[frame="11 90"][align=center]
شكرا أخي الغزالي على الطرح الشيق...
و بارك الله فيك أخي محمد والله كفيت و وفيت.
وأقول هنا أن الجرح و التعديل باب كبير و علم شريف و حامله يرفع راية من رايات الاسلام و يسد ثغرا من ثغوره..و لا يجب ان يدفعنا تطاول بعض العامة ممن ليس لهم علم على بعض العلماء نقدا و تجريحا لا حتى تفسيقا و تكفيرا ..قلت لا يجب ابدا ان يدفعنا هذا الى ان نتطاول على هذا العلم الشريف...بل نقره و نصونه ونعرف حقه بأن نتركه لأهل الاختصاص ألا وهم العلماء الربانيون الذين تتوفر فيهم الشروط التي ذكرها الاخ محمد في رده الكافي.
و هاك بعض الفتاوى لكبار العلماء في هذه المسألة:
قال الشيخ النجمي حفظه الله في الفتاوى الجلية الجزء الثاني :
السؤال32 : هل يجوز لطالب العلم المتمكن أن يبدع أو يكفر أم أن هذا لأهل العلم خاصة ؟
الجواب : لا يجوز لطالب العلم المبتدئ أن يبدع أو يكفر إلا بعد أن يتأهل لذلك، و عليه إسناد الأمر لكبار أهل العلم خاصة، لأن الله تعالى يقول : ولو ردوه إلى الرسول و إلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم.
وقال حفظه الله :
السؤال80 : هل لطالب العلم المبتدئ أن يجرح و يعدل الرجال، ويبدع الناس دون الإستناد إلى قرينة؟
الجواب : لا ينبغي لطالب العلم المبتدئ أن يجرح أو يبدع من قبل نفسه، و لكن يأخذ بقول أهل العلم المعتبرين، و لا بأس أن يحكي عن أحد العلماء إذا تأكد من قولهم في التجريح، و بالله التوفيق.
و قال حفظه الله في نفس الكتاب :
السؤال93 : ما هو ضابط البدعة، و متى يجوز لي أن أصف الشخص بها؟
الجواب : أولا البدعة هي الإحداث في الدين بما لم يكن منه...(تكلم الشيخ عن البدعة و عن أقسامها)
ثانيا: الوصف بالبدعة، و هجر المبتدع هذا يكون من بدعه العلماء، و لا تتسرعوا أنتم أيها الطلاب الصغار بالحكم على أي شخص بالتبديع حتى ولو كان عنده بدعة حتى تعرضوا ذلك على العلماء، ويؤيدونكم فيه، بدون هذا لا تفعلوا شيئا من ذلك.
و قال حفظه الله في اتصال هاتفي :
أولا أن الناس العوام والطلبة المبتدئين لا ينبغي لهم أن يتسرعوا بالأحكام على غيرهم حتى يعودوا إلى أهل العلم الذين هم أكبر منهم والذين يعرفون هذه الأمور قد مارسوها من زمن طويل ما هو كل من انتسب إلى السلفية أو انتسب إلى أهل الحديث خلاص كل ما يقوله راشد هذا الكلام غير صحيح أليس كذلك.
قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله في إحدى فتاواه :
181 ـ لقد ظهر بين طلاب العلم اختلاف في تعريف المبتدع.. فقال بعضهم: هو من قال أو فعل البدعة، ولو لم تقع عليه الحجة، ومنهم من قال لابد من إقامة الحجة عليه، ومنهم من فرَّق بين العالم المجتهد وغيره من الذين أصلوا أصولهم المخالفة لمنهج أهل السنة والجماعة، وظهر من بعض هذه الأقوال تبديع ابن حجر والنووي، وعدم الترحم عليهم.. نطلب من فضيلتكم تجلية هذه المسألة التي كثر الخوض فيها.. جزاكم الله خيرًا؟
أولاً : لا ينبغي للطلبة المبتدئين وغيرهم من العامة أن يشتغلوا بالتبديع والتفسيق؛ لأن ذلك أمر خطير وهم ليس عندهم علم ودراية في هذا الموضوع، وأيضًا هذا يحدث العداوة والبغضاء بينهم، فالواجب عليهم الاشتغال بطلب العلم وكف ألسنتهم عما لا فائدة فيه، بل فيه مضرة عليهم وعلى غيرهم.
ثانيًا: البدعة: ما أحدث في الدين مما ليس منه لقوله صلى الله عليه وسلم: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) [رواه الإمام البخاري في "صحيحه" (3/167) من حديث عائشة رضي الله عنها]، وإذا فعل الشيء المخالف جاهلاً فإنه يعذر بجهله ولا يحكم عليه بأنه مبتدع، لكن ما عمله يعتبر بدعة.
ثالثًا: من كان عنده أخطاء اجتهادية تأوَّل فيها غيره كابن حجر والنووي، وما قد يقع منهما من تأويل بعض الصفات لا يحكم عليه بأنه مبتدع، ولكن يُقال: هذا الذي حصل منهما خطأ ويرجى لهما المغفرة بما قدماه من خدمة عظيمة لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهما إمامان جليلان موثوقان عند أهل العلم.
المنتقى من فتاوى الفوزان- الجزء الثاني-
منقول من شبكة سحاب الخير
و قال حفظه الله و أطال في عمره :
السؤال : ما نصيحتكم لبعض الشباب المبتدئين في طلب العلم، الذين يخوضون في أعراض بعض طلاب العلم، فيبدعون هذا، ويُفسِّقون هذا.
هل نُجالسهم؟
وهل تعدّ مجالِسُهم مجالس غيبة وقيل وقال؟
الشيخ حفظه الله تعالى : هؤلاء ليسوا طلبة علم، هؤلاء طلبة تشويه، وطلبة تحريش، وإشاعة للبغضاء بين المسلمين.
طلبة العلم يطلبون العلم من الكتاب والسنّة، ويتركون القيل والقال، والكلام في الناس.
هذا من الغيبة، ومن النميمة، ومن التحريش، وليس هو من النصيحة.
إذا رأيتَ على أحد خطأ أنصحْه، لأن «النصيحة لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم» (1)
أما الكلام في المجالس تحريش بين الناس، هذا ليس من شأن المسلمين فضلاً عن طلبة العلم.
طلبة العلم الواجب أنهم يدعون إلى الله، يُرغبون في طلب العلم، وفي العقيدة الصحيحة، وفي الأخوة الإيمانية، يُؤلفون بين المؤمنين، ما هم يشتتون شمل المسلمين.
إذا كان أحدٌ على خطأ يُناصَح، يُبلّغ النصيحة فإن قبِل فالحمد لله، وإن لم يقبِل فإثمه على نفسِه.
قال الشيخ عبد السلام بن برجس رحمه الله تعالى في رسالة له بعنوان مظاهر الغلو في الاعتقاد والعمل والحكم على الناس :
فصل في الغلو في الحكم على الناس
وأما الغلو في الحكم على الناس : فهو مجاوزة الحد في إلحاق الحكم عليهم بالكفر أو البدعة أو الفسوق . فإن الحكم ﺑﻬذه الأمور على أحد من الناس إنما هو إلى الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم فمن دل الدليل القاطع على إلحاق هذه الأحكام به؛ ألحقت به، ومن لم يدل الدليل على لحوقها به؛ فإن تتريلها عليه من تعدي حدود الله تعالى، والقول عليه بغير علم، وهو الغلو الفاحش الذي أردى الأمة ونخر في جسمها، وفرق جماعتها . بل إن أول الغلو في الأمة إنما هو هذا، يوم غلا الخوارج في الحكم على المسلمين، وحكام المسلمين بالكفر والخروج من الإسلام، فترتب على فعلهم هذا : إراقة دماء طاهرة مسلمة، وتمزق الجماعة، وانتشار التباغض والشحناء بين أهل الإسلام.
ومثل هذا يقال في التبديع بغير حق، والتفسيق بغير حق، فإنه يقود إلى التقاطع والتباغض، وهو سبيل إلى التكفير بغير حق. وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم كما جاء في صحيح البخاري - منع من تتريل الحكم العام على شارب الخمر بأن تحل عليه لعنة الله، على الشخص المعين لما قام به من إيمان بالله ورسوله، فكيف يتسارع الغالون إلى تتريل أحكام الكفر والفسق العامة على الأشخاص المعينين دونما روية وتؤدة؟ ! ونص الحديث كما في صحيح البخاري( 32) عن عمر بن الخطاب :" َأنَّ رَجًُلا كَان عََلى عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم كان اسْمُهُ عَبْدَ اللَّهِ وَكَان يَُلقَّبُ حِمَارًا وَكَان يُضْحِكُ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد جََلدَهُ فِي الشَّرَابِ، َفأُتِيَ بِهِ يَوْمًا، َفَأمَرَ بِه، َفجُلِد . فَقَال رَجُل مِنَ الَْقوْمِ : اللَّهُمَّ اْلعَنْهُ، مَا َأكَْثرَ مَا يُؤْتَى بِهِ ! فَقَال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم َلا تَْلعَنُوهُ َفوَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ َأنَّهُ يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُوَلهُ "(33 )
فتتريل هذه الأحكام على الشخص المعين لا بد لها من شروط تتوفر، وموانع تنتفي، كما أجمع على ذلك علماء أهل السنة والجماعة . ومن هذا المنطلق تتابعت نصوص العلماء على أن المتصدي للأحكام على الناس في عقائدهم أو عدالتهم لا بد أن يكون من العلماء وأهل الورع : من ذلك قول الحافظ الذهبي - رحمه الله تعالى -: " والكلام في الرجال لا يجوز إلا لتام المعرفة تام الورع "اهـ.(ميزان الإعتدال (3/46)
قال الشيخ لزهر سنيقر حفظه الله _ الجزائري_ في بيان له لما تكلم عن الفتن :
إن من أخطرها وأشدها على السلفيين هذه الأيام ما يعرف بفتنة التبديع والتجريح، وإن كان التبديع والتجريح من صميم المنهج والدين، ولكن بضوابطه وأحكامه وشروطه التي يعرفها ويحسن تطبيقها الراسخون في العلم، لا الرعاع من الناس الذين يجهلون أساسيات العلم وأصوله.
بارك الله فيك أخي على الموضوع ...و جزاك الله خيرا
[/align][/frame]