منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - *«•¨*•.¸¸.»منتدى طلبة اللغة العربية و آدابها «•¨*•.¸¸.»*
عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-12-30, 16:29   رقم المشاركة : 173
معلومات العضو
**د لا ل**
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

غير أنّه وبالرغم من هذا التوجّه العالمي في دراسة النص فإنّ الجدل القديمَ الجديدَ حول انغلاق النص الذي تبناه أصحاب الاتجاه اللغوي أو انفتاحه على محيطه كما تبناه أصحاب الاتجاه الاجتماعي ظلّ قائما وما زال إلى يومنا هذا .
فبالرغم من أنّ "جورج لوكاتش" لم يكن بنيويا إلا أنّه كان من أوائل النقاد الماركسيين الذين ربطوا بين بنية العمل الأدبي وبين المحيط الاجتماعي الذي أنتجه[1] . لكن هذا الاتجاه تبلور في شكل نظرية بنيوية متكاملة فرضت نفسها في مجال دراسة النص عند الناقد "لوسيان جولدمان" في ما أسماه بالبنيوية التكوينية أو التوليدية . و"جولدمان" بنيوي غير أنّه كان ينظر إلى البنية باعتبارها واقعا حيّاً متحرِّكاوفق النظرة الجدلية للواقع ،ويرفض تبعا لذلك النظر إلى العمل الأدبي مفصولا عن محيطه الثقافي والاجتماعي ، ويضرب لذلك مثلا طريفا حين يقول : « كأننا ندرس التفاحة دون أن نأخذ بعين الاعتبار الشجرة التي أنتجتها والمحيط الزراعي والمناخي الذي عاشت فيه ، فدراسة التفاحة في حدِّ ذاته مهمٌّ ، ولكنها تصبح أهمّ وأشمل إنْ لم تُفْصَل عن الشجرة والمحيط الذي عاشت فيه ».
وفي دراسته لقصيدة "القطط" لِ "بودلير" حاول تجسيد نظرته الشاملة هذه . ويتواصل هذا الاتجاه مع "جوليا كريستيفا" التي نجدها تنظر إلى النص باعتباره وحدة ايديولوجية تتشكّل من التقاء النظام النصي المُعْطى بالأقوال والمتتاليات التي يشملها في فضائه أو التي يحيل إليها فضاء النصوص ذاتها .
6- نحو منهج يتجاوز البنيوية في دراسة النصوص :
هكذا ظلّ هذا السِّجال الذي تحدّثنا عنه قائما ، لكن الشّك لم يتطرّق أبدا إلى البنيوية نفسها التي بدت إلى غاية منتصف الستينات قادرة على تفسير كل شيء حتى جاء "جاك دريدا" وقام بالمحاولات الأولى الجادة في نقد البنيوية والعمل على تجاوزها فيما عُرِف عنده بِ"التفكيكية"[2] .
ويشير "دريدا " في نظريته إلى أنّ فكرة النص المنسجم الذي يشكِّل وحدة تامة ومنغلقة لا وجود له ، ولا يوجد هناك نص أصيل أو متجانس ، ومن هنا يلتقي "دريدا" مع "كريستيفا" في ما تسميه "تكوينية النص" أو "أصوله".

















[1]- جورج لوكاتش : "الرزاية" . ترجمة مرزاق بقطاش . ص 10.

[2] - أحمد منور : "محاولة في فهم أفكار جاك دريدا " .مجلة اللغة والأدب . العدد10. ص62.










رد مع اقتباس