منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الشاويّة -موضوع مغلق يستأنف في موضوع جديد-
عرض مشاركة واحدة
قديم 2014-07-20, 19:28   رقم المشاركة : 30
معلومات العضو
**عابر سبيل **
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية **عابر سبيل **
 

 

 
إحصائية العضو










B9

بعض علماء منطقة الأوراس في العصر الوسيط:
هود ابن محكم الهواري :
هو الشيخ العلامة المفسر هود بن مُحَكَّم بن هود الهَوَّاري (1) ، وقد اكتفت جميع المصادر التي وقفت عليها بذكر اسمه واسم أبيه وقبيلته ، إلا ما وجدته من ذكر اسم جده " هود " في مقدمة تفسير كتاب الله العزيز من قبل محققه الباحث الأستاذ بالحاج شريفي ، حيث ذكر أنه نقل ذلك عن الشيخ علي يحيى معمر في رسالة خاصة كتب بها إليه الشيخ علي معمر من دون أن يذكر المصدر الذي اعتمد عليه ، وذكر أن العهد بالشيخ علي معمر استقاءه معلوماته من مصادر موثوق بها ، وهو كذلك ، وأضاف أنه بهذا يكون الشيخ محكم الهواري سمى ابنه هودا باسم أبيه ، وهذا ما نجده كثيرا في الأنساب (2
) .
ولقد كان الشيخ مُحَكَّم والد الشيخ هود عالما جليلا ، وقاضيا فحلا ، عينه الإمام أفلح ( حكم الدولة الرستمية بين : 208 - 258هـ &nbsp[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/Siscovic/LOCALS%7E1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.gif[/IMG] قاضيا على " تيهرت " عاصمة الدولة الرستمية (9) ، وسوف يأتي الحديث عنه بالتفصيل في حلقة قادمة .
هذا وقد خلط البعض بين الشيخ هود ووالده ، فنجد الشيخ الجعبيري يذكر أن هودا هو قاضي الإمام عبد الوهاب بن عبد الرحمن (10) ، والصحيح أن محكما هو القاضي ، وليس قاضيا للإمام عبد الوهاب كما يذكر الشيخ الجعبيري بل لابنه الإمام أفلح ، ونجد الشيخ سليمان بن يوسف يذكر كذلك أنه كان قاضيا للإمام عبد الوهاب (11) ، ووقع أصحاب المعجم في هذا التناقض فنجدهم في ترجمة الشيخ هود بن محكم يذكرون أن الشيخ محكما كان قاضيا للإمام عبد الوهاب ، وفي ترجمتهم للشيخ محكم يذكرون أنه كان قاضيا للإمام أفلح ، فلعله خطأ غير مقصود (12) .
في أحضان هذا العالم الجليل والقاضي الفحل تربى مفسرنا ، فرضع لبانة العلم منذ نعومة أظافره ، فالظاهر أنه أخذ العلم أول ما أخذ على يد والده الشيخ محكم ، يقول الشيخ علي يحيى معمر : " وُلِدَ لمحكم ولدٌ سماه هودا ، رباه على الإسلام ، وأنشأه على تقوى الله ودربه على المعارف الإسلامية منذ صغره ، فاستمر في الدراسة حتى أصبح علما من الأعلام ... " (13) ، وهذا ما مال إليه الباحث شريفي حيث قال : " ... والذي يبدو لنا أنه يكون قد أخذ العلم أولا في مراتع طفولته ومرابع صباه عن والده ، بعد حفظه لكتاب الله ... " (14) ، وكذلك نجد أصحاب المعجم يذهبون إلى ذلك (15) .
والظاهر أنه استمر فترة ليست بالقصيرة في بلده – كما يرى الباحث سلطان الشيباني – يتفقه في مجالس العلم وحلقات الدروس التي كانت تعقد بالمساجد في القرى الجبلية أو في البوادي تحت الخيام (16) ، وهذا ما مال إليه كذلك الباحث شريفي (17) .
وقد ذهب الباحث شريفي إلى عدم استبعاد كون الشيخ هود هاجر إلى القيروان وتيهرت لطلب العلم ، فوجود هذين المركزين جدير بأن يشد انتباه العالم الناشئ الطموح ، وأن يستحث همته فيولي وجهه شطريهما لينهل منهما ما يشبع نهمه العلمي ، ويروي ظمأه للمعرفة (18) ، إذا فلعل الشيخ هودا تتلمذ على يد الإمام أفلح وعلماء تيهرت في أثناء وجود أبيه في منصب القضاء .
هذا وقد ذهب الباحث سلطان الشيباني كذلك إلى عدم استبعاد كون الشيخ هود في أواخر حياته قد رحل إلى الأندلس ، وقرأ على مشايخها وتتلمذ عليهم (19) ، وقد استند في ذلك إلى ما ذكره قطب الأئمة في رده على العقبي حيث قال : " وإن لم تعرف الإباضية فقد عرفهم الأندلسيون إذ قرأ فيهم الشيخ هود الهواري ، وقال له شيخه : لا يقبل الله دينا يخالف ما أنت عليه " ، وقد تفرد الإمام القطب بهذه المعلومة ولم يشر إلى مصدرها .
إذا وبعد هذه الرحلة الطويلة التي قضاها الشيخ هود في طلب العلم عاد إلى موطنه " أوراس " محملا بالعلم ، فلمع اسمه بين العلماء ، وأصبح محط الأنظار ، وكعبة يقصدها طلاب العلم خاصة ليقتبسوا جذوة من علومه ، والناس عامة ليتلقوا منه التوجيهات الرشيدة والرأي السديد والحل المرضي لمشاكلهم ، فيقضي كل من قصده مأربه وينال بغيته (20) .
ولقد بلغ الشيخ هود من المنزلة والرفعة شأوا بعيدا ، فهاهو الشيخ الشماخي يصفه قائلا : " ومنهم هود بن محكم الهواري ... وهو عالم متفنن غائص ، وهو صاحب التفسير المعروف ، وهو كتاب جليل في تفسير كلام الله لم يتعرض فيه للنحو والإعراب ، بل على طريقة المتقدمين " (21) .
ومما يدل على المنزلة الرفيعة التي حظي بها الشيخ هود تلك