منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - من أخلاق الرسول
عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-03-09, 20:05   رقم المشاركة : 20
معلومات العضو
أبوعبد الباسط
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي

الخلق الثاني عشر:الوفاء
قال الجرجاني :الوفاء هو ملازمة طريق المواساة ومحافظة عهود الخلطاء
وقال الجاحظ :الوفاء هو الصبر علي ما يبذله الإنسان ويرهنه به لسانه
وقال الراغب :الوفاء بالعهد :إتمامه وعدم نقص حفظه
والوفاء عموما هو عدم تنكر للماضي وأن يكون الإنسان السوي العاقل أسير عهوده وكلماته فلا ينطق بكلمة ولا يعطي عهدا حتي يري من نفسه القدرة علي الوفاء به ومتي خرجت الكلمة من اللسان فالواجب احترامها ما لم تكن معصية أو تحل حراما أو تحرم حلالا.
منزلة هذا الخلق العظيم
الوفاء بالعهود بين الناس يؤدي إلي الثقة المتبادلة ويخلق جوا من الطمأنينة والسكينة وبه تستقيم شؤون الناس وتسير أعمالهم
كان العرب قديما قبل الإسلام يرون هذا الخلق لازما لأنه من لوازم المروءة والإخلال به من خوارم المروءة حتي قال قائلهم :
إذا قلت في شيء نعم فأتمه فإن نعم دين علي الحر واجب
وإلا فقل لا تسترح وترح بها لئلا يقول الناس إنك كاذب
وكفي الوفاء شرفا أن يتصف به المولي تبارك وتعالي .قال الله Lومن أوفي بعهده من الله ) لاأحد أوفي بعهده ولا أصدق في إنجاز وعده من الله تبارك وتعالي
قال تعالي Lثم توفي كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون )
وقال جل جلاله : (ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله )فمن تمام الوفاء أنه يحقق لهم ماوعدهم به ويزيدهم .وكم كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يرد دين الناس ويزيدهم إمعانا منه في الوفاء
وقال تبارك وتعالي L وأن ليس للإنسان إلا ما سعي وأن سعيه سوف يري ثم يجزيه الجزاء الأوفي )
ومن جملة صفات عباد الله الصالحين الوفاء .
قال تعالي : (والموفون بعهدهم إذا عاهدوا )
وقال جل جلاله : الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب (ثم بين جزاتءهم في الجنة فقال (أولئك لهم عقبي الدار جنات عدن يدخلونها ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبي الدار )
وقال جل جلاله : (إن الابرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا عينا يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا)
أنبياء الله وصفة الوفاء
1.قال تعالي عن سيدنا إبراهيم عليه السلام (وإبراهيم الذي وفي )قال العلماء أنه بلغ جميع ما أمر الله به ووفي بما فرض عليه ووفي بسهام الإسلام قال تعالي (وإذ ابتلي إبراهيم ربه بكلمات فأتمهم )صبر علي النمرود وعلي نار قومه وطرده لهم وصدق الرؤيا في ذبح إبنه وكان وفيا لزوجاته وأمره الله ببناء البيت فوفي بالعهد
2.وسيدنا يوسف عليه السلام ابن الأكرمين وفي بعهده وحفظ ذمة أبيه وحافظ علي صلة رحمه فرغم تآمر إخوته عليه يقول لهم في الأخير (لاتثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين ) ويجمع الله شمل سيدنا يوسف عليه السلام بأبويه وإخواته فيقول سيدنا يوسف عليه السلام جملا في آخر القصة من أروع ما يكون ( وقال ياأبت هذا تاويل رؤياي من قبل وقد جعلها ربي حقا وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن وجاء بكم من البدو من بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين إخوتي إن ربي لطيف لما يشاء إنه عليم حكيم رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تاويل الأحاديث فاطر السماوات والارض أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلما وألحقني بالصالحين)
ومن جملة اللطائف كما يذكر الشيخ راتب النابلسي حفظه الله أن الملك الذي أتاه الله سيدنا يوسف عليه السلام ليس المال والوزارة او النبوة إنما ملك نفسه عندما دعته امرأة العزيز فقال (إني أخاف الله ) وهو الملك الحقيقي أن تملك نفسك فكم من غني غير قانع هو فقير وكم فقير هو قانع بما أعطاه الله هو غني
3.وكليم الله موسي عليه السلام وفي بعهده لما عاهد سيدنا شعيب (إني أريد أن انكحك إحدي ابنتي هاتين علي أن تاجرني ثمان حجج فإن اتممت عشرا فمن عندك وما أريد أن أشق عليك ستجدني إن شاء الله من الصالحين)وقد أتم عشر سنوات وهذا من تمام الوفاء فوعد الحر دين الله وأحق الناس بالوفاء أنبياء الله كما قال عبد الله بن عباس تعليقا علي الآية (قضي أطيبهما وأكثرهما .إن رسول الله إذا قال فعل .)
أنواع الوفاء
1.الوفاء مع الله تعالي
الوفاء مع الله يكون بإمضاء العقد من لحظة الإنسان يبلغ رشده أو يقول لأول مرة (لا إله إلا الله محمد رسول الله )فالواجب عليه الوفاء بهذا العهد .قال تعالي : (إن الله اشتري من المومنين أنفسهم وأموالهم بان لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرىن ومن أوفي بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذالك هو الفوز العظيم التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المومنين )فالوفاء مع الله يكون بتوحيده وعدم الإشراك معه وتأدية الفرائض والوقوف عند المحرمات (وإذا أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذرياتهم وأشهدهم علي أنفسهم ألست بربكم قالوا بلي شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إن كنا عن هذا غافلين )
2.الوفاء مع النفس
يكون وفاء المرء مع نفسه يوم يحدث نفسه بصدق فتقف مع الحق ويجدد عزمه علي المضي في هذا السبيل فلا ينبغي له أن يتنكب عن الصراط قال تعالي (ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون )
والجزاء يكون بعقوبتين كبيرتين أن ينسي ربه فيعيش تائها في الدينا وينسيه نفسه فلا يدري ما منفعتها من مضرتها)
والوفاء مع الالنفس يكون بمحاستها وأن تفكر في مستقبلها البعيد(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون )
3.الوفاء مع الوالدين وهو من أعظم أنواع الوفاء ذالك أن الإنسان يكون صغيرا فيعتني به والداه ويبذلان كل صغير وكبير من أجل إسعاده وأن يحيا حياة طيبة ويقول الولد لوالديه في الصغر أنه يحبهما وسيوفي بعهودها ثم إذا بلغ أحدهما أو كلاهما الكبر يتنكر وقد يؤذيهما بأشد أنواع الإيذاء.ومن الوفاء ببر الوالدين طاعتمهما في الحياة والممات فبعد الممات بالدعاء لهما والااستغفار وإكرام صديقهما وصلة الرحم التي لاتوصل إلا بهما وإنفاذ عهدهما.
4.الوفاء بحقوق الزوجين من كلا الطرفين بحسن المعاشرة وحفظ العرض وعدم إخراج الأسرار الزوجية
5.الوفاء بالكيل والوزن .وكانت هاته مشكلة قوم شعيب عليه السلام (يقوم أفوا المكيال والميزان بالقسط) (وأوفوا الكيل إذا كلتم وزنوا بالقسطاس المستقيم )
وحذر اله من الذين يخدعون في الميزان (ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا علي الناس يستوفون وإذا كالوهم اوزنوهم يخسرون )
6.الوفاء بالعقود والعهود ويكفي هنا هاته القصة التي رواها لنا المصطفي عليه الصلاة والسلام
عنأبيهريرةرضي الله عنه عنرسول الله صلى الله عليه وسلم أنه ذكر رجلا منبنيإسرائيلسأل بعضبني إسرائيلأن يسلفه ألف دينار فقال ائتني بالشهداء أشهدهم فقال كفىبالله شهيدا قال فأتني بالكفيل قال كفى باللهكفيلا قال صدقت فدفعها إليه إلى أجل مسمى فخرج في البحرفقضى حاجته ثم التمس مركبا يركبها يقدم عليه للأجل الذي أجله فلم يجد مركبا فأخذ خشبة فنقرهافأدخل فيها ألف دينار وصحيفة منه إلى صاحبه ثم زجج موضعها ثم أتى بها إلى البحر فقال اللهم إنك تعلمأني كنت تسلفت فلانا ألف دينار فسألني كفيلا فقلت كفى بالله كفيلا فرضي بك وسألني شهيدا فقلتكفى بالله شهيدا فرضي بك وأني جهدت أن أجد مركبا أبعث إليه الذي له فلم أقدر وإني أستودعكها فرمى بهافي البحر حتى ولجت فيه ثم انصرف وهو في ذلكيلتمس مركبا يخرج إلى بلده فخرج الرجل الذي كان أسلفهينظر لعل مركبا قد جاء بماله فإذا بالخشبةالتي فيها المال فأخذها لأهله حطبا فلما نشرها وجدالمال والصحيفة ثم قدم الذي كان أسلفه فأتى بالألف دينار فقال والله ما زلت جاهدا في طلب مركب لآتيكبمالك فما وجدت مركبا قبل الذي أتيت فيه قال هل كنت بعثت إلي بشيء قال أخبرك أني لم أجد مركبا قبل الذيجئت فيه قال فإن الله قد أدى عنك الذي بعثتفي الخشبة فانصرف بالألف الدينار راشدا
مظاهر خلق الوفاء في حياة رسول الله صلي الله عليه وسلم
أولا :وفاؤه مع ربه
1.كان من أشد الناس وفاء مع ربه .كيف لا وهو الذي يخبرنا عنه سبحانه وتعالي وقد جعله الله واسطة بيننا وبينه
فعن عبيد الله بن عمير رضي الله عنه أنه قال :قلت لعائشة رضي الله عنها :أخبرينا بأعجب شيء رأيته من رسول الله صلي الله عليه وسلم قال :فسكتت ثم قالت :لما كانت ليلة من الليالي قال :يا عائشة ذريني أتعبد لربي
فقلت :والله إني أحب قربك وأحب ما يسرك
قالت :فقام وتطهر ثم قام يصلي ولم يزل يبكي حتي بل حجره وكان جالسا فلم يزل يبكي حتي بل لحيته قالت :ثم بكي حتي بل الأرض فجاء بلال يؤذنه بالصلاة فلما رآه يبكي قال :يارسول الله تبكي وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال : أفلا أكون عبدا شكورا
2.وعن عائشة رضي الله عنها قالت :كان يلحق بغار حراء فيتحنث فيه الليالي ذوات العدد قبل أن يرجع إلي أهله ويتزود لذالك ثم يرجع إلي خديجة
ثانيا :وفاؤه مع الناس وهو أنواع
أ.وفاؤه مع الصحب الكرام
1.لما عاد الصحابة الكرام من غزوة بني المصطلق ضرب رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار من ورائه فصرخ (يا للأنصار ) وصرخ الآخر (يا للمهاجرين )فغضب النبي لصي الله عليه وسلم وقال (مابال دعوي الجاهلية ) فأخبروه الخبر فقال : (دعوها فإنها منتنة).وسمع الخبر رأس المنافقين أبي بن سلول .فقال (لئن رجعنا إلي المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل )فغضب سيدنا عمر وقال :يا رسول الله دعني أضرب عنق هذا المنافق .فقال النبي صلي الله عليه وسلم (يا عمر دعه لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه )
وفاء لابنه عبد الله الصحابي الجليل لم يقتل رسول الله هذا المنافق الكبير وهي واحدة من أسباب كثيرة
2. وقصة حاطب بن أبي بلتعة لما أرسل كتابا مع امرأة يخبرهم بقدوم محمد لمقاتلتهم وعلم النبي بذالك فأرسل بعض الصحابة ليأخذوا الكتاب بقوة من المرأة فأخرجوا الكتاب وقال رسول الله لحاطب (ما هذا يا حاطب ( فأخبره الخبر بأنه رجل غريب بين قريش وليس هناك من يدافع عنه ويحفظ أمواله ففعل هذا ليحموا أهله وأمواله فأراد بعض الصحابة قتله فقال لهم رسول الله (إنه قد صدقكم )ثم قال : (إنه قد شهد بدرا وما يدريك لعل الله عز وجل اطلع علي أهل بدر فقال :اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم )ونزل قول الله (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء ).
3.وهاهو سيدنا حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال : ما منعني أن أشهد غزوة بدر إلا أني خرجت أنا وأبي حسيل من مكة إلي المدينةمهاجرين فأخذنا كفار قريش فقالوا :إنكما تريدان محمدا ؟فقلنا ما نريد إلا المدينة فخلوا سبيلهم بعد أن أخذوا منهم عهد الله وميثاقه أن لانقاتل معه فلما كانت غزوة بدر أردنا أن نشترك فيها فأخبرنا رسول الله صلي الله عليه وسلم بما كان بيننا وبين قريش فقال: (انصرفا .نفي لهم بعهدهم ونستعين الله عليهم)
ثانيا : وفاؤه لأزواجه
1.كان من أوفي الناس مع السيدة خديجة رضي الله عنها لأنها واسته بمالها ونفسها وصدقت به ورزق منها والولد ولم ير منها إلا الخير والوفاء فلم يتزوج عليها في حياتها وكانت في سن الأرعبين وكان صلي الله عليه وسلم في الخامسة والعشرين وكان يكثر من ذكرها بعد وفاتها ويصل صويديقاتها فغضت يوما السيدة عائشة رضي الله عنها فلم يرض رسول الله وقال (إنها كانت وكانت .وكان لي منها الولد)
وربما أعطي له شيء فيقول (إذهبوا به إلي فلانة.فإنها كانت صديقة خديجة.إذهبوا به إلي بيت فلانة فإنها كانت تحب خديجة)
2ودخلت يوما امرأة عليه فهش لها وأحسن السؤال عنها فلما سألوه قال :كانت تأتينا أيام خديجة وإن حسن العهد من الإيمان)
3.وترسل له ابنته زينب في فداء زوجها أبي العاص وبعثت بقلادة لها فرق قلب النبي لابنته وقال : (إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردوا عليها الذي لها ؟) فقالوا: نعم
4.وتسأل زوجات النبي صلي الله عليه وسلم النفقة فينزل قول الله بتخييرهن بين البقاء أو أن يمتعهن ويسرحهن .وكان أول من استشار السيدة عائشة رضي الله عنها وخيرها فاختارت رسول الله .
ثالثا :وفاؤه مع الأقارب
1.كان أقرب الناس إليه عمه أبو طالب وما فتيء يذكره ولكن أبا طالب للأسف الشديد لم ينطق بالشهادة
2.وفي غزوة حنين كان من بين الأسري من بني سعد وكان صلي الله عليه وسلم مسترضعا فيهم فرد عليهم أموالهم وسبيهم
3.ووفاؤه لأخته من الرضاعة الشيماء يكرمها ويفرح بها ويعطيها من الهدايا الكثير.وهذا من الوفاء
رابعا :وفاه لصاحب الجميل
1.وفاؤه لأبي بكر الصديق رضي الله عنه (إن من أمن الناس علي في صحبته وماله أبو بكر ولو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبابكر خليلا ولكن أخوة الإسلام لاتبقين في المسجد خوجة إلا خوجة أبي بكر )
2.وكان يقول (استوصوا بالنساء خيرا ) (لو سلكت الأنصار واديا وشعبا لسلكت وادي الأنصار أو شعبهم ولولا الهجرة لكنت امرءا من الأنصار ) (وأية الإيمان حب الأنصار وأية النفاق بعض الأنصار) (من أحب الأنصار أحب الله ومن أبغض الأنصار أبغضه الله)
3وكان رسول الله صلي الله عليه وسلم يزور أم أيمن حاضنته وكان يقول لأبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب (انطلق بنا نزور أم أيمن)وزارها سيدنا أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب بعد وفاة رسول الله وهيجتهما علي البكاء فبكيا بكاء شديدا
4.وكان رسول الله يقول عن أم أيمن (يا أمي )وكان إذا نظر إليها قال : (هذه بقية أهل بيتي )
5.وكان وفيا لمكة تربي فيها وترعرع علي تربتها يقول يوم الهجرة (قد علمت أنك خير أرض الله وأحب الأرض إلي الله ولولا أن أهلك أخرجوني ما خرجت )
6.وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم مرة لأحد الصحابة ( لو قد جاءنا مال البحرين لقد أعطيتك هكذا وهكذا وهكذا ) ثلاثا ومات رسول الله ولم تفتح البحرين وفتحها الصحابة في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنها فسأل عن ذالك الصحابي وأعطاه بما قال له رسول الله تماما للوفاء
خامسا :وفاؤه مع والديه
عن بريدة قال :خرجنا مع رسول الله صلي الله عليه وسلم حتي إذا كنا ب (ودان) قال :مكانكم حتي آتيكم
فانطلق ثم جاءنا وهو ثقيل (أتيت قبر أم محمد فسألت ربي الشفاعة فمنعنيها وإني كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها )
وهناك خلاف معلوم بين العلماء حول والدي رسول الله صلي الله عليه وسلم بين من يقول أنهما من أهل الجنة ومن يقول عكس ذالك
سادسا:وفاؤه مع أعدائه
1.ففي صلح الحديبية لما صالح رسول الله أهل قريش علي شروط وكان من ضمن الشروط أن من أتي محمد من غير إذن وليه هاربا منهم رده عليهم ومن جاء من قريشممن مع محمد لم يرده عليه وأمضي رسول الله علي الشروط وكان أبو جندل ابن سهيل من جملة ممن فر إلي المسلمين فقال سهيل لرسول الله (هذا أول الشروط ) فرد رسول الله أبا جندل وهو يصرخ والصحابة غير راضين ولكنه الوفاء
2.ويخرج أبو جندل ويتصل بأبي بصير ويجتمع بهم جماعة ممن يفرون من قريش يعيرون علي قبائل قريش حتي قال رسول الله (ويل أمه مسعر رحب لو كان له أحد ) حتي تنازلت قريش عن ذالك الشرط
3.ولما جيء بالهرمزان في عهد عمر بن الخطاب وكان الهرمزان قائد جيش كسري أسره المسلمون فعرض عليه عمر الإسلام فرفض ثم طلب ماء ليشرب فلما قدموا له الماء قال :هل أنا آمن حتي أشربها ’قال :نعم فأراق الماء علي الارض وصاح بأعلى صوته الوفاء نور أبلج واستشار سيدنا عمر الصحابة في ذالك ف
أخبروه أن دين الإسلام دين وفاء فلم يؤذه ثم أسلم الرجل وحسن إسلامه

ثالثا وفاؤه للحيوان :
كان صلى الله عليه وسلم وفيا حتى للحيوان ففي مسند الامام احمد
حدثنا سفيان بن عيينة، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي المهلب، عن عمران بن حصين، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كانت امرأة أسرها العدو وكانوا يريحون إبلهم عشاء فأتت الإبل تريد منها بعيرا تركبه فكلما دنت من بعير رغا فتركته حتى أتت ناقة منها فلم ترغ فركبت عليها ثم نجت فقدمت المدينة فلما رآها الناس قالوا ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم العضباء قالت إني نذرت أن أنحرها إن الله عز وجل أنجاني عليها قال بئسما جزيتيها لا نذر لابن آدم فيما لا يملك ولا نذر في معصية الله عز وجل‏
حثه عليه الصلاة والسلام علي الوفاء
1.(أربع من كن فيه كان منافقا خالصا ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتي يدعها :إذا أؤتمن خان وإذا حدث كذب وإذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر )
2.ويذكر أبو بريدة أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه زاره في المدينة وقال له : اتدري لم أتيتك؟قال :قلت لا .قال :سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول (من أحب أن يصل أباه في قبره فليصل إخوان أبيه من بعده ) وإنه كان بين لأبي عمر وبين أبيك إخاء وود فأحببت أن أصل ذاك
3.(ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة ومن كنت خصمه خصمته رجل أعطي بي ثم غدر ورجل باع حرا فأكل ثمنه ورجل استأجر أجيرا فاستوفي منه ولم يعطه أجرا)
4.(لكل غادر لواء يوم القيامة يقال :هذه غدرة فلان ابن فلان )