منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - سلساة سلاطين الدولة المملوكية 2
عرض مشاركة واحدة
قديم 2007-10-16, 20:24   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
عزالدين
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية عزالدين
 

 

 
إحصائية العضو










New1

فرج بن برقوق


- الفترة الثانية من حكم فرج بن برقوق ( 1405 – 1412 ) :


كما سبق أن ذكرت فقد تولى عرش مصر بعد نزول فرج عن السلطة أخوه عبد العزيز ، ولكن عندما أحس بعض الأمراء بأن الأمير بيبرس الأتابك علت مكانته بحكم وصايته على المنصور عبد العزيز ، سعوا لعودة فرج إلى العرش ، وهكذا عاد فرج إلى السلطة بعد شهرين من إختفائه .

واستمر فرج هذه المرة في الحكم 7 سنوات .. اتسمت بالاضطراب والفوضى وسوء تدبير الحكم ، ذلك أن برقوق عرف بالقسوة والوحشية فأستهل حكمه بقتل أخويه .. ولم تكن هناك شخصية قوية تظهر على المسرح السياسي وتستطيع انتزاع السلطة .

ثار على فرج بالشام جكم – نائب حلب – ثم ما لبث أن قتل بعد أن أعلن نفسه سلطاناً . . فتحالف نوروز نائب الشام و الأمير شيخ نائب طرابلس .. وأعلنا الثورة على فرج ..

فأضطربت أحوال فرج لا سيما عندما غادره ثلث جيشه وانضم للثآئرين بسبب سوء معاملته .. فخرج فرج لقمع الثائرين بالشام وأصطحب معه الخليفة المستعين والقضاه سنة 1408 . وعندما خرج فرج إلى الشام لقمع الثائرين حلت به الهزيمة قرب دمشق سنة 1412 ..

في حين أدى التنازع بين الأميرين نيروز و شيخ إلى اختيار الخليفة المستعين العباسي سلطاناً سنة 1412 .. واجتمعوا بالخليفة وكتبوا محضراً بأفعال فرج السيئة ، وشرحوا فيه إدمانه على الخمور ، وكثرة سفكه للدماء ، ثم خلعوه وقتل على يد جماعة من الفداوية .. وظلت جثته ملقاه بالمزابل خارج دمشق 3 أيام .

السلطان المؤيد شيخ المحمودي : ( 1412 – 1421 م )[/glow]



عرف السلطان المؤيد شيخ بالمحمودي نسبة إلى التاجر الخواجا محمود شاه الذي باعه السلطان برقوق وكان عمره عند بيعه 22 سنة .. وكان إختيار المستعين للسلطنة إجراء مؤقت حتى تستقر الأحوال بين الأميرين نيروز وشيخ . ولم يكن الأمير شيخ يطمئن على سلامة موقفه حتى عزل الخليفة بعد 5 أشهر من السلطنة ، وأحتل هو دست السلطنة بعد أن تلقب بالمؤيد .



المشاكل التي واجهت المؤيد شيخ :


• التغلب على نفوذ نيروز : كان من الطبيعي أن تكون هذه هي المشكلة الأولى التي واجهت شيخ ، غير أنه خرج إلى الشام وحارب نيروز وتمكن من قتله ، فلم يعد له منافس.
• ثورة الإمارات التركمانية : إذ حاولت الإمارات التركمانية الواقعة على أطراف الدولة المملوكية الشمالية .. فخرج المؤيد شيخ إخضاعهم مرتين سنة 1415- 1417م .
ولما تمردوا مرة أخرى بعد عودته إلى مصر .. فأرسل المؤيد شيخ إبنه إبراهيم سنة 1419 لإخضاع دلغادر .فأوغل إبراهيم حتى قونية وضرب السكة بأسم أبيه ، وولى قيصرية حاكما مواليا للمؤيد شيخ .

وقد أستقبل إبراهيم إستقبالاً حافلا في القاهرة ، ولكنه ما لبث أن مات في العام التالي ، وقيل أن أباه حقد عليه لما ناله من شهرة ومجد فدس له السم .




وفاة المؤيد شيخ :

مات المؤيد شيخ سنة 1421م .
فخلفة ابنه أحمد تحت وصاية الأمير ططر .. الذي لم يبق في السلطة سوى 94 يوماً .. وتبع ذلك فترة من الإضطراب ، أطلق عليها المؤرخون ( فترة حكم الأوصياء ) ..واستمرت هذه الفترة حتى عام 1422م عندما تمكن برسباي من إنتزاع السلطة لنفسه .

الأشرف سيف الدين برسباي ( - ذي الحجة 841 هـ = مايو 1437م) ثامن سلاطين دولة المماليك الجركسية.

ولاية برسباي

بدأ "برسباي" حياته مثل آلاف المماليك الذين يُجلبون إلى مصر، ويتلقون تعليما شرعيا وتربية خاصة في فنون الحرب والقتال، ثم يلتحقون بخدمة السلاطين، وكبار الأمراء، وترتقي ببعضهم مواهبهم وملكاتهم إلى المناصب القيادية في الدولة، وقد تسعدهم الأقدار فيصعدون إلى سدة الحكم والسلطنة، فيصبحون ملء الأسماع والأبصار، وتتطلع إليهم الأفئدة والقلوب، بعد أن كانوا مجهولي النسب، مغموري الأصل، ولكن رفعتهم همتهم أو ذكاؤهم وحيلتهم.

كان برسباي مملوكا للأمير "دقماق المحمدي" نائب "ملطية"، الذي اشتراه من أحد تجار الرقيق، ومكث في خدمته زمنا، ولقب بالدقماق نسبة إليه، فأصبح يعرف ببرسباي الدقماقي، ثم أهداه سيده إلى السلطان الظاهر "برقوق" سلطان مصر، فأعتقه، وجعله من جملة مماليكه وأمرائه، وبعد وفاة السلطان برقوق تقلّب في مناصب متعددة في عهد من خلفه من السلاطين، حتى نجح في اعتلاء عرش السلطنة في (8 ربيع الآخر 825هـ = 1 إبريل 1422م)، وهو السلطان الثامن في ترتيب سلاطين دولة المماليك الجركسية، والثاني والثلاثون في الترتيب العام لسلاطين دولة المماليك.

وقد نجح السلطان برسباي في الفترة التي قضاها في الحكم -وهي نحو سبعة عشر عاما- في إشاعة الأمن والاستقرار، والقضاء على الثورات والفتن، التي شبت في البلاد، والضرب على أيدي الخارجين على النظام، كما فعل مع ثورة طائفة المماليك الأجلاب، وهم الذين جاءوا إلى مصر كبارًا، وكانوا قد عاثوا في الأرض فسادًا لتأخر رواتبهم في عامي (835هـ = 1431م)، (838هـ = 1434م)، وقد مكّنه ذلك الاستقرار الذي نعمت به البلاد من القيام بغزو جزيرة قبرص.


فتح قبرص

اتخذ القبارصة من جزيرتهم مركزًا للوثوب على الموانئ الإسلامية في شرق البحر المتوسط وتهديد تجارة المسلمين، فقام "بطرس الأول لوزينيان" ملك قبرص بحملته الصليبية على الإسكندرية في سنة (767هـ = 1365م)، وأحرق الحوانيت والخانات والفنادق، ودنس المساجد وعلق القبارصة عليها الصلبان، واغتصبوا النساء، وقتلوا الأطفال والشيوخ، ومكثوا بالمدينة ثلاثة أيام يعيثون فيها فسادا، ثم غادروها إلى جزيرتهم، وتكررت مثل هذه الحملة على طرابلس الشام في سنة (796هـ = 1393م).


وظلت غارات القبارصة لا تنقطع على الموانئ الإسلامية، ولم تفلح محاولات سلاطين المماليك في دفع هذا الخطر والقضاء عليه، وبلغ استهانة القبارصة بهيبة دولة المماليك واغترارهم بقوتهم أن اعتدى بعض قراصنتهم على سفينة مصرية سنة (826هـ = 1423م)، وأسروا من فيها، ولم تفلح محاولات السلطان برسباي في عقد معاهدة مع "جانوس" ملك قبرص، تَضْمن عدم التعدي على تجار المسلمين.

وتمادى القبارصة في غرورهم، فاستولوا على سفينتين تجاريتين، قرب ميناء دمياط، وأسروا من فيهما، وكانوا يزيدون على مائة رجل، ثم تجاوزوا ذلك فاستولوا على سفينة محملة بالهدايا كان قد أرسلها السلطان برسباي إلى السلطان العثماني "مراد الثاني"، عند ذلك لم يكن أمام برسباي سوى التحرك لدفع هذا الخطر، والرد على هذه الإهانات التي يواظب القبارصة على توجيهها لدولة المماليك، واشتعلت في نفسه نوازع الجهاد، والشعور بالمسئولية، فأعد ثلاث حملات لغزو قبرص، وذلك في ثلاث سنوات متتالية.


الحملات الثلاث


خرجت الحملة الأولى في سنة (827هـ = 1424م)، وكانت حملة صغيرة نزلت قبرص، وهاجمت ميناء "ليماسول"، وأحرقت ثلاث سفن قبرصية كانت تستعد للقرصنة، وغنموا غنائم كثيرة، ثم عادت الحملة إلى القاهرة.

شجع هذا الظفر أن يبادر برسباي بإعداد حملة أعظم قوة من سابقتها لغزو قبرص، فخرجت الحملة الثانية في رجب (828 هـ = مايو 1425م) مكونة من أربعين سفينة، واتجهت إلى الشام، ومنها إلى قبرص، حيث نجحت في تدمير قلعة ليماسول، وقُتل نحو خمسة آلاف قبرصي، وعادت إلى القاهرة تحمل بين يديها ألف أسير، فضلاً عن الغنائم التي حُملت على الجمال والبغال.


وفي الحملة الثالثة استهدف برسباي فتح الجزيرة وإخضاعها لسلطانه، فأعد حملة أعظم من سابقتيها وأكثر عددا وعُدة، فأبحرت مائة وثمانون سفينة من رشيد في (829 هـ = 1426م)، واتجهت إلى ليماسول، فلم تلبث أن استسلمت للقوات المصرية في (26 من شعبان 829هـ = 2من يوليو 1426م)، وتحركت الحملة شمالا في جزيرة قبرص، وحاول ملك الجزيرة أن يدفع القوات المصرية، لكنه فشل وسقط أسيرا، واستولت القوات المصرية على العاصمة "نيقوسيا"، وبذا دخلت الجزيرة في طاعة دولة المماليك.


واحتفلت القاهرة برجوع الحملة الظافرة التي تحمل أكاليل النصر، وشقّت الحملة شوارع القاهرة التي احتشد أهلها لاستقبال الأبطال في (8 من شوال 829هـ = 14 أغسطس 1426م)، وكانت جموع الأسرى البالغة 3700 أسير تسير خلف الموكب، وكان من بينها الملك جانوس وأمراؤه.


استقبل برسباي بالقلعة ملك قبرص، وكان بحضرته وفود من أماكن مختلفة، مثل: شريف مكة، ورسل من آل عثمان، وملك تونس، وبعض أمراء التركمان، فقبّل جانوس الأرض بين يدي برسباي، واستعطفه في أن يطلق سراحه، فوافق السلطان على أن يدفع مائتي ألف دينار فدية، مع التعهد بأن تظل قبرص تابعة لسلطان المماليك، وأن يكون هو نائبا عنه في حكمها، وأن يدفع جزية سنوية، واستمرت جزيرة قبرص منذ ذلك الوقت تابعة لمصر، حتى سنة (923هـ = 1517م) التي سقطت فيها دولة المماليك على يد السلطان العثماني "سليم الأول".


العلاقات مع الدول المجاورة

ارتبطت مصر في عهد برسباي بعلاقات ودية مع الدولة العثمانية، وتبادل التهنئة، فأرسل مراد الثاني بعثة في سنة (827 هـ = 1423م) إلى القاهرة لتهنئة برسباي بالسلطنة، كما بعث إليه ببعثة مماثلة حين حقق برسباي انتصاره التاريخي على القبارصة، وقضى على خطرهم، وقد شهدت هذه البعثة الاحتفالات التي أقيمت في القاهرة ابتهاجا بعودة الجيش الظافر، وحضرت مقابلة السلطان برسباي في القلعة لجانوس وهو في أغلاله بعد هزيمته المنكرة وسقوط جزيرته.


وفي عهد السلطان برسباي تأزمت العلاقات بينه وبين الدولة التيمورية في فارس، وكان "شاه رخ" قد بعث إلى السلطان المملوكي يطلب منه إرسال بعض المؤلفات لعلماء مصر البارزين، مثل: فتح الباري لابن حجر، وتاريخ المقريزي، وأن يسمح له بكسوة الكعبة المعظمة، غير أن السلطان رفض، بل ولم يرسل له الكتب التي طلبها، ولم ييئس الشاه من الرفض فعاود الطلب والرجاء، وكان برسباي يرى أن كسوة الكعبة حق لسلاطين مصر لا يشاركهم في هذا الشرف أحد.


وكان من شأن هذا التوتر أن ساءت العلاقات بين السلطانين، واستعد كل منهما للآخر، وهنا يُذكر لعلماء مصر موقفهم الشجاع من برسباي حين أراد فرض ضرائب على الناس للإعداد للحملة الحربية؛ إذ رفضوا تصرفه، وانتقدوا إسرافه، وقالوا له: لا يجوز للسلطان أن يفرض الأموال على المسلمين، وزوجته تلبس في يوم ختان ابنها ثوبا يساوي ثلاثين ألف دينار.


الحياة الاقتصادية


اعتمدت الحياة الاقتصادية في العصر المملوكي على التجارة والصناعة والزراعة، غير أن التجارة استأثرت بالنصيب الأكبر في الاقتصاد المملوكي؛ حيث كانت التجارة العالمية تمر عبر حدود الدولة المملوكية، وقصد التجار الأوروبيون موانئها للشراء والبيع، الأمر الذي عاد على الدولة بالخير الوفير.

واتخذ السلطان برسباي عدة إجراءات لتنشيط حركة التجارة وترغيب التجار بشتى الطرق للنزول في الموانئ التابعة لدولته، فخفض الرسوم المفروضة على التجار في بعض الموانئ كميناء جدة، وأسبغ حمايته على التجار، وأمّن بضاعتهم من السلب والنهب، ودعّم علاقاته مع دول أوروبا ومدنها، فعقد معهم الاتفاقيات التجارية التي أسهمت في انتعاش حركة التجارة معهم.


وضرب السلطان الدينار الأشرفي ليكون أساس التعامل التجاري، وأبطل التعامل بالنقد البندقي والفلورنسي، وشجع الناس على استعمال نقوده التي سكّها بأن رفع سعرها ليكون لها قوة شرائية كبيرة تدفع إلى التعامل بها.

غير أن السلطان احتكر تجارة بعض السلع: كالسكر، والفلفل، والأقمشة الواردة من الموصل وبعلبك، وهو ما أدى إلى ارتفاع سعرها ومعاناة الناس في شرائها.

وامتدت همة السلطان برسباي إلى العناية بالزراعة، فأمر بحفر الخليج الناصري بعد أن كاد يطمر، وعُني ببناء الجسور، وإقامة القناطر، وإصلاح ما تهدم منها، ونظرا لهذه الرعاية، فلم تتعرض المحاصيل للهلاك بسبب نقصان المياه طوال المدة التي قضاها في الحكم.


يتبــــــــــــــــــع..............










رد مع اقتباس