التداول على السلطة في هذه المنطقة المحصورة بين المحيط والخليج باستثناء لبنان يكاد يكون من المحرمات ..
لذلك فان موريتانيا تشذ عن القاعده بطريقتها الخاصة .. وباسلوب بعيد اشد البعد عن ما يسمى بالديمقراطية ..فهناك نظام الحكم يتداول على السلطة بين افراده..بعيدا عن الشعب..
والميزة التي حباهم الله بها ان التغيير يقع في اغلب الاحيان دون اراقة للدماء ..
اذن المواطن في موريطانيا يعيش لذة التغيير التي حرم منها مواطنوا اغلب الأقطار العربية مستثنيا منها لبنان بطبيعة الحال..حتى وان كان تغييرا من اجل التغيير .. اقطار يحكمها اشخاص لا يتزحزحون عن الكرسي الا بوفاتهم مثلما حدث في سوريا بالامس القريب او بسبب السن او العجز حيث يصل العجز بصاحبه الى عدم التفرقة بين كرسي الحكم وكرسي المرحاض حاشاكم ..مثلما وقع لجارنا الحبيب بورقيبة له من الله ما هو اهلا له...
الجديد في التغيير الذي حدث في موريطانيا هذه المرة ان الامر على ما يبدو وقع بحركة داخلية موريتانية التوقيع وبامتياز ولا دخل لفرنسا هذه المرة مثلما تسرب في مرات سابقة....
اما انزعاج الدول الغربية من هذه العملية فيدعونا للتفكير مليّا ومراجعة معلوماتنا حول مدى شرعية نتائج الانتخابات الرئاسية السابقة في موريتانيا ..
فلقد صار جليا لدى الخاص والعام ان الغرب لا يهمه مدى نجاح الديمقراطية في هذه البلدان بقدر ما يهمه تطويع الحكام لخدمة مصالحه ولتذهب الشعوب التي يستكثر عليها هذه التسمية اقول ولتذهب هذه الشعوب الى الجحيم. ..