منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - ★ ‏★ ‏انصحني ولا تفضحني فالنصيحه أمام الملأ فضيحة ★ ‏★
عرض مشاركة واحدة
قديم 2014-07-26, 03:36   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
أنور الزناتي
عضو محترف
 
الأوسمة
مميزي الأقسام وسام المرتبة الثالثة العضو الذهبي 
إحصائية العضو










B2 ★ ‏★ ‏انصحني ولا تفضحني فالنصيحه أمام الملأ فضيحة ★ ‏★

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


ما من شكّ في أنّ الله يطّلع على فؤاد المرء إذا همّ بالنصح فيدرك مناه و منتهى نواياه، فيتقبّله منه إن كان خالصا لوجهه و إلاّ فلا... لذلك وجب علينا عند تقديم النصح، ابتداء أن ننصح لله دون غيره و أن يكون الغرض هو الإصلاح وابتغاء مرضاة الله، و أن نتوخى جملة من الآداب في تقديم النصيحة كاللّين و الرفق و الموعظة الحسنة و كذا توخّي السّر حتى لا تصبح النصيحة فضيحة... و لعلّي في موضوعي هذا سأتوقف عند أدب التناصح سرّا و اجتناب العلن حتى نكون على بيّنة ممّا نقوم به عند التناصح...
قال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى
تَعَمَّدني بِنُصحك في انفرادي **/** و جنِّني النصيحةَ في الجماعه
فَإِنَّ النُّصحَ بين النّاسِ نَوعٌ **/** من التوبيخِ لا أرضى استماعه
و إنْ خالَفتني و عصيتَ قولي **/** فَلاَ تَجْزَعْ إذا لم تُعْطَ طاعَه

فليحذر أحدنا أن ينشر عيوب غيره، أو أن يتحدث علانية عن أخطائهم متوهما أنه يقصد النصح و هو أبعد ما يكون عنه. فنصيحته ستجد قلوبا موصدة و آذانا صماء، و هو لا يدري أنه بذلك أسخط ربّه، لأن الناصح يتلمَّس الخير ويبحث عن الطرق التي يوصل بها النصح لكي يستفيد ويفيد...
و حتى أكون عمليا فإنني أقترح أن يكون التناصح فيما بيننا عبر المراسلات الخاصة أو عن طريق المشرفين إن كانت النصيحة للجنس الآخر. و الله من وراء القصد و هو يهدي السبيل.
الأخير أحب أن أنقل لكم هذه القصة الجميلة:
يُحكى أن الحسن والحسين مرَّا على شيخ يتوضأ ولا يحسن الوضوء. فاتفقا على أن ينصحا الرجل ويعلماه كيف يتوضأ، ووقفا بجواره، وقالا له: يا عم، انظر أَيُّنا حسن وضوءًا. ثم توضأ كل منهما فإذا بالرجل يرى أنهما يحسنان الوضوء، فعلم أنه هو الذي لا يحسنه، فشكرهما على ما قدماه له من نُصح دون تجريح.
سلام










 


رد مع اقتباس