منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - *«•¨*•.¸¸.»منتدى طلبة اللغة العربية و آدابها «•¨*•.¸¸.»*
عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-12-30, 16:28   رقم المشاركة : 172
معلومات العضو
**د لا ل**
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

تتواصل عناصر منه في النوع أو الأنواع التي تطورت عنه ، كما هو الشأن في القصة التي تطورت عن الملحمة بعد انقراضها . وقد وُجِّهت انتقادات لهذا المنهج بدوره وأهمها أنه يفسر ظاهرة خاصة نفسية هي الأدب بقوانين عامة[1] .
أما الوضعيون فقد استلهموا منهجهم العلمي من "أوغست كونت" في تحديده لتطور المجتمع البشري ، وتأثر منهج "لانسون" بمنهج المؤرخين ، ولاحظ الدارسون بأن المعنى الذي قصده من عبارة "المنهج العلمي" لا يعني أكثر من التدقيق في تاريخية النص .
2- التحول الكبير نحو المنهج اللساني في دراسة النص : (القرن العشرين)
في الوقت الذي كان "لانسون" يقدم دروسا لطلابه في الأدب الفرنسي وتاريخه كان "فرديناند دي سوسير" يقدِّم نظرياته اللسانية في ما أصبح يُعْرَف بِ "دروس في اللسانيات العامة" ، ويؤسس "اللسانيات البنيوية" التي أحدثت ثورة لا مثيل لها في دراسة اللغة. ومنذ أن ظهرت نظرية "البنية" في اللسانيات عرفت الدراسات الأدبية توجها جديدا وقويا لم يتوقف مدّه إلى اليوم[2] ، وكأنّ الدراسة الأدبية قد وجدت أخيرا ضالتها في اللسانيات ، ويبدو ذلك من خلال التطور المتوازي بين اللسانيات من جهة والدراسات الأدبية المتأثرة بها من جهة ثانية ، ويظهر هذا التأثر بجلاء في طغيان المصطلحات اللسانية على الدراسات النقدية الأدبية بحيث لم يعد في الإمكان القيام بمثل هذه الدراسات دون اللجوء إلى المصطلحات اللسانية ، وبهذا نخلص إلى أنّ كل النظريات المهمة في تحديد مفهوم النص الأدبي جاءت من قبل باحثين لسانيين .

3- حركة الشكلانيين الروس :
لم تظهر الدراسات الأدبية الجديدة المتأثرة باللسانيات في فرنسا كما كان من المنطقي أن يحدُثَ ، بحكم أنّ نظريات "دي سوسير" و مفهوم البِنْية التي تُشَكِّل أساسها قد انطلقت من السربون ، وإنما عرفت انطلاقتها من موسكو في شتاء 1914-1915 على يد الشكلانيين الروس . وقد جعلت هذه الجماعة همها منذ البداية مُرَكّزاً على دراسة المظهر اللساني للشعر ، وما ميّز عمل الشكلانيين بعد التوجه البارز في أعمالهم أنهم أعطوا أهميّة خاصة للتصنيف والنمذجة والوصف الدقيق المفصل للعمال الأدبية ووضع المصطلح التقني الذي يعبِّر عن ذلك[3] ،وهو ما أعطى لعملهم صبغة علمية وموضوعية بارزة ، وشكّل الأسس الأولى لعلم النص الأدبي الحديث .
وقد وضعوا العمل الأدبي في المركز الأول واستبعدوا من دائرة الدراسة كلّ عامل يقع خارج النص مثل السيرة الذاتية للكاتب أو البيئة الاجتماعية التي نشأ فيها أو أيِّ نوع من أنواع التحليل النفسي أو الاجتماعي أو التأمل الفلسفي .
غير أنّ "باختين" وهو شكلاني رأى أنّ تناول العمال الأدبية بهذا الشكل يُعَدُّ خطأً وقصوراً في التحليل لأنه لا يُمَكِّن الفصلَ بين اللغة والايديولوجيا ، باعتبار اللغة نظام إشا
إشارات مبنيا بناءً اجتماعيا ، ومن هنا نشأ ما يمكن أن نطلق عليه اسم المدرسة الاجتماعية أو "الباختينية" ضمن الحركة الشكلانية .
وبعد انكماش حركة الشكلانيين بعد قيام الثورة في روسيا انبعثت هذه الحركة من جديد في مدرستي "براغ" 1926 و "كوبنهاجن" 1934، غير أنّ جهود المدرستين انصبّت على الصوتيات بالنسبة لمدرسة "براغ" ، وعلم النحو بالنسبة لمدرسة "كوبنهاجن" . ولم يستفد علم النص من بحوث المدرستين إلا بشكل غير مباشر حين استُغِلَّت نتائج بحوثهما في دراسة الشعر على المستويين الصوتي والتركيبي ، كما ساهمت المدرستان في بلورة نظرية المعنى لاحقا.
4- نحو وضع قوانين عامة عالمية في دراسة النص :
على غرار البحوث اللسانية البحتة اصطبغت بحوث علم النص بالصبغة العالمية ، واتجهت نحو وضع قوانين عامة تحكم النص بوجه عام والنص الأدبي بوجه
خاص لتجيب عن سؤال محدّدٍ هو : "كيف ينتج النص معناه ؟[1] " وتأكّد هذا المنحى العالمي في المؤتمرات الدولية والملتقيات الجهوية لسيميائية النص .
5- بين انغلاق النص على ذاته وانفتاحه على محيطه:

[1]- صلاح فضل : "بلاغة الخطاب وعلم النص" . عالم المعرفة . الكويت 1992. ص106.



[1]- - أحمد منور : علم النص من التأسيس إلى التأصيل " . مجلة اللغة والأدب . العدد12. ص15.

[2]T.Todorov: Ibid .p15.

[3]-Ibid : p17.










رد مع اقتباس