في أحضان الصمت حيت تموت الابتسامة
وتحتنق البراءة بصخب المشاهد
حيت الموت لغة ناطقة بالدم
حيت الزهور تسقى بدم الأبرياء
حيت الربيع الطويل الحالم
في وطن الينسون
قالت مها أبي أريد السكاكر
خلف الشارع فوق الناصية
يسكن الموت المترقب
هناك حيت يختفي إبن الجيران
حيت نصب للموت لعبة
هناك في أقصى الأماني
نظر الأب ولوح للإبنته بنيتي
نحن الأن محاصرون البنت أبي أريد السكاكر
ينظر الأب في حزن بنيتي إصبري
الام تطلب من البت الكف عن الطلب
صوت صاخب يدوي من بعيد
في أسفل الشارع مطر خفيف من دم
وجمع من الجيرن يجمعون أشلاء صامتة
الدم يختلط بزخاة المطر ودموع التكالى
في درعا كل شئ مختلط أحلام الاطفال
الدم والدمع والمطر والجيران أيضا
البنت تسرق لحظة غفلة من الأم وتلح على الأب
الأب أخيرا يستجيب لطلب البنت
يمضي الأب متخفيا بين جدران الأزقة الضيقة
ثم يعود بعد نصف حلم قضته البنت في الانتظار
يأتي الأب وبيده قطع حلوة
يعيطها للإبنته فتغوص في عالمها الوردي
الام تعاتب الزوج وتحدره من فعلها مرة اخرى
تذكره بالجار القناص أعلى العمارة
الأب يخفي شئ ما ...الأم ترى صمت الزوج فتقلق
بعد وقت قصير الأب للزوجة أخبار عن قصف وشيك
الأب لا يكاد يكمل الكلام
يعم السكون
ثم دوي هامس يخرق جدران الصمت
فجأة صاروخ حاقد يسقطع
يعم الدخان
صراخ الأم العالي
لا مجيب يأتي الجيران
يزيلون بعض الأنقاض
جسد الأب قد خمدت فيه الأنفاس
بين دراعيه إبنته مها مصابة
وبين يديها الحلوة التي احضرها لها ابوها