شهادة الرائد محمد الشريف خير الدين
يقول الرائد خير الدين رئيس مصلحة الولاية التاريخية السادسة، في حديث خص به الخبــر (سبتمبر 1993):<<أن سبب مقتل شعباني يعود إلى وطنيته وحبه للشعب، ورفضه للأفكار المستوردة والتسلط على الشعب، ويضيف لقد اتهم شعباني، من طرف النظام آنذاك بفكرة الانفصال، وتقسيم الجزائر لكن ما قيل من قبل النظام هو تشويه لحقائق تاريخية، وتزوير في حق البلاد والتاريخ إنه لم يفكر يوما في حمل السلاح في وجه إخوانه، بل كان حاقدا (غاضبا) على بعض الخونة الذين كانوا في الإدارة و الجيش، والذين تسللوا في الاستقلال من الخارج على حد قول السيد محمد الشريف. والذي يضيف بأن قتل شعباني يتحمل مسؤوليته أيضا الرئيس الأسبق أحمد بن بلة ووزير الدفاع آنذاك هواري بومدين. غير أن بن بلة بعد الأفراج عنه صرح في أكثر من مناسبة بأنه لا علاقة له بإعدام العقيد شعباني، ويكون قد كشف لوالدة شعباني بأنه نصح هذا الأخير عدة مرات للعدول عن مواقفه، واتهم بومدين وجماعته بإعدامه.>>
وعن كيفية إلقاء القبض على شعباني وظروف إعدامه يقول الرائد : << ألقى القبض عليه في منطقة أمسيف بولاية المسيلة، رفقة مجموعة من حرسه من بينهم الضابط سليم السمي وعريف الجيلالي، ونقلوا بعدها إلى الجلفة ليسجنوا فيها مدة معنية، ثم نقل إلى وهران التي بقي فيها قرابة الشهر في سجن سيدي الهواري..>>
ويستطرد الرائد محمد الشريف قائلا: << أن العقيد شعباني عومل معاملة سيئة من طرف الحراس والمسئولين سواء في الجلفة، من طرف ضباط أحمد بن شريف، الذين نكلوا بأحد أبطال الثورة أو في وهران..>>
<< ألقى القبض عليه، وعلى مجموعة أخرى من المدنيين، الذين كانوا جميعهم نوابا في المجلس الشعبي الجزائري بتهمة مرافقة شعباني>>
<< السلطة آنذاك لم تحترم إرادة الشعب، ولا الحصانة البرلمانية في تعذيب هؤلاء النواب...
ويتساءل السيد محمد الشريف: << إذا كانت تهمتي هي أنني أحد رفاق العقيد شعباني فلماذا إذا لم يلقوا القبض على الرئيس الأسبق بن بلة لكونه صديقا للمجاهد آيت أحمد الذي نسبت إليه هو الآخر تهمة الخيانة ؟
ويضيف الرائد الشريف: << لقد أشرف على المحكمة الخاصة مجموعة من الضباط وفي مقدمتهم أحمد بن شريف ودراية، وبلهوشات، ووزير الدفاع آنذاك هواري بومدين، والكل كان يحقد على شعباني، لأنهم كانوا يرون فيه العائق الكبير لتحقيق أهدافهم.
ويكمل الرائد الأسبق حديثه قائلا: << لقد نفى أحمد بن بلة أن تكون له علاقة بإعدام شعباني، وكذلك هواري بومدين، لكن من المسـؤول الأول عن البلاد آنذاك أليس هو أحمد بن بلة؟ يتساءل سي الشريف، فكيف يأمر بالقتل ثم يقول أنه بريء من التهمة، ألم يكن له حق العفو؟
ويضيف السيد محمد الشريف بأن الكثير من الأبطال قتلوا وذنبهم الوحيد هو الوطنية المفرطة، وحب الشعب أمثال كريم بلقاسم وخيضر وخميستي وعبان رمضان وآخرون. وأن تصرفات المسئولين آنذاك هي التي تركت الجزائر تصل إلى هذا الوضع المزري، على حد قول سي الشريف. هذه هي الظروف التي أعدم فيها أسـد الصحراء بعد أن حققت الجزائر استقلالها عن الاستعمار الفرنسي.