منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - من مواقف علماء الجزائر
عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-06-14, 11:41   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
ابو مريم الجزائري
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بعد أن فتح الإمام الشيخ عبد الحميد بن باديس مجلاته وصحفه أمام العلماء والكتاب والأدباء ليبرزوا الإسلام الصحيح لقرائهم، وينشروا فيهم الوعي والثقافة النابعة من أصالتهم الإسلامية، بأسلوب صريح مدعم بالحجج التي لا تقبل النقض، مبينين لهم ضلالات وخرافات الطرقية الضالة، وقد تزعم الشيخ العقبي وبعض الكتاب هذه الحملات التي كان وقعها شديدا على مشايخ الطرق ومريديهم وأذنابهم، مما دعاهم إلى أن يفزعوا إلى الشيخ ابن باديس وإلى والده وأخيه محمد المصطفى ابن باديس ليطلبا منهما توقيف هذا السيل الجارف من المقالات التي لم تميز بين جميع شيوخ الطرقية، ودعمهم في مطالبهم الشيخ أبو يعلى الزواوي، وكذا الشيخ المولود الحافظي الأزهري، كما كتب عبد الحفيظ بن الهاشمي مدير جريدة " النجاح " مقالات يحث فيها ابن باديس على توقيف تلك الحملات، فاستجابت لهم إدارة الشهاب، وكتبت مقالا تحت عنوان: " في سبيل الوفاق والتفاهم" تؤيد هذا المسعى وتطلب من كتابها التوقف مؤقتا عن هذه المقالات، لكن هذه الدعوة لقيت معارضة شديدة من طرف العلماء والمصلحين، وكان على رأس المعارضين الشيخ الطيب العقبي، ومحمد العزوزي حوحو والسعيد الزاهري، وغيرهم
فما كان من الامام عبد الحميد بن باديس الا الاستجابة لمطالبهم، والسماح لهم بالكتابة عن الطرقية الكاذبة، ومهاجمة الدجالين ودعاة التصوف المزيفين، وعادت الاقلم للكتابة ومنها هذه المقالة بعنوان: " ها نحن نعود والعود أحمد "
" ما هذا السكوت؟ وما هذا الخمول ؟ هل استحالت تلك الشعلة إلى رماد؟ وكيف ارتضت تلك النفس الثائرة المتمردة عيش الجماد؟
هذا ما كتب لي به أخ من إخواني الذين بيني وبينهم الفيافي الشاسعة ولا يسعني الآن إلا أن اكتب ولا يسع "الشهاب" لسان الشباب إلا أن تنشر ما أكتب.
يا أخي!
لقد ظننت أن أخاك سكت وأن ناره استحالت رمادا، وأن ذلك الذي تعرفه أصبح جمادا...؟ ظننت شرا قبل أن تسأل على الخبر ! وفاتك أن بعض الظن إثم.
لا يا أخي!
أنا ناطق وإن بدا لك أني ساكت، ومشتعل وإن رأيتني في صورة خامد! وكونك لن تعلم ليس الذنب فيه ذنبي، بل ذنب قوة لا قبل لي بمقاومتها.
تسألني عن هذه القوة؟ ذلك ما ستجده في غضون مقالي هذا إن سمحت تلك القوة نفسها ولا أخالها إلا من الفاعلين!.
دخلت – كما تعلم – في غمار الكتاب وخمارهم ورميت معهم بسهم ولست أدري ماذا كان حظ رمايتي من الإصابة، إلا أني قضيت أمرا واجبا وأرحت ضميرا مضطربا، فكنت اكتب بحرية لا تشوبها شائبة جبن وملق، وصراحة انتقاد لا ترتد أمام من دان الناس بتعظيمه واجمعوا على إجلاله إن ظهر لي أن أمره خلاف ذلك...بغيتي الحقيقة أقررها وصورة أفكاري أبرزها غير حاسب لرضى السواد وسخطهم أي حساب، وكان أول ما استلفت نظري مشهدان وقفت عندهما آسفا حزينا ولما أتزحزح عنهما قيد شبر
أولهما مشهد الدين
رأيته منقوص الأساس، ضئيل النبراس، مختنق الأنفاس، بعد أن استنار بنوره ...
ولا تسل عما لقيت من في سبيل الإصلاح والإرشاد فقد سلقت بألسنة حداد ووصمت بوصمة الكفر والإلحاد! الخ مما كان لي مدعاة ثبات وحديا يحدوني إلى الأمام ... ! ولطالما رأيت من وراء وجوه اسودت من الغيض وعيون تعرف عن كره وبغض ما عليهما من مزيد ابتسامة ملكية توحي إلى : أن سر في سبيلك ولا تبتئس فانك غريب وطوبى للغرباء، وانك مهتد والمهتدون قليلون، وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين!
وبينما نحن مغتبطون بعملنا، ثملون بخمرة انتصارنا وقول الناس من ورائنا جري المذكيات غلاب، إذ بالشهاب – عفا الله عنه- يقف في وجوهنا، مشفقا على المبطلين من أقلامنا وليته وقف عند هذا الحد ولكنه ...ولكنه...ولكن دع ما فات فقد مات...
إذ ذاك وضعت – مع من كان على شاكلتي- القلم وأخلينا الميدان لفرسانه، والمثل المضروب (( إن يبغ عليك قومك لا يبغ عليك القمر)) سلوتنا:
ألبس لكل حالة لبوسها ...إما نعيمها وإما بوسها
فهل عذرت إذ وقفت على الحقيقة يا صديقي؟
والآن وقد عاد الشهاب إلى الإصلاح فها نحن نعود والعود أحمد!؟.


محمد العزوزي حوحو
الشهاب العدد 77
الخميس 25 جمادي الثانية 1345هـ/ 30 ديسمبر 1926 م ص 12.









رد مع اقتباس