منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - كتاب المواقف والأمير عبد القادر الجزائري
عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-08-16, 22:12   رقم المشاركة : 46
معلومات العضو
أبو إدريس
كبار الشخصيات
 
الأوسمة
وسام الشرف 
إحصائية العضو










Lightbulb الجواب

الحمد لله وحده
الأخ سعداني السلام عليكم ورحمة الله
أسأل الله تعالى أن يستجيب دعاءك : فيريك الحق حقًا ويرزقك اتباعه ، ويريك الباطل باطلاً ويرزقك اجتنابه.
وحتى نكون جديين وبعيدين عن العبث، أريد منك كلامًا واضحًا صريحًا في خصوص ما قرأته! فأنت قرأت مقال الأستاذ مفتاح وكنتَ مقتنعًا به ورحتَ تنشره في الإنترنت وترد به على الآخرين وتصفهم بأنهم ينطلقون من الهوى!!
وأنا وعدتك بكتابة رد أبيّن فيه الأخطاء والمغالطات التي وقع فيها الأستاذ مفتاح ، وقد وفّيت بوعدي! ولكنّك لم تجبني وتبيّن لي موقفك!
هل ما زلت مقتنعًا بحجج الأستاذ مفتاح التي ظهر بكل جلاء ووضوح أنها لا تصح (وهذا بشهادة كل أهل العلم والقرّاء) أو أنك غيرت رأيك وعدلتَ إلى الصواب الذي بينتُه لك؟
وأنت دائمًا تتحدث عن الصدق والإخلاص، وهذا شيء حسن، ولكن نريد التطبيق العملي لهما وليس الاكتفاء بالحديث عنهما!
فإذا لم تبيّن لي موقفك فكيف سأعرف صدقك في التعامل مع المسألة؟
وإذا لم أجدك تنحاز إلى الحق وتترك الباطل فكيف أعرف إخلاصك؟
أمّا أنا فبيّنتُ موقفي وأنا مذعنٌ للحق دائمًا إن شاء الله، ولا أقول إلا الصدق بفضل الله، فهل وجدت في كلامي رواية لا تصح أو نقلاً كاذبًا أو استنتاجًا متعسِّفًا؟
وأمّا أنت فلم أفهم منك شيء سوى أنك وجدت حدّة في كلامي! فهل هذا كل ما في الأمر؟!
كل الأخطاء الفادحة والمخجلة التي وقع فيها أستاذك لم تتوقف عندها ولم تلاحظها وتوقفت عند حدّة كلامي؟! وأين هي هذه الحدّة؟ وهذا طبعًا أمرٌ نسبي :
فعين الرضا عن كل عيبٍ كليلة *** ولكنَّ عين السخط تبدي المساويا
إن الصدق في طلب الحق والإخلاص لمرضاة الله يوجبان على المرء أن يتجاوز القضايا التي تمس شخصه الذاتي وينصرف بكليته إلى الإذعان للحق والاعتراف بالخطأ!
الأستاذ مفتاح قوَّلني ما لم أقل ونسب إلي ما أنا بريء منه كل ذلك بعبارة جارحة وبطعن ظاهر وغمز مبطّن، ومع ذلك أنا لم أقف عند هذه الأمور وتجاوزتها إلى ما هو أهم ، وإذا كان في بياني المكتوب ما يشعرك بشيء من الحدّة ، فإن الحدة في الحق محمودة كما هو معلوم! بخلاف الحدة التي في الباطل التي مورست تجاهي فإنها مذمومة! وأراك لم تتحسس لها فتنتقد أستاذك عليها.
أرجو أن تكون صادقًا مع نفسك وتملك الجرأة في بيان حقيقة موقفك، أمّا جوابك هذا فغير مقبول. والصوفي من صفت نفسه فهو لا يرى لنفسه على غيره مزيّة. وينصح نفسه قبل أن ينصح غيره.
وأمّا جواب أستاذكم مفتاح : ((موضوع كتاب المواقف والأمير موضوع مفتوح للدارسين والباحثين)) تعليقًا على مقالي السابق ففيه إماعة للمسألة وهروب من التصريح بالحق!!
لم يكن موضوع مقالي كتاب المواقف! وقد صرَّحت بكل وضوح أنني لن أتعرّض لموضوع المواقف في مقالي هذا وإنما أرجئه إلى بحث مستقل خاص به!
فما معنى كلام الأستاذ مفتاح السابق؟
كان حريًا به أن يجيب عن الأسئلة التي وجهتها إليه! وأن يعترف بالأخطاء الكثيرة التي وقع فيها، وخاصّة أنّ تلك الأخطاء إنما هي المرتكزات التي يعتمد عليها في دعواه.
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم : ((كُلُّ بَني آدمَ خَطَّاءٌ، وَخيرُ الخطَّائينَ التَّوَّابون))

الأستاذ مفتاح بما يكتبه ويروج له يضلل الرأي العام للمسلمين، ويوهمهم بخلاف الحقيقة، فهل ما زال مصرًا على كلامه أم أنه سيعود إلى الحق ويعترف به، فيبرهن على الصدق والإخلاص الذين تدعو إليهما يا أخ سعداني!
وقد وضعت عنوانًا لردي وهو (الأمير عبد القادر والفتوحات المكية...)
وبينت أن ما يزعمه من أن الأمير هو أول من طبع الفتوحات وعلى نفقته هو زعم باطل ولا يصح وكل الأدلة بخلافه! فلماذا لم يجب على ذلك وعلى عشرات الأخطاء الأخرى؟
أنا إلى الآن لم أضع الأستاذ مفتاح ضمن تصنيف خاص ولم أحكم عليه. (كما هو مقرر في علم الرجال) وإنما أتريّث حتى يكون حكمي ونظري بعيدًا عن الظن والظلم.
ولكن إذا لم يصدر عنه رد واضح وصريح ، واكتفى بجوابه السابق، فهذا سيكون له دور كبير في نظرتي إليه.
وما دمت يا أخ سعداني مهما كنتُ هادئ في كلامي مترفِّقًا ، تجد فيه حدّة ، فإنني تعمدت اليوم أن أغير طريقة الخطاب، وأجعل فيه شيئًا قليلاً من الحدة، حتى ترى الفرق الكبير بينهما. (مع أن مسألة الحدة في الخطاب يجب أن لا يكون لها أي تأثير في الحكم على الصواب والخطأ في الكلام والإذعان للحق. وخاصّة عند أهل التزكية!)
والحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد الصادق الأمين.








 


رد مع اقتباس