السلام عليكم
ردا على الأخ الميزابي الذي يقول : " ما شدني إلى قراءة موضوعك هو كشفك لأحد أبرز الموالين للفرنسيين يومها، ولا يزال يعتقد كثير من الجزائريين أنه بطل، فهذا ليس ذنبهم، بل هو ذنب الكتاب الذين لم يتعبوا أنفسهم في البحث وجمع المعلومة، فاختاروا الكتابة انطلاقا من مصادر أسيادهم الفرنسيين الذين سجلوا التاريخ كما يريدون، فهذه نقطة إيجابية في موضوعك يجب أن تثمن.."
نعم، الكثير يعتقد أنهم أبطال و " أشراف " إذا اتفقنا على أن الشريف و البطل هو : من يجاهد بمقدوره و لا يحالف ضد إخوانه و لا يوالي أعداءهم . و الحمد لله أن مثل هؤلاء الشرفاء المزعومين قليل ، و إلا كانت الكارثة .
و لكن الداهية، عندما تسمع قبيلة كاملة كانت توالي الإستعمار، و يتشدق لنا مؤرخوها بكلام غريب، تقرأه فإذا هو طويل، يخيل لك أنه جزء من تاريخ البلاد المشرف، و ما هو في ظاهر الأمر و باطنه إلا موالاة للكفار ...إما خوفا منهم و رغبة في الحياة و التسليم بأن فرنسا لا تهزم، و بالتالي قاعدة " أخف الضررين " ، إما خيانة للبطش بالقبائل الجزائرية
المحيطة بهم، ليخلو المكان، و تستمر الحياة...
و نظرة واحدة تكفيك، عندما تسمع أخبار الجزائريين، كيف كانوا أثناء الإستعمار، كانوا في معاناة لا توصف، و عندما
تقرأ عن أحوال الميزابيين، لا تسمع إلا الهناء و الوسع في العيش، لم يكن ذلك إلا بعد المعاهدة التي كشفت الموقف الإستقلالي التام عن باقي الجزائريين و هنا أتحدث عن الميزابيين، أي كانوا يتصرفون من تلقاء أنفسهم، رغم عددهم القليل.
أرجو من الأخ الميزابي أن يقرأ مقاله و يستفيد هو من النصائح التي يقدمها للمؤرخين، فيما يخص الصدق و كتابة التاريخ من منطلق بناء المجد القبلي لقبيلته و ينصح الميزابيين في مدينة القرارة بأن يوقفوا تزوير التاريخ
و الكف عن تسمية كل من يموت بحادث مرور أو قتل بأنه "شهيد " و يعلق اسمه على المدارس، و من لم يصدق فليأت و يسأل عن أسماء الشهداء متى و كيف و اين .....
و إن الدارس الذي يتمعن في المجتمع الميزابي ليرى الأشياء الحسنة كثيرا، و لكن للأسف تبقى محصورة، داخله، لأنها
في خارجه تتحول إلى أفعال غريبة و دنيئة، و يمكن لنا توقع ما يمكن أن يكون عليه الموقف لو قدر الله و أن تعرض بلدنا لغزو كغزو العراق لا سمح الله ....
حسبنا الله و نعم الوكيل، و جازى الله شر الجزاء من كان سببا في فرقة المسلمين