السلام عليكم ..
ذكرنا فيما سبق أقوال الأئمة رحمهم الله تعالى عنهم في الأمر بالتمسك بالحديث
والنهي عن التقليد ..
و نعرض الآن نماذج من ترك الأتباع بعض أقوال أئمتهم اتباعا للسنة :
قال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى : كان أتباع الأئمة ثلة من الأولين . وقليل من الآخرين
لا يأخذون بأقوال أئمتهم كلها بل قد تركوا كثيرا منها لما ظهر لهم مخالفتها للسنة
حتى أن الإمامين : محمد بن الحسن وأبا يوسف رحمهما الله قد خالفا شيخهما
أبا حنيفة ( في نحو ثلث المذهب ) وكتب الفروع كفيلة ببيان ذلك ونحو هذا يقال
في الإمام المزني وغيره من أتباع الشافعي وغيره ...
1 - قال الإمام محمد في " موطئه " ( ص 158 ) : ( قال محمد :
أما أبو حنيفة رحمه الله فكان لا يرى في الاستسقاء صلاة وأما في قولنا
فإن الإمام يصلي بالناس ركعتين ثم يدعو ويحول رداءه ) إلخ .
2 - وهذا عصام بن يوسف البلخي من أصحاب الإمام محمد ومن الملازمين
للإمام أبي يوسف ( كان يفتي بخلاف قول الإمام أبي حنيفة كثيرا لأنه
لم يعلم الدليل وكان يظهر له دليل غيره فيفتي به " ولذلك ( كان يرفع يديه
عند الركوع والرفع منه ) كما هو في السنة المتواترة عنه صلى الله عليه
وسلم فلم يمنعه من العمل بها أن أئمته الثلاثة قالوا بخلافها وذلك ما يجب
أن يكون عليه كل مسلم بشهادة الأئمة الأربعة وغيرهم كما تقدم .
وخلاصة القول قول الله تعالى :
فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا
في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما
[ النساء : 65 ] .