[غصن البآن]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمل الحياه&

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أحيانا ومن الواقع نقف مكمومي الأفواه مكتوفي الأيدي أمام مواقف لا نجد لها تسميات رغم يقيننا بأن الحرام بيّن والحلال بيّن
لكن حين يكون التعامل المشين بمستوى راقي والسلوك السيئ بقمة التربية والأخلاق ..هنا فقط تشل حواسنا وتثبث ردة فعلنا في نقطة واحدة لا يفسرها عالم نفساني ولا روحاني

فَتحَتْ الباب مطأطئة الرأس ..ظنّت أن المكتب سيكون على بعد خطوات منها ..لكن سارت إلى الأمام ولم تصطدم بشيئ ..رفعت عينيها في ذهول ..ما هذه الفخامة أهي في مكتب المدير أم رئيس الجمهورية ؟؟
وبنظرة فاحصة تأملت المكان لتلمح هناك بعيدا نقطة متحركة وسط الأشياء الفاخرة
تقدمت على استحياء فوق الشريط الأحمر وتمنت في قرارة نفسها أن تختصرة المسافة بقفزة سحرية نحو ذاك الكرسيي الذي يتلهف لاحتضانها
سلمت وجلست و هو على هيأته يتفحص ملفها ..يبدو الوقار على وجهه ..محترم جدا وهادئ :
- أنت فلانة ..درست كدا ..وتعملين في ..منذ ..
تودين تغيير مكان عملك إلى مؤسسة أقرب
- ااااااااااااا ..مجرد ايماءات كمن أصابه خرس
- لكنك مقارنة بغيرك أنت الأفضل ..هناك من يعمل في ..وفي ..وفي ..
ثم نظر إلى الملف وأكمل حديثه وكأن شيئا راق له
- لست متزوجة ولا أطفال لديك ..يعني لا مسؤوليات تعيقك
خمد حماسها وبدا مطلبها تافها وحجتها أتفه بعد ما أسمعها من كلام لكنها وصلت إليه بعد جهد جهيد ولا بد من المواصلة
- تعبتُ من البعد وقلة الواصلات ..المنطقة شبه خالية ..وفي الشتاء مخيفة ..
- معكِ الحق يجب أن تخافي على نفسك ..
نظر للملف ثانية وكأنه يدرس مصير أمة :
- ولِمَ تهتمين للعمل كثيرا ..ستتزوجين يوما ويكون للبيت الأولوية في حياتك
لم تفهم الكلام ولم تعرف كيف تجيب فوَاصَل حديثه المبهم :
- أم أنكِ لست ربة بيت ممتازة
- ذاك عمل آخر
- هل تجيدين الطبخ ؟؟
مستغربة :
- لا بأس بي ...أتدبر أموري
- سأرى ..سأعزمك لأتدوق أكلك ..متأكد أن أكلك طيب ..اختاري : أتناول من يديك الغذاء أو العشاء ؟؟
صمتت ..لم تفهم شيئا ..ما علاقة هذا بذاك ..وتاهت بين مطلبها ومطلبه ..جاءت طالبة فتحولت إلى مطلوبة
كيف يمكن الرد في مثل هذه المواقف المحترمة جدا ؟؟

وهل لَبِسَ سوء الأخلاق ثوب الوقار والاحترام ؟؟

هل ننتقي الأسلوب الراقي في الرد أيضا حتى نبدوا متحضرين ؟؟

وكانك تضغطين بيدك على مكان الجرح................فرفقا بمن تسعى لعمل شريف و لم تقدر التمييز ايهم انسي و ايهم ذئب بشري.............الكل يبدو عليه الوقار...... ولكن..... هي التي مازالت تنعم بدفئ و حنان الوالدين..........وان كانت من بالاشارة تفهم............لكن عقلها الذكي توقف للحظة .......و احلامها الطائرة بامل تلون بجميع الوان السعادة .........سقط هاويا امام غيمة سوداء ..........فمذا تفعل...........و من تكون هي..........و ما هدفها..........لان الغاية تبرر الوسيلة كما ذلك المحترم في شكله...........يعرف كيف يصل الى غايته........هل العمل غاية نسعلا اليها باي الطرق....ام انه يبقى مجرد وسيلة لغاية نبيلة.............فمتى عرفنا المعطيات...........سنعرف ردة فعلها...........تلك التي لمعت ميزات ملفها................كما لمعت عينا المدير حين النظر الى شكلها...........ما قد تفعل تلك التي تسعى لعمل ............فقد درست و تعبت كثيرا و ربما هي تحقق امنية والديها..........

لي عودة باذن الله..............تحياتي لامل الحياة......