و سلم _ هي الدين كله ! ؛ وكذلك صوفية العصر " فرقة التلبيغ والدعوة ـ إلى البدع ـ " رأت أن أمر الدعوة إلى الله هو كل الدين !! ، ولا يشترط حينها العلم أو الطريقة أو منهج الدعوة أو أي شيء .. يكفيك أن تكون داعية إلى الله !.
فكذلك " فرقة السلفية الجهادية ! " اجتزأت فريضة الجهاد من دين الإسلام ثم زعمت أنها الدين كله ! .

ومن لم يكن مجاهداً للطواغيت ـ يقصدون : الحكام ـ ، مفسقاً أو مكفراً لعموم المسلمين !! ، فهو أما في الجهاد يَطعن أو للمخابرات العالمية مُسخر.
فضلاً عن كونه من المرجئة وعباد الطواغيت ! فهذا ليس محل بحث .
بيد أن هذه الفرقة واجهتها مشكلة ، وهي : أنه تم إلصاق فكر التكفير والتفجير بفريضة الجهاد ، بسب أنه عزف على وتر الجهاد في هذا العصر طوائف من أهل البدع تبنوا إحياء فريضة الجهاد مع تبنيهم فكرة تكفير مجتمعات مسلمي هذا العصر ( 1 )
وحال " فرقة التكفير والهجرة " المصرية لا يخفى ، فإن الأصل الذي قام عليه فكر هذا الطائفة ، أن المجتمع المصري مجتمع جاهلي كافر !! ، وقد نهى الرسول _ صلى الله عليه و سلم _ العيش بين مجتمع هذا وصفه
فقد قال في الحديث المشهور : (( أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين )) [ رواه الترمذي وغيره ، وحسنه الشيخ الألباني رحمه الله ] .
فلم يكن بُد من هجرة هذا المجتمع _ بعد تكفيره بالطبع ( 2 ) _ فهجروا المدن و مساجدها ، واعتزلوا الناس ، وسكنوا الجبال و الصحاري فراراً بدينهم !! ( 3 ) عاضدون بالنواجذ على قول " قُطب ! " رحى نحلتهم الخبيثة ، و " سَيِّد ! " أفكارهم المنحرفة ، الأستاذ سيد قطب !!
فقد قال في كتابه ( معالم في الطريق ص / 98 ) :
(( إن المجتمع الجاهلي هو كل مجتمع غير المجتمع المسلم ... بهذا التعريف الموضوعي تدخل في إطار المجتمع الجاهلي جميع المجتمعات القائمة اليوم في الأرض فعلاً ، تدخل فيه المجتمعات الشيوعية ... ، وتدخل فيه المجتمعات الوثنية ... ، وتدخل فيه المجتمعات اليهودية والنصرانية ... ، وأخيرا يدخل في إطار المجتمع الجاهلي تلك المجتمعات التي تزعم لنفسها أنها مسلمة !! )) اهــ .

وقال في ( ظلاله 3 /1816- دار الشروق ) :
(( وهنا يرشدهم الله إلى اعتزال معابد الجاهلية ـ يقصد : مساجد المسلمين وسماها بمعابد الجاهلية لأن المجتمع صار جاهلياً !! ـ ، واتخاذ بيوت العصبة المسلمة مساجد تحس فيها بالانعزال عن المجتمع الجاهلي )) اهــ .
قلت : والعزلة التي كان يدندن حولها " سيد قطب " يقصد بها الهجرة من المجتمعات الحالية إذ أنها مجتمعات جاهلية ! ، والبحث عن بيئة تتحقق فيها الحياة الإسلامية الحقيقية ـ في رأيهم ـ كما عاش الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته عليهم الرضوان في الفترة المكية .
فهي عزلة مكانية لمن استطاع الهجرة من هذه المجتمعات ، وعزلة شعورية لمن لم يستطع الهجرة ، فيكون في وسط المجتمع ببدنه منعزل عنه بنفسه ! ( انظر الموسوعة الميسرة 1 / 336 ) .

هذا ؛ ولم يقتصر الأمر على مصر وحدها ، بل رأيناهم في جنبات الأرض يخرجون من بلادهم _ بلاد الكفر والردة !! _ إلى أرض التوحيد الخالص ( أفغانستان !! ) .
فاعتزلوا المجتمعات بعد تكفيرها ، وسكنوا الجبال ، وأصبح واجباً على العصبة المؤمنة _ الجهاديين !! _ جهاد العصبة المرتدة _ عموم المسلمين !! _ ، فجاهدوهم بالقتل والاغتيالات والتفجير كما هو معلوم .
وهذا الذي أصله لهم " سيد قطب " ـ قبحه الله ـ هو صُلب مذهب الخوارج .
قال أبو الحسن الأشعري في المقالات ( 1 / 174 ) : (( وزعمت الأزارقة أن من أقام في دار الكفر فكافر لا يسعه إلا الخروج )) .

قلت : والأزارقة : (( فرقة من فرق الخوارج ، هم أصحاب نافع بن الأزرق وقولهم أخبث الأقاويل وأبعده من الإسلام والسنة )) .
هذه واحدة ؛ وأيضاً ما قعدّه لهم " سيد قطب "من اعتزال مساجد المسلمين لأنها مساجد ضرار ـــــ كما مر النقل ـــــ فاعتزلوها وصلوا في بيوتهم ، فلا تراهم يشهدون جمعة و لا جماعة ، هو أيضاً من أصول فرق الخوارج .
قال أبو نعيم الفضل بن دكين في إسماعيل بن سميع البيهسي الخارجي :
(( كان جار المسجد أربعين سنة لم يُرَ في جمعة ولا جماعة !! )) .[ أخرجه العقيلي في الضعفاء ( 1 / 78 ) ، وجود إسناده الشيخ ناصر في الصحيحة ( 7 / 1342 ) ] .

ولكن العجيب حقاً أن سيد قطب لم يكن يشهد صلاة الجمعة لسبب أخر ذكره " علي العشماوي " في كتابه : ( التاريخ السري لجماعة الإخوان المسلمين ص / 122 ) حيث قال : " .. وجاء وقت صلاة الجمعة ، فقلت له : دعنا نقم ونصلي _ الكلام موجه لسيد قطب _ ، وكانت المفاجأة أن علمت _ ولأوّل مرة _ أنه لا يصلي الجمعة !! . وقال : " إنّه يرى _ فقهياً _ أنّ صلاة الجمعة تسقط إذا سقطت الخلافة !! ، وأنه لا جمعة إلا بخلافة .. !! )) .
قلت : وهذا قريب من قول الرافضة ، إذ يزعمون أنه لا جمعة إلا خلف الإمام القائم ( يقصدون : مهدي السرداب ! ) ، ولو جُمعَ قول " سيد قطب " هذا ، مع انتقاصه لبعض أصحاب الرسول _ صلى الله عليه و سلم _ ، وحنقه الشديد على بني أمية ، وخصومته الظاهرة لأبي سفيان بن حرب و ابنه معاوية و أهل بيته _ رضي الله عنهم _ لربما خرج المرء بكشف غريب !! لسنا بصدد التفتيش فيه الآن ( 4 ) ...

ومعلوم أن التخلف عن شهود الجماعة في المسجد من أسباب ضلال العبد ، ففي صحيح مسلم وغيره عن ابن مسعود _ رضي الله عنه _ قال : " من سره أن يلقى الله غدا مسلما ، فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث يُنادى بهن ، فإن الله شرع لنبيكم صلى الله عليه وسلم سنن الهدى ، وإنهن من سنن الهدى ، ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته ، لتركتم سنة نبيكم ، ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم ، وما من رجل يتطهر فيحسن الطهور ، ثم يعمد إلى مسجد من هذه المساجد ، إلا كتب الله له بكل خطوة يخطوها حسنة ، ويرفعه بها درجة ، ويحط عنه بها سيئة ،ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق ، ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف " .

و عن عبيد الله بن عدي بن خيار ، أنه دخل على عثمان بن عفان _ رضي الله عنه - وهو محصور - فقال : (( إنك إمام عامة ، ونزل بك ما نرى ، ويصلي لنا إمام فتنة ، ونتحرج ؟ فقال : " الصلاة أحسن ما يعمل الناس ، فإذا أحسن الناس ، فأحسن معهم ، وإذا أساءوا فاجتنب إساءتهم )) . [ أخرجه البخاري ].

وعن نافع ، قال : قيل لابن عمر _ رضي الله تعالى عنه _ زمن ابن الزبير والخوارج والخشبية : أتصلي مع هؤلاء ومع هؤلاء ، وبعضهم يقتل بعضا ؟ قال : " من قال : حي على الصلاة أجبته ، ومن قال : حي على الفلاح أجبته ، ومن قال : حي على قتل أخيك المسلم وأخذ ماله قلت : لا " . ( رواه البيهقي في الكبرى ، و أبو نعيم في الحلية و اللفظ له ) .

وقال ابن حزم في المحلى ( 4 / 213 ) : (( ما نعلم أحداً من الصحابة رضى الله عنهم أمتنع من الصلاة خلف المختار ، وعبيد الله بن زياد ، والحجاج ، و لا فاسق أفسق من هؤلاء !! ، وقد قال الله _ عز و جل _ : { وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ } [ المائدة : 2 ] .

قلت : فترك الصلاة في المساجد ديانة من أصول الخوارج ، ولا يتخلف عنها من غير علة إلا منافق معلوم النفاق كما قرر السلف .

ولعل قائل يعترض فيقول : " أنت أثبت أن فرقة " التكفير والهجرة " لها رحم موصول بفرقتهم الأم " الخوارج " ، لكن ما شأن " السلفية الجهادية !! " بهذا كله ؟
فأقول : " بينا أن " قُطب ! " رحى نِحلة هؤلاء ، و " سَيِّد ! " أفكارهم الخارجية التكفيرية ، هو : سيد قطب !!
و" سيد قطب " هو هو الأب الروحي والمرجع الأم لفرقة " السلفية الجهادية " ، وهذا ليس من كيسي ، بل باعتراف شيخ الجهاديين _ لا المجاهدين _ في العصر الحديث .

قال " أيمن الظوهري " في جريدة " الشرق الأوسط " عدد 8407 ــــــ في عام 19 / 9 / 1422 هـ : " إن سيد قطب هو الذي وضع دستور "الجهاديين !!" في كتابه الديناميت!! : ( معالم في الطريق ) ، وأن سيداً هو مصدر الإحياء الأصولي!!، وأن كتابه " العدالة الاجتماعية في الإسلام "، يُعد أهم إنتاج عقلي وفكري للتيارات الأصولية !، وإن فكره كان شرارة البدء في إشعال الثورة الإسلامية ضد أعداء الإسلام في الداخل والخارج، والتي ما زالت فصولها الدامية تتجدد يوماً بعد يوم " .

و للحديث تتمة
يُتبع إن شاء الله ...
هوامش ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ
( 1 ) : ومن علامات تكفير هذه الفرق لمجتمعات المسلمين تسميتهم لأنفسهم " بجماعة المسلمين " كما كانت تطلق ( فرقة التكفير والهجرة ) على نفسها ، أو الجماعة الإسلامية ، وهذه سنة قديمة في أصحاب هذا الفكر ، فابن تومرت الخارجي ـ مدعي المهدية المغربي ـ أسس دولته وكانت على أصول الخوارج التكفيريين وسماها " دولة الموحدين "! .
وتنظيم " الإخوان المسلمين " على هذا الأصل ، فهم يعتقدون أنهم جماعة المسلمين ، وليسوا جماعة من المسلمين !
قال " القرضاوي " وهو يتكلم عن اثر منهج سيد قطب التكفيري في نفوس شباب الإخوان : (( ... فقد أثار جدلاً طويلاً داخل الإخوان في السجون ، ومن آثاره بحث قضية : هل نحن جماعة المسلمين ؟ أم نحن جماعة من المسلمين ؟ )) [ انظر إسلام أون لاين . سبتمبر 2004 م نقلاً من الإفلاس الديني للوصيفي ]
وحادثة تكفيرهم لكل من " محمد الغزالي " و " الشيخ سيد سابق " عندما تركوا الجماعة أكبر دليل على ذلك .
يقول محمد الغزالي : (( كنت أسير مع زميلي الأستاذ سيد سابق قريباً من شعبة المنيل ، فمر بنا اثنان من أولئك الشباب المفتونين ، أبيا إلا إسماعنا رأيهم فينا ، وهو أننا من أهل جهنم ))
وقال : (( ومن المضحك المبكي أن يخطب الجمعة في مسجد الروضة عقب فصلنا من المركز الهام من يؤكد أن الولاء للقيادة يكفر السيئات ! ، وأن الخروج عن الجماعة يمحق الفضائل ، وأن الذين نابذوا الجماعة عادوا إلى الجاهلية الأولى لأنهم خلعوا البيعة ... ))
( 2 ) : وضع لهم " أبو عبد الله ماهر عبد العزيز زناني " ابن شقيقة شكري مصطفي كتاب سماه ( الهجرة )
وهذه الفرقة لها فلسفة في التكفير ! متمثلة في التقسيم الأتي :
ـ تكفير الحكام الذين لا يحكمون بالشريعة بإطلاق ـ بدون التفصيل الذي عليه أهل السنة ـ من التفريق المعروف بين المصّر والمستحل .
ـ وتكفير المحكومين لأنهم رضوا بذلك وتابعوهم ! .
ـ أما العلماء فيكفرونهم لأنهم لم يكفروا هؤلاء ولا أولئك .
ويأتي من بعد التكفير ..إقامة الحدود على المرتديين بالقتل
وكان قتلهم للشيخ المفسر " محمد حسين الذهبي ـ وزير الأوقاف المصري ـ من هذا الباب ؛ كما يكفرون كل من عرضوا عليه فكرهم فلم يقبله ، أو قبله ولم ينضم إلى جماعتهم ويبايع إمامهم ، أما من انضم إلى جماعتهم ثم تركها فهو مرتد حلال دمه .
وعلى ذلك فالجماعات الإسلامية إذا بلغها دعوتهم ولم تبايع إمامهم فهي كافرة مارقة من الدين ( انظر الموسوعة الميسرة 1 / 335 _ 336)
وهذا الذي أصلوه من تكفير المحكومين تبعاً لحكمهم هو عين دين الخوارج قال أبو الحسن الأشعري في"مقالات الإسلاميين " ( 1 / 194 ) وهو يُعدّدُ فرق الخوارج : (( وقال طائفة من البَيْهسية : إذا كفَر الإمامُ كفرت الرعية ، وقالت : الدار دارُ شركٍ ، وأهلها جميعاً مشركون ، وتركت الصلاة إلا خلف من تعرف ، وذهبت إلى قتل أهل القبلة وأخذ الأموال ، واستحلت القتل والسبي على كل حال ))
( 3 ) : سكنوا مغارات واقعة بدائرة أبي قرقاص بمحافظة المنيا ، بعد أن تصرفوا بالبيع في ممتلكاتهم وزودوا أنفسهم بالمؤن اللازمة بإيعاز من " أبو سعد شكري أحمد مصطفى " الذي بايعوه بإمارة المؤمنين وقائداً لجماعة المسلمين ، وكان خروجهم في سبتمبر 1973 م ( انظر الموسوعة الميسرة 1 / 334 ط الخامسة )
( 4 ) : أثبت في بحث ( تنظيم الإخوان قنطرة التشيع إلى بلاد الإسلام ) أن الشيعة الرافضة يقرون ويصححون تشيع " سيد قطب " ورفضه ، مستدلين على ذلك بكتبه وتكفيره لجملة من الأصحاب على رأسهم أبي سفيان بن حرب و ابنه معاوية ـ رضي الله عنهما ـ وأنهم أحتفلوا بكتبه وترجموها إلى الفارسية ، و وضعوا صورته على طوابع البريد عندهم تقديراً لجهوده في خدمة المذهب ! ( انظره [ هنا] غير مأمور










رد مع اقتباس