منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - من أخلاق الرسول
عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-03-06, 20:06   رقم المشاركة : 19
معلومات العضو
أبوعبد الباسط
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي

الخلق الحادي عشر :الرحمة
يقول الجاحظ أن خلق الرحمة مركب من الود والجزع.والرحمة لاتكون إلا لمن تظهر منه لراحمه خلة مكروهة.فالرحمة هي محبة للمرحوم مع جزع من الحال التي من أجلها رحم
يقول الفيروزآبادي في كتابه الماتع (بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز ) أن الرحمة تأتي علي عدة أوجه
1.بمعني أرزاق الناس والمخلوقات كما في قوله تعالي (لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي إذا لأمسكتم خشية الإنفاق )
2.بمعني قطرات الغيث (وينشر رحمته وهو الولي الحميد)
3.بمعني العافية من الابتلاء والامتحان (أو أرادني برحمة هل هن ممسكات رحمته )
4.بمعني النجاة من عذاب النيران (ولولا فضل الله عليكم ورحمته )
5.بمعني النصرة علي أهل العدوان قال تعالي : (أو أراد بكم رحمة)
6.بمعني الألفة والمودة والمحبة (وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة)
7.بمعني وصف كتاب المنزل علي موسي عليه السلام (ومن قبله كتاب موسي إماما ورحمة)
8.بمعني الجنة (إن رحمت الله قريب من المحسنين)
الرحمة صفة من صفات الله عز وجل
لقد وصف الله عز وجل نفسه في عدة آيات بأنه رحيم رحمان
قال تعالي (فتلقي آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم )فمادام الله جل وعلا وصف نفسه بأنه رحيم فقد غفر لسيدنا آدم عليه السلام تلك الخطيئة
وكذالك يرحم الله عباده المؤمنون يوم يتوبون إليه قال تعالي : (إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم )وتأمل هذه الصيغة جيدا لتعلم قوة وصفه بأنه تواب رحيم
وقد افتتح كتابه الكريم (بسم الله الرحمان الرحيم )وهو عنوان كبير لكل مسلم بأن رحمة الله مع المسلمين حيثما حلوا وارتحلوا
وحين تسمع قول الله تعالي (ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويوتون الزكاة والذين بآياتنا يومنون الذين يتبعون الرسول النبيء الأمي ) وقوله جل وعلا علي لسان الملائكة (ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم )يزيد رجاؤنا في الله ونشعر بلطائف رحمته تشملنا هنا وهناك بإذنه تبارك وتعالي .
وقد قال عن نفسه (كتب ربكم علي نفسه الرحمة)فكما حرم الظلم علي نفسه فقد كتب علي نفسه الرحمة.فيالله ما أجمله من وصف
وحين تتأمل كل المخلوقات وكيف تتعايش وكيف ترحم الأم ولدها والأخ أخاه تعلم يقينا أن هذا أثر بسيط من آثار رحمته
روي أن سائلا وقف علي باب قصر شاهق فسأل شيئا فأعطي قليلا فجاء اليوم الثاني بفأس يريد قلع ذالك الباب فقيل له :لم تفعل ذالك فقال : إما أن يجعل بابا لائقا بالعطية أو العطية لائقة بالباب .
مظاهر رحمة اله تعالي بخلقه
1.من أجل المظاهر أن أرسل إليهم رسلا ينتشلونهم من أوحال الكفر والشرك (ولقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان بالقسط)
2.من مظاهر رحمته أن بعث محمدا رحمة للعالمين وخاتم النبيئين وصفوة الخلق أجمعين وسيد الوجود بلا منازع (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) (لقد جائكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمومنين رؤوف رحيم )
وكما يقول الحسين بن الفضيل :لم يجمع لأحد من خلقه هذين الوصفين (رؤوف رحيم ) إلا لرسول الله صلي الله عليه وسلم )
3.من مظاهر رحمته أن خلق من كل زوجين اثنين فتحلوا الحياة ويستمر الوجود والتكاثر والسكينة والطمأنينة (ومن آياته ان خلق لكم من انفسكم أزواجا لتسكنوا إليها زجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذالك لآيات لقوم يتفكرون )
من لطائف رحمة الله
روي إبراهيم بن أدهم رحمه الله أنه قال : كنت ضيفا لبعض القوم فقدم لنا المائدة فنزل غراب وسلب رغيفا فاتبعته تعجبا فنزل في بعض التلال فإذا هو برجل مقيد مشدود اليدين فألقي ذالك الغراب الرغيف علي وجهه فكيف لاتكون هذه من رحمة
وكذالك روي بعضهم أن رأي قطة يعطي له الأكل فيذهب ثم يعود من دونه فينتظر أن يعطوه الأكل من جديد فتعجبوا فتبعه بعضهم فوجده يقدم ذالك الطعام لقط أعمي
وولد الغراب حين يخرج من البيضة يخرج بلا ريشفيخرج بلا ريش كأنه قطعة لحم أحمر فتفر منه أمه فيجتمع عليه الذباب فيتغذي عليه فينبت له الريش فتعود له أمه
مظاهر الرحمة في حياة رسول الله
أولا :رحمته بالرجال
1.يروي لنا أبو هيريرة فيقول (أصابني جهد شديد فلقيت عمر بن الخطاب رضي الله عنه فاستقرأته آية من كتاب الله عز وجل فدخل داره ففتحها علي فمشيت غير بعيد فخررت لوجهي من الجهد والجوع فإذا برسول الله صلي الله عليه وسلم قائم علي رأسي فقال :يا أبا هريرة.فقلت :لبيك يارسول الله وسعديك فأخذ بيدي فأقامني وعرف الذي بي فانطلق بي إلي رحله فأمر لي بعس من لبن فشؤبت منه ثم قال لي :عد فاشرب يا أباهر )فشربت ثم قال :عد فعدت فشربت حتي استوي بطني فصار كالقدح).
فسيدنا عمر رضي الله عنه رغم فطنته لم ينتبه لجوع سيدنا أبي هريرة وسيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم يعلم شدة حاجة أبي هريرة إلي مزيد من الشراب ولذالك يصر عليه بمزيد من الشراب
2.ويروي لنا سليمان بن مالك فيقول : (أتينا رسول الله صلي الله عليه وسلم شببة متقاربون فأقمنا عنده عشرين ليلة فظن أنا قد اشتقنا إلي أهلنا وسألنا عمن تركنا من أهلنا فأخبرناه وكان رفيقا رحيما فقال : (ارجعوا إلي أهليكم فعلموهم وصلوا كما رأيتموني أصلي وإذا حضرت الصلاة ليؤذن لكم أحدكم ثم ليؤمكم أكبركم )
فانظر إلي رحمته صلي الله عليه وسلم بهم .علم شوقهم إلي أهليهم وأولادهم فأذن لهم
ثانيا :رحمته بالآباء
1.حين أتي أبو بكر الصديق رضي الله عنه بأبيه إلي رسول الله قال له رسول الله (هلاتركت الشيخ حتي نأتيه في بيته فقال له أبو بكر الصديق :هو أحق أن يؤتي إليك )فانظر رحمته بالكبار
2.ويروي لنا ابن ماجة أن رجلا جاء رسول الله يقول له : أريد الجهاد معك أبتغي وجه الله والدار الآخرة ولقد أتيت وإن والدي يبكيان قال صلي الله عليه وسلم (فارجع إليهما فأضحكهما كما أبكيتهما )
ثالثا : رحمته بفقراء المسلمين
أتاه سبي ورأت السيدة فاطمة رضي الله عنها أنها فرصة لتحصل علي خادم فشكت إليه ما تلقي من الخدمة لعله يعينها بخادم . وهي التي قال في حقها (فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أبغضني يريبني مايريبها ويؤذيني مايؤذيها) وهي زوجة علي بن أبي طالب رضي الله عنه الذي قال في حقه رسول الله صلي الله عليه وسلم (ألا ترضي أن تكون مني بمنزلة هارون من موسي إلا أنه ليس نبي بعدي )
وهي أم الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وريحانتي رسول الله ومع ذالك يقول لها رسول الله هي و وزوجها علي رضي الله عنه (ألا أعلمكما خير مما سألتما إذا أخذتما مضجعكما أن تكبرا الله أربعا وثلاثين وتسبحا ثلاثين وثلاثين وتحمداه ثلاثا وثلاثين فهو خير لكما من خادم)
وفي رواية (لا أعطيك خادما وأدع أهل الصفة جياعا ولكن أبيعهم السبي وأنفق عليهم)
رابعا :رحمته بالمسلمين في العبادات
1.شكا إليه رجل من الصحابة أنه يتأخر عن صلاة الصبح بسبب أن الإمام يطيل الصلاة وقيل إنه معاذ بن جبل فغضب رسول الله غضبا شديد اوقال (إن منكم منفرين .فأيكم صلي بالناس فليتجوز فإن فيهم الضعيف والكبير والمريض وذا الحاجة )2.ودخل ذات مرة مسجده المبارك فإذا حبل مشدود بين السارتين فقال : ماهذا الحبل ؟ فقالوا : حبل لزينب فإذا فترت تعلقت به فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم (لا حوله ليصل أحدكم نشاطه فإذا فتر فليقعد)
3.وقال (أيها الناس عليكم من الأعمال ما تطيقون فإن الله لايمل حتي تملوا وإن أحب الأعمال إلي الله أدومها وإن أقل ).
4.وكثيرا ماكن يقول لأصحابه (لولا أن أشق علي أمتي لأمرتهم بكذا .........) مثل قوله في السواك (لولا أن أشق علي أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة ).
وقوله (لولا أن أشق علي أمتي لأمرتهم بتأخير الصلاة إلي ثلث الليل )
5وكثيرا ماكان يترك العمل خشية أن يفرض علي الناس كما في صلاة التراويح
6.وكان هناك رجل إسمه إسرائيل نذر أن يقوم ولا يقعد ويصوم ولا يفطر فماذا قال له الرؤوف الرحيم (مروه فليتكلم وليستظل وليقعد)
7.وروي الإمام أحمد أن أمرأة نذرت أن تحج ماشية فقال لأحد أصحابه (مرها فلتركب فإن الله عن تعذيب أختك نفسها لغني )
8.ويوم ذهب إلي فتح مكة وكان صائما دعا يقدح ماء فشرب فقيل له بعد ذالك أن بعض الناس قد صام فقال : (أولئك العصاة أولئك العصاة)
9.ونهي أصحابه عن مواصلة الصوم وقال لهم (إني لست علي هيئتكم إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني )
خامسا : رحمته بالمؤمنين في الآخرة
1.أنه اختبأ دعوته التي وعده الله تعالي (لكل نبي دعوة مستجابة فتعجل كل نبي دعوته وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة فهي نائلة من مات من أمتي لايشرك بالله شيئا)
2.ونزل سيدنا جبيريل عليه السلام فوجد رسول الله يبكي فسأله عن سر بكائه فيقول :قرأت قول الله علي لسان إبراهيم عليه السلام (رب إنهن أضللن كثيرا من الناس فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم ) وقوله علي لسان عيسي عليه السلام (إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم ) ثم رفع يديه (أمتي أمتي )فقال له جبريل عليه السلام السلام يقرؤك السلام ويقول لك إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوءك (ولسوف يعطيك ربك فترضي )
سادسا : رحمته بالأطفال
1لقد أبصره الأقرع بن حابس التميمي وهو يقبل الحسن والحسين فقال : إن لي عشرة من الولد ماقبلت منهم أحد
منهم واحدا فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم (
أو أملك لك أن نزع الله الرحمة من قلبك من لا يرحم لا يرحم )

2.أطال السجود يوما وهو في صلاته فقال له أحد أصحابه :يارسول الله إنك سجدت سجدة أطلتها حتي ظننا أنه قد حدث أمرا أو أنه يوحي إليك فقال : (كل ذالك لم يكن .ولكن ابني ارتحلني فكرهت ان أعجله حتي يقضي حاجته)
3.كان يخطب علي المنبر فأقبل الحسن والحسين عليهما قميصان أحمران فجعلا يعثران ويقيمان فنزل وحملهما وقرأ قول الله (إنما أولادكم وأولادكم فتنة (فرأيت هذين فلم أصبر)ثم أخذ في خطبته
4.ويقول يوسف بن عبد الله بن سلام رضي الله عنهما (سماني رسول الله صلي الله عليه وسلم يوسف وأقعدني علي حجره ومسح علي رأسي )
وعن يعلي بن مرة قال :خردنا مع النبي صلي الله عليه وسلم ودعينا إلي طعام فإذا حسين يلعب في الطريق فأسرع النبي صلي الله عليه وسلم أمام القوم ثم بسط يديه فجعل الغلام يفر ههنا وههنا ويضاحكه النبي صلي الله عليه وسلم حتي أخذه فجعل إحدي يديه في ذقنه والأخري في رأسه ثم اعتنقه ثم قال :حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسينا الحسين سبط من الأسباط)
6.وكان يصلي وهو يحمل علي عنقه أو علي عاتقه أمامة بنت زينب ابنته وهي لأبي العاص بن الريع فإذا سجد وضعها وإذا قام حملها )
7. وكان يلاعب زينب بنت أم سلمة ويقول : ( يازوينب يازوينب )
8.ولما قتل جعفر بن أبي طالب في غزوة مؤتة حزن رسول الله صلي الله عليه وسلم وأسرع إلي يت جعفر فدخل علي زوجته أسماء بنت عميس فوجدها قد عجنت عجينها وغسلت بنيها ونظفتهم ودهنتهم فلما رآهم بكي ثم قال (اصنعوا لآل جعفر طعاما فإنهم قد شغلوا بأمر صاحبهم )
9وكان يرحم الأطفال ويقول لهم (من يسبق إلي فله كذا )فيستبقون إليه فيقعدون علي صدره وفيقبلهم ويلتزمهم
10وعن أم خالد قالت :أتيت رسول الله صلي الله عليه وسلم مع أبي وعلي قميص أصفر فقال رسول الله (سنه سنه ) وهي بالحبشية حسنة فذهبت ألعب بخاتم النبوة فنهرني أبي فقال رسول الله (دعها) ثم قال : (أبلي واخلقي ثم ابلي واخلقي )
11.وتقول السيدة عائشة رضي الله عنها أنهم كانوا يؤتون بالصبيان ليدعوا لهم بالبركة ويحنكهم فأتي بصبي فبال عليه فدعا بماء فأتبعه بوله ولم يغسله
12.وكان يخفف في الصلاة رحمة بالأطفال والأمهات فيقول (إني لأقوم في الصلاة أريد أن أطولها فأسمع بكاء الصبي فأتجوز في صلاتي كراهية أن أشق علي أمته)
سابعا : رحمته بضعفاء المسلمين
كيف لايكون رحيما بهم وقد وصاه ربه بذالك فقال (واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغدوة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من اغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا )
1.روي أبو هريرة رضي الله عنه أن امرأة سوداء كانت تقوم بالمسجد ففقدها رسول الله صلي الله عليه وسلم فسأل عنها فقالوا : ماتت قال : أفلا آذنتموني ؟ ثم قال (دلوني علي قبرها .فدلوه فصلي عليها ثم قال : (إن القبور مملوءة ظلمة علي أهلها وإن الله تعالي ينورها لهم بصلاتي عليهم )وكان يقول : (أنا وكافل اليتيم كهاتين ) ويقول (أبغوني في ضعفائكم لإنما ترزقون وتنصرون بضعفائكم)
2.ويروي ابن مسعود رضي الله عنه أنه كان يضرب غلاما له فسمع صوتا من خلفه يقول (اعلم أبامسعود)مر تين فالتفت ثم ألقي السوط من يديه فقال له رسول الله (والله لله أقدر عليك منك علي هذا )
3.ويقول لنا أبو ذر الغفاري رضي الله عنه (سابيت رجلا فشكاني إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال : أعيرته بأمه إنك امرؤ فيك جاهلية إخوانكم خولكم جعلهم الله تحت أيديكم فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يطعم وليلبسه مما يلبس ولا تكلفوهم ما يغلبهم فإن كلفتموهم ما يغلبهم فأعينوهم )
4.وفي الحديث (أيما رجل أعتق أمرأ مسلما استنقذ الله بكل عضو منه عضوا من النار )
5.وكان من آخر ما وصي به (الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم
6.وها هو يرشدنا إلي كيفية التعامل مع الخدم (إذا أتي أحدكم خادمه بطعام فإن لم يجلسه فليتناوله لقمة أو لقمتين أو أكلة او اكلتين فإنه ولي علاجه
7ويروي لنا أنس رضي الله عنه أن رسول الله صل الله عليه وسلم بعثه في حاجة فأبطأ عليه فتبعه فوجده في فتية يلعبون فقال : (يا أنيس إذهب إلي حيث أمرتك ) ويقول أنس (خدمت رسول الله عشر سنين فما قال لي أف قط ولا لم صنعت هذا ولا ألا صنعت هذا)
ثامنا :رحمته بالحيوان
1.عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال : (عذبت امرأة في هرة حبستها حتي ماتت جوعا (قال :أحسبه قال (لا أطعمتها ولا سقتها ولا تركتها تأكل من خشاش الأرض )
2.روي أبوهريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلي الله عليه وسلم قال : (غفر لامرأة مومس مرت بكلب علي رأس ركي يلهث قال :كاد يقتله العطش فنزعت خفها فأوثقته بخمارها فنزعت له من الماء فغر لها )
3.وفي رواية أخري (بينما رجل بطريق اشتد عليه العطش فوجد بئرا فنزل فيها فشرب ثم خرج فإذا كلب يلهث يأكل الثري من العطش فقال الرجل : لقد بلغ هذا الكلب الذي بلغ بي فنزل البئر فملأ خفه ماء فسقي الكلب فشكر الله له فغفر له )
4.وفي الحديث أيضا (في كل ذات كبد رطبة أجر )
5.روي عبد الله بن جعفر رضي الله عنه فقال : أردفني رسول الله صلي الله عليه وسلم خلفه ذات يوم فأسر إلي بحديث لا أحدث به أحدا من الناس قال :فدخل حائطا لرجل من الأنصار فإذا جمل فلما رأي النبي صلي الله عليه وسلم حن وذرفت عيناه فأتاه النبي صلي الله عليه وسلم فمسح ذفراه فسكت فقال :من رب هذا الجمل ؟ فجاء فتي من الأنصار فقال لي يارسول الله فقال : ( أفلا تتقي الله في هذه البهيمة التي ملكك الله إياها ؟ فإنه شكا إلي أنك تجيعه وتدئبه)
6.وقال صلي الله عليه وسلم (اتقوا الله في هذه البهائم فاركبوها صالحة وكلوها صالحة )
7. وقال (إياكم أن تتخذوا ظهور دوابكم منابر فإن الله عز وجل إنما سخرها لكم لتبلغوا إلي بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس وجعل لكم الأرض فاقضوا حاجتكم )
8.وأوصي بالرحمة بالحيوان عند ذبحه (وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته )
تاسعا : رحمته بالطير
1- لقد كان صلى الله عليه وسلم رحيما حتى بالطير فقد كان يأكل لحم الطير الذي يصاد و لكنه لم يكن يتبعه و لا يصيده بل يحب أن يصاد له و يؤتى به فيأكله..
2- سافر معه بعض أصحابه فرأوا حمرة معها فرخان يقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه – راوي الحديث – فأخذنا فرخيها فجاءت الحمرة فجعلت نفرش فلما جاء صلى الله عليه وسلم قال:" من فجع هذه بولدها ؟ ردوا ولدها غليها".
قال: ورأى قرية نمل قد أحرقت فقال من أحرق هذه؟ فقلنا :نحن، فقال: إنه لا ينبغي أن يعذب بالنار إلا رب النار".
صلوات ربي و تسليماته عليك يا سيدي يا رسول الله ... ترحم أنثى طائر فجعت بولدها وتأمر أصحابك أن يردوا عليها فراخها رحمة بمشاعر الأمومة وشفقة علي ضعفها
إن عمرو بن العاص لما جاء علي مصر فاتحا أمر جنوده بأن يبنوا له فسطاطا (خيمة )لتكون مركزا للقيادة.ففر الروم إلي الإسكندرية فسار وراءهم وأمر بهدم الفسطاط ووجد يمامة باضت في أعلاه فقال :اتركوه
عاشرا رحمته بالجماد
للجماد عالمه الخاص فقد قال الله تعالي (فما بكت عليهم السماء والارض وما كانوا منظرين ) وقال (وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لاتفقهون تسبيحهم )
وكان لرسول الله صلي الله عليه وسلم جذع نخلة يخطب عليه فصنعوا له منبرا فحن الجذع إليه وبكي حتي قال رسول الله (والذي نفسي بيده لو لم ألتزمه لمازال هكذا حتي تقوم الساعة حزنا علي رسول الله صلي الله عليه وسلم )فأمر به فدفن
ويروي لنا أنس أنه خرج مع رسول الله يوما يخدمه فلما قدم رسول الله صلي الله عليه وسلم رتجعا وبدا له جبل أحد قال (هذا جبل يحبنا ونحبه)
حادي عشر: رحمته بالكفار
1.تقول السيدة أسماء رضي الله عنها قدمت علي أمي وهي مشركة فسألت رسول الله صلي الله عليه وسلم (أفأصلها ؟ قال : نعم صلي أمك )ثم نزل قول الله ( لاينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياكم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين
2.وعن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم لما حاصر الطائف جاء أصحابه وقالوا :ادع عليهم فقال :اللهم اهد ثقيفا وأئت بهم ) وكذالك قال عن قبيلة دوس (اللهم اهد دوساوأئت بهم )
3.وفي غزوة حنين كان من جملة الأسري الشيماء أخت رسول الله من الرضاعة قال لها رسول الله (إن أحببت فعندي مكرمة وإن أحببت أن أمتعك وترجعي إلي قومك فعلت)فقالت :بل تمتعني وتردني إلي قومي فأعطاها ثلاثة أعبد وجارية وردها إلي قومها
4.ويتحدث يوما مع السيدة عائشة رضي الله عنها ويخبرها بما لاقاه من قومه وأن ملك الجبال سلم عليه وقال :يا محمد قد سمع الله قول قومك لك وأنا ملك الجبال وقد بعثني الله إليك لتأمرني بأمرك فما شئت.إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين فعلت.
فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم (بل أرجوا أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لاشريك له ولا يشرك به شيئا).
5.وقصة الغلام اليهودي الذي كان مريضا وعاده رسول الله صلي الله عليه وسلم فأمره بالشهاده فقال له أبوه : أطع أبا القاسم .فأسلم ثم مات فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم (الحمد لله الذي أنقذه بي من النار )
ويري مرة رسول الله امرأة بين السبي تبحث عن ولدها فلما وجدته ألصقته ببطنها وأرضعته فقال النبي صلي الله عليه وسلم (أترون هذه طارحة ولدها في النار ؟)قلنا :لا فقال : (لله تعالي أرحم بعباده من هذه بولدها)
وفي الحديث (لما خلق الله الخلق كتب في كتاب فهو عنده فوق العرش.إن رحمتي سبقت غضبي)
والحديث المشهور (إن الله خلق يوم خلق السماوات والارض مائة رحمة كل رحمة طباق مابين السماء والأرض فجعل منها في الأرض رحمة فبها تعطف الوالدة علي ولدها والوحش والطير علي بعضها البعض فإذا كان يوم القيامة أكملها بهذه الرحمة).