منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - من مواقف علماء الجزائر
عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-06-27, 09:22   رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
ابو مريم الجزائري
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اشتهر الإمام عبد الحميد بن باديس بأنه كان طرازا وحده في الحركة الاصلاحية والتعليمية، من خلال وضعه لمناهج التربية والتعليم، حيث مزج بين النظريات القديمة والحديثة، دون أن ينسى أن يكون واقعيا في تطبيقاته للمناهج والبرامج الدراسية حسب متطلبات العصر، وظروف الجزائر التي كانت ترزخ تحت نير الاستدمار الفرنسي.
ويشهد لهذه العبقرية كل من كتب أو أطلع على تاريخ حركته الاصلاحية، وكذا شهادات وكتابات تلامذته الكثيرين، وتعجبني ونحن في مقام الحديث عن إبداعات هذا الامام الهمام، تلك المبادرات التي كان يتخذها لتشجيع طلبته وتلامذه وتعويدهم على المشاركة بكتاباتهم في جرائد وصحف جمعية العلماء المسلمين، وهذه نماذج منها مع تعليقات أو تعقيبات الامام.
كان الإمام ابن باديس يكتب في ركن " ثمار العقول والمطابع" بمجلة الشهاب يعرف من خلاله قرائها على الكتب والمجلات التي تصدر في مختلف بقاع العالم الاسلامي، أو التي يرسلها أصحابها هدية للمجلة، ونظرا لكثرة أشغاله، وتشجيعا منه لأحد تلامذه النجباء، فقد كلفه بتحرير هذا الركن بدلا عنه، فكتب ابن باديس في تقديم تلميذه ما يلي:
" "كثيرا ما قعدت بنا الدروس عن القيام بالواجبات الكتابية، ومنها تقريظ ما يهدي للشهاب من الكتب والصحف والمجلات، وقد وفقت بحمد الله للقيام بهذا الواجب بإسناده لابني وصديقي الكبير المفكر الحر الشيخ محمد بن العالم الخير الشيخ العابد الجلالي، وقد تفضل فقبل بهذا التكليف عن نشاط وأريحية ، وسيكون في كتاباته مثالا للحرية والأدب والإخلاص ، أعانه الله وأفاد منه".
وأجاب التلميذ الشيخ بما يلي:
" عهدت لي إدارة تحرير الشهاب فحص الكتب والمجلات التي ترد عليها من أصدقائها بطريق الإهداء أو المبادلة، والكتابة عنها بما يؤدي واجب الشكر لأصدقائها وبما يقوم بنقدها وإظهار الفائدة منها، وهو حق ثان لقرائها، ويجب أن يعلم القراء أن لمنشئ هذه المجلة علي حق الأستاذية ولمديرها حق الصداقة، فمن لي بقوة أقدر بها على حمل هذه الواجبات كلها؟ وثم حق خامس ربما يكون أشد خطورة من جميعها ، وهو حق الوجدان ومعنى خطورته أنه إذا ديس فقد ديس معه شرف الإخلاص ، وأعوذ بالله من عمل يثمر هذه النتيجة المرة، نتيجة إهمال الوجدان وطرح حلية الإخلاص، وأي شيء يبقى في الضمير بعد خلوه من الإخلاص إلا الغش والكذب، وهو ما لا يرضاه لنفسه عاقل.
الشهاب: السنة العاشرة، شوال 1353 هـ/ جانفي 1934م ص80
(10/86).








 


رد مع اقتباس