اعتماد الأندلسية
لسنا هنا في صدد التأصيل و التقعيد ، وإلا فامرؤ القيس و عنترة و النابغة و من أتى بعدهم لم ينظموا شعرهم على الوافر أو الطويل أو المنسرح قصدا ولكن سليقة ، فإن قلنا لأحدهم خرجت عن المألوف رد بمثل قولك أن البحور هذه من ابتداع الخليل !!!
و إني لأعجب كل العجب حين تقول يجوز الخروج عن هذا و لم يقل بهذا كبار اللغويين ، وليس بعيدا فقد يأتي أحدهم ليرفع المنصوب ويجر المرفوع بدعوى أن الإعراب حركات مبتدعة ولم ينزل الله بها من سلطان !!!
أختاه
شعر العرب قديما كان جرسا و لم يكن بحرا
و شعراء العرب من الجاهلين كانوا ينظمون شعرهم سماعا و ليس تفاعيل
فكانوا أكثر الشعراء كسرا للشعر
و لا أحد كسر أناملهم لكسرهم ، أو أنقص قدرهم لفقر أوزانهم
لكن كان يشفع لهم تمكنهم من اللغة و الصور و الشاعرية و التزامهم البنط بدل النبط
و ما قصدته بالخروج عن القوالب الجاهزة ليس كسرا للغة و نحوها و إملائها
إنما كسرا لاستخداماتها و الإبداع في صرفها و تراكيبها و جملها و أنساقها و مدلولات ألفاظها
و حتى في قواعد اللغة العربية فنلمس خلافا حادا بين الكوفيين و البصريين
و اللغة أكبر و أسبق من نحوها
فالنحو أُلحق باللغة مع وجود الشاذ و الاستثناء
و الله أنزل اللغة و وفق عباده لوضع قواعدها
و يبقى القرآن أكبر من اللغة و نحوها
و يجوز لله في لغته ما لا يجوز لغيره
و يبقى النحو حالة ، و اللغة حالات
و أنا لم أدع إلى الخروج عن اللغة، إنما أدعو إلى الغطس داخلها
حتى لا ندعي السباحة و نحن عند الشاطئ نمشي
مع تحيات الفيلسوف الجديد