منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الخيمة الرّمضانية رقم26 .. من إعداد العضو (ب.علي)
عرض مشاركة واحدة
قديم 2014-07-23, 18:51   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
ب.علي
عضو ماسي
 
الصورة الرمزية ب.علي
 

 

 
الأوسمة
وسام الوفاء 
إحصائية العضو










افتراضي





ها هو شهر رمضان يمضي بسرعة، عشرون يومًا انقضت وما بقي لنا منه إلاّ عشرًا، لكنّها عشر فاضلة، تفتح ذراعيها للّذين فرّطوا في العشرين الماضية، وتدعوهم للخيرات والبركات العظيمة، ولنا في رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الأسوة الحسنة، قال الله تعالى: {لقدْ كانَ لكُم في رسولِ الله أسوَةٌ حسَنَةٌ لمَن كان يرجُو اللهَ واليومَ الآخرَ وذَكَر اللهَ كثيرًا} الأحزاب: 21 ، حيث كان صلّى الله عليه وسلّم يجتهد في غيرها من أيّام الشهر كما روَت عائشة رضي الله عنها قالت: ''كان رسول اله صلّى الله عليه وسلّم يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيرها'' رواه مسلم.


ها نحن نصل إلى العشر الأواخر من شهر رمضان وفي هذه الأيام هناك يوم عظيم فيها وهي ليلة القدر
ولابد أن تأخذ في اعتبارنا أنه لا يوجد نص يقول إنها ليلة 27 رمضان، ولذلك إذا أردنا حقاً أن نصادفها ونأخذ خيرها يجب أن نحرص على العبادة في الأيام العشر الأخيرة، وكأنهم جميعاً ليلة القدر؛ فليلة القدر لها فضل عظيم يتمثل في أربع فوائد:
الفائدة الأولى:
أنها خير من ألف شهر، بنص القرآن بما يعادل 84 عاماً؛ يعني... عمرك كله؛ لأن متوسط أعمار أمة سيدنا محمد ما بين الستين والسبعين؛ وكأنه يقول لنا: وكأنها أفضل من عمرك كله، وزيادة بضعة أعوام، فإدراكنا لهذه الليلة تعني أننا عبدنا الله 84 سنة متصلة، يعني: صلاة ركعتين في هذه الليلة كأننا صلينا بين يدي الله 84عاماً؛ فما بالكم بركعتين كل ليلة، والأمر نفسه بالنسبة للصدقة.
والفائدة الثانية:
أن الدعاء فيها مستجاب لأكثر من سبب أولها ما تقوله تلك الآية: {تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ، سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْر} (سورة القدر: 4، 5)ليلة كلها رحمة،
وهناك سبب آخر لإجابة الدعاء في هذه الليلة؛ فحدث أن سألت السيدة عائشة النبي صلى الله عليه وسلم وقالت: "يا رسول الله أرأيت إن أدركت هذه الليلة ماذا أقول؟ فقال: عليكِ بهذا الدعاء: اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعفُ عني".
فنحاول نحن أيضا أن نرتّب الدعوات التي نريد الدعاء بها في هذه الليلة؛وكذلك نقول بمجرد دخول العشر الأوائل : "اللهم بلّغني ليلة القدر"، ولا ننسَ في قائمة دعواتنا الدعاء لإخواننا ا لمسلمين في شتى بقاع الأرض.
والفائدة الثالثة:
أن القيام في هذه الليلة يغفر ما تقدم من الذنب، يقول النبي صلى ا لله عليه وسلم: "من قام ليلة القدر إيمانا واحتساباً غُفِر له ما تقدم من ذنبه"؛فالعلماء هنا يقولون هل المقصود من الحديث غفران صغائر الذنوب أو الكبائر؟ وخلصوا إلى أنه طالما لم يحدد النبي؛ فالمقصود كل الذنوب صغيرها وكبيرها، ولذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن من عباد الله من يخرج إلى صلاة العيد وليس عليه خطيئة"،يعني: نخرج إلى صلاة العيد وصحيفتنا ليس بها معصية، وليلة القدر إدراكها يكفر ما فات من الذنوب.
ويقصد ب"إيماناً واحتساباً" في الحديث أن "إيماناً" يعني رغبة في إرضاء الله و"احتساباً" يعني رغبة في الحصول على الثواب.
والفائدة الرابعة:
العتق من النار؛ فالعتق في العشر الأواخر أمر مختلف عن العتق في العشرين يوماً الأولى فالعتق في الأيام الأولى يكون لأخلص الناس وأعبد الناس؛ ولكنا لعتق في الأيام الأخيرة مفتوح للأقل مقاماً والأقل كفاءة؛ فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: "رمضان أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار"؛ فالعتق في العشر الأواخر زيادة عن العشرين الأولى؛ ولكن انظروا لماذا كان رمضان في أوله رحمة؛ لأن الإنسان المسلم يدخله وهو مكبل بالمعاصي والذنوب والتي أبعدته عن الله؛ ولذلك فالرحمة تسبق المغفرة في رمضان، وبعد الغفران تُعتق من النار.
وكأن العباد في رمضان مثل العمّال في الحقل لن يحصلوا على أجر جهدهم إلا آخر الشهر، وهناك حديث للنبي بهذا المعنى يقول: "إذا كانت آخر ليلة من رمضان غفر الله لهم جميعًا". فقال رجل من القوم: هي ليلة القدر يا رسول الله؟ قال: "لا، ألم تر أن العمال يعملون فإذا فرغوا وفُّوا أجورهم".
ولذلك، إياك والتكاسل والتخاذل بعد حلول الأيام الأخيرة من رمضان.
وكانت السيدة عائشة تقول: "كان النبي إذا دخل العشر الأواخر من رمضان أحيا ليله، وأيقظ أهله، وشد مئزره". فلنستغل هذه الفرصة التي تأتي مرة في العام











رد مع اقتباس