بلادي الحبيبة
جزائرا قد حباك الله الكريم كل خير عميم ، جزائرا أحببت فيه الربى و أيام الربيع ، تهفو النفس فيك الى حلم جميل في زمن الصبا أن أكون فيك في غدي في علياء أحلامي و نسيما تطير به أفكاري في ما يستقبل من أيامي
دبت بيا الأيام بأقدامها الخفيفة فنقلتني من صبايا الى شبابي ، فتراءت لي من بعد نشوة من أحلام تمنيتها أثقالا قد أثقلت كاهل شبابي في بلادي التي قد أسلفت بها حلما جميلا
استحالت أحلامي ويلات وجدتها في حياتي، ماذا وجدت؟
بلادي التي طالما كنت المحب الوفي و لا أزال ، قد عاث فيها قوم -توسدوا الفساد و الافساد- في كل حدب و صوب فجعلوا أهلها فيها عبيد هم و حزن و كد على رغيف خبز
ثم التفتت الى نفسي و ما وجدتني قد وعيت من أكون و لا ما أريد ، قد رأيت ذي النفس تمر عليها أيام الدهر المرير و لا عمل به أكتسب دراهما- لا مالا أعز به- و لا الى الزواج سبيلا كغيري من الشباب
فتراءت لي أيام عمري و قد توشحت سوادا قد أعلنت فيه عزائي و لكن من يعزيني؟؟؟؟؟؟؟؟
تعزيني غربتي في الناس و أي ناس و قد تبدلوا ،بينك و بينهم ما ادخرت من أموال و الا فلست من الناس في شيئ
لكن أدركت بعد هنيهة اني لست في الحال لحالي و أن الكثير من الاخوان أمثالي
فعرفت أن الحياة تحلو و هي مريرة و لا بد للفتى من كد و لعمرك يا فتى ما انقادت الدنيا بركون
رأيت من حوالي فوجدت أحبابي من زمن الصبا و من كنت يوما معهم في حلمي الصغير، رأيتهم مثلي حيارى و أنا خير من قلة و خير مني كثير ، قد سعو -- في بلادي الحبيبة و التي أعشق تربها و نسماتها-- قلت قد سعوا الى كسب طيب يريحهم انتظار فتات من أهل الفساد و التبذير
فأدركت لحيني مصيري و أدرت ما على الفتى اذا أحب ادراك سالف من الأحلام ، عفوا .... ما قلت لكم ما أحلامي
أحلامي في صبايا أن أكون المميز في كل شيئ ، في لباسي و مآكلي و مشاربي ، أن يكون لي قصر فوق السحاب ،أن يكون لي في الناس وجاهة و الكل يحبني و و ..............ما أحلاكي يا أحلاما في سذاجة الصبا
و بعد فلا زلت أحب بلادي و أعشق منها كل شبر نقي، فلم أعد أهتم بشراذم أهل الفساد و لا من ذهب او الى الجزائر قد عاد ، رأيت في الحياة عبرة ، أنني أنا من أعتني بنفسي و بها أسمو و لا أنتظر بل أذهب الى مرادي متى أتيحت اليه السبيل
و قد أخليت ذهني و نفضته من قوم قد زمروا في البلاد و بهم في الناس قد زمر أهل الفساد
و أدعوا الله الكريم دائما في خلواتي و في كل مكان ، بأنه هو البر الرحيم ،و الجواد المنان ذو الخير و العطاء الكثير ، أن يحفظ عنا ذي البلاد الحبيبة و التي نفوسنا و قلوبنا و أهلونا اليها نسيبة
بلاد نحبها ،نحب أهلها الكرماء ، كرماء بنفوسهم ، بأخلاقهم التي من التنزيل اقتبسوها و بسنة نبيهم قد أناروها
--- لا أولائك القوم البور ، الذين بدلوا الدين بدينار و الوطن بمزمار--
هو الله الكريم مكرمنا و هادينا و كافينا ، نلجأ اليه و نسأله أنه كما حباها بكل خير و جمال أن يديم نعمته و يزيدها بسطا و أن يهيئ أهل خير و صلاح يرشدون و الى الحق يمضون
بلادي الحبيبة ، جزائري ما أحلاك رغم أنوف عداك
كلمات أردت كتابتها و فقط.....
ســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام