منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - فرقة الإخوان المسلمون
عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-09-07, 16:26   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
dionysos93
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

قولك أن منهج الإخوان يحمل و حهين تكفيريا و تمييعيا هو تجن ما بعده تجني والحقيقة أن إطلاق هذه الحكم على عواهنه فيه من القصور و التجديف ما لا ينحصر..........كما أن إطلاق هكذا أحكام يمكن ارتدادها بسهولة على الفئة التي أنت بصدد الإنتصار لها ...........فنقول بدورنا أن من يعتبرون أنفسهم سلفيين جمعوا بين متناقضة التكفير و المداهنة .

والأمثلة عن ذلك لا تحصى و انظر كيف يصرح شيخك محمد بن عبد الوهاب بتكفير المتكلمين ثم بالغ فيما يقول, وادعى أن الإجماع قد وقع على التكفير (كتاب تاريخ نجد ص 222) فإذا علمت أن علم الكلام هو ما يعنى بالمنطق و طرق الإستدلال (و هو ما درسته لا شك في مشوارك الجامعي) فعد نفسك من ممن دخل تحت مظلة المتكلمين عافانا و إياك الله.

ثم إليك ما ذكر محمد بن عبد الوهاب في الرسالة الحادية والعشرون المودعة في تاريخ نجد ص 348 من تكفير الإمام فخر الدين الرازي ونقل ذلك عن ابن تيمية وأقره عليه, فقال في ضمن كلام نقله عن ابن تيمية:"وأبلغ من ذلك أن منهم من صنف في الردة كما صنف الفخر الرازي في عبادة الكواكب, وهذه ردة عن الإسلام باتفاق المسلمين"اه فعلق محمد بن عبد الوهاب على كلام ابن تيمية : وتأمل تكفيره رؤوسهم: فلانا وفلانا بأعيانهم, وردتهم ردة صريحة, وتأمل تصريحه بحكاية الإجماع على ردة الفخر الرازي عن الإسلام.

وهذا الكلام فيه مغالطات لا تخفى على مطلع منها حكاية الإجماع على كفر الفخر الرازي. ومنها ادعاؤهما –ابن تيمية وابن عبد الوهاب− أن الإمام فخر الدين الرازي قد ألف في عبادة الكواكب.
ومنها تصريحه بأن ابن تيمية وكذلك هو يكفرون المعيَّن خلافا لما يزعمه بعض أتباعهما اليوم أنهما لا يكفران إلا الجنس لا المعين.

أما إذا تعلق الأمر بالحاكم فمذهبكم هو التعطيل - تعطيل الحكم الإلهي لفائدة حكم أولياء النعمة - و انظر المنار ص 266 حيث يعلن السيد رشيد رضا موافقته واتباعه لآل سعود في دعوتهم ويشبههم ببني إسرائيل في أيام سيدنا موسى عليه السلام, ويحضهم على الصبر ويبشرهم بالنصر من عند الله تعالى على أعدائهم القبوريين والمشركين. و أتباعه اليوم على هذا المنهج سائرون و ما بدلوا تبديلا، و ما فتاوى الإستعانة بالكفار بالأمر الخفي ، ثم الفتوى التي تطالب أهل فلسطين بالرحيل من فلسطين باعتبارها دار كفر تغلب عليها العدو.

و بعد هذه الشواهد اليسيرة فلنركز على حقيقة فكرة الوهابية, أو التيمية ، حاصل ما يقوله هؤلاء - و صحح لي إن كنت مخطأ- : إن السلف كانوا على العقيدة الحق, واستمر الأمر فترة, ثم حصل الانقطاع , وغلب المبتدعة من سائر الفرق واستمر الأمر حتى هذا الزمان, خلا فترات من الأزمنة برز فيها بعض الدعاة إلى المذهب الذي يعتقدون أنه الحق, ومن أهم هؤلاء الدعاة عند الوهابية ابن تيمية وتلميذه ابن قيم الجوزية اللذان ظهرا في القرن الثامن الهجري.

فلو سألت الوهابية والسلفية المعاصرين, عن سلسلة متصلة زمانيا من العلماء المنتشرين في الأمكنة المختلفة المتغلغلين بين العامة لتعليمهم أمور دينهم, كما ينبغي بأهل الحق ( الذين أخبر الرسول عليه الصلاة والسلام عنهم بأنهم لا يزالون قائمين على الحق لا يضرهم من خالفهم, حتى يأتي أمر الله ): لو سألتهم أن يأتوك بنحو هذه السلسلة المتراصة من العلماء الهادين إلى الحق, لما استطاعوا إلى ذلك
سبيلا, ولم يقدروا إلا على تسمية أفراد بعضهم في القرن الثامن وبعضهم في التاسع, وبعضهم في الرابع الهجري, وهكذا..., ولن يستطيعوا أيضا أن يبرهنوا على اتصال وجود هؤلاء في المكان والزمان الذي انتشرت فيهما الأمة الإسلامية التي عرفناها بأنها على الخيرية و أنها لا تجتمع على ضلالة.

إذن حاصل ما سيأتيك به هؤلاء ما هو إلا مجرد أوصال متقطعة في المكان والزمان, وهذا من أكبر الأدلة على بطلان ما يدعونه من أفكار وعقائد وأحكام خالفوا فيها أهل السنة والجماعة.

ولذلك فقد حاولوا بشتى السبل أن يبرهنوا على انتساب بعض علماء الأشاعرة إليهم, بحجة أنهم محدثون, أو مفسرون, كالإمام ابن حجر العسقلاني, والإمام النووي, وغيرهما, كالبيهقي وابن عساكر,فاكتشفوا بعد أزمان أن هؤلاء مصرحون وموافقون لعقيدة الأشاعرة,- أي عقيدة التنزيه التي عليها الإخوان المسلمون - فعادوا وتبرأوا منهم,
إذن تبين لنا أن من حقيقة المذهب الوهابي, اعتقاد الانفصال بين الناس في هذا الزمان وما قبلهم من الأزمنة, بعقيدة السلف, ولذلك فهم لا يعتبرون كثيرا من العلماء ولا يعتدون بآرائهم ولا بمقولاتهم, إلا إن كانوا من أولئك النفر الذين اشرنا إليهم.
وهذا الفهم المتغلغل في نفوس الوهابية والسلفية المعاصرة, له أكبر الأثر في انفصال الأمة حاضرها عن ماضيها, ولا يخفى ما لهذا الانفصال المعنوي من آثار تضعف الأمة فكريا وعقائديا, وتجعلهم عرضة للهجوم عليهم من المخالفين لهم في أصول الدين, ولا يخفى أن هذا الانفصال لو صح لكان أكبر أمريعول عليه العلمانيون في القدح بأصل الدين.

وهذا هو ما حصل بالفعل, فقد ظهرت طائفة من العلمانيين القادحين بأصل الدين, ولا يعترفون بأصول أهل السنة والجماعة, وقد قامت معظم اعتراضاتهم على هذه الفكرة, وهي عدم التسليم بالأفهام
والأحكام التي صدرت من علماء الأمة على مرِّ العصور, سواء أكانت مذاهب عقائدية أو فقهية أو غيرها, وادعوا أن هذه الآراء كلها مجرد آراء إنسانية لا يلزمهم الأخذ بها, أن عليهم الرجوع إلى
النصوص الأصلية في الدين, فيعيدوا قراءتها, وإنتاجها, بحسب ما يرون, وبحسب ما يناسبهم في هذا الزمان.