منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - ذكرى وفاة مالك بن نبي رحمة الله عليه
عرض مشاركة واحدة
قديم 2007-11-02, 23:12   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
محمدبلعدل
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية محمدبلعدل
 

 

 
إحصائية العضو










Post مالك بن نبي مربي الجيل .........وعبقري وفيلسوف زمانه.....

ساهم مالك بن نبي بجهد جبار في تقديم مقاربة متميزة تتعاطي مع قضايا البناء والتغيير الحضاري بمنور الرؤية السننية التي تتوخ اكتشاف السنن والقوانين النامة لحياة الامم. بعيدا عن التبسيط المخل الذي يحيل الظواهر المعقدة إلى مجرد نتائج لعوامل أحادية.

فالظاهرة الحضارية بطبيعتها معقدة ومركبة وتحتاج لأدوات فهم تتناسب مع طبيعتها المعقدة والمركبة، والتبسيط في فهم الظواهر يؤدي إلي الاخلال باهم شروط المضي قدما في الاتجاه الصحيح لأنه يضلل الوعي ويشوه طبيعة الأشياء. وقد حاول مالك بن نبي أن يواصل المسيرة الخلدونية في ضمير المسلم المعاصر جاعلا من البيان القراني هاديا في سبيل اكتشاف المنهج السنني في التغيير، أي المنهج الذي يؤسس قواعده انطلاقا من استقراء الحوادث واكتشاف النواميس التي تحكمها.

فكر مالك بن نبي لا يزال مفتوحا وقادرا على العطاء المستمر إذا توفرت القراءة الواعية التي تؤسس على الصلب المتين ولا تقف كثيرا عند المتجاوز واللحظي المرتبط بحدود زمنية والجغرافية المعرفية للمؤسس الرائد، لأن طبيعة الفكر الانساني محدود بظرفه وتارخيته. ودور المواكبون لحركة التجديد الحضاري هو تجاوز المحدودات التاريخية باحثين عن النوا ظم الكلية والقواعد الجامعة التي تبني الرؤية الحضارية وتضع لبنة جديدة في بناء هذه المدرسة التي بدأت مع ابن خلدون وتجددت عل يد ابن نبي في هذا العصر ولا يجب أن تتوقف هنا.

السؤال البنابوي هو سؤال الاندماج في العصر والعيش لحظة الانسانية بكل تفاعلاتها والبحث عن المشترك الانساني في نطاق الخصوصيات الحضارية التي تشبع التجربة الانسانية بالتنوع الخصب والثراء المفيد. فاشكالية التخلف والتقدم والصعود والسقوط اشكالية مواكبة لحركة الانسانية مادام موجودا عل هذه الأرض. وهذا ما يعطي قوة للمدرسة البنابية في قراءة التاريخ واستخلاص العبر الحاكة لحركته. ومن ثم مشروعية استصحاب المدخل البنابوي استصحابا للتجاوز وليس للانحباس بداخله.

ومالك ابن نبي كان من الرواد الذين عرفوا كيف يتفاعلوا مع المعرفة الانسانية تفاعلا خلاقا دون تقليد صبياني منبعه الانبهار الذي يفضي إلى انسحاق الوعي وضموره ودون انكفاء هو نتيجة منطقية لعدم استيعاب وامتلاك لغة العصر وعدم فهم ما يبغيه الانسان بغض النظر عن دينه أو لونه أو لغته.

فمالك كان محاورا متميزا لمنظومة الأفكار السائدة في عصره من ماركس إلى انجلز ومن طاغور والمهاتما غاندي إلى فرويد ودوركايم وسارتر وماوتسي تونغ. مع استحضار مستمر للحس النقدي وليس التكرار الأجوف من اللمسات الابداعية التي تنم عن تامل عميق ومشاركة فاعلة في المنجز الفكري المعاصر.










رد مع اقتباس