فنجان قهوة هذا المساء احتسيه عله ينسيني بعض الامنيات التي كانت تجمعنا وعلى غير عادتي هو ممتلئ هذه المرة سواد القهوة يعكس لنا كل الاشياء الموجودة في حياتنا وحتى تلك التي فقدناها إنه كمرآة رجل عجوز لا يطولها ضباب الآن أصبح كل منا يأخذ مسلكا آخر غير ذلك الذي كان يحمل لكل شيء الرقم 2 الآن اختلف الوضضع أصبحنا نلتقي في الاحلام النهارية فقط وفي دفتر الذكريات اصبحنا اقل هذيانا لم اكن اتوقع ان يحدث هذا يوما وما كنت احمل على محمل الجد ان نكبر ونفترق ان نخرج عن نطاق الجلوس على حافة كرسي لنلقي شكاوانا الصغيرة وأمنياتنا الصغيرة وربما حتى شجاراتنا الصغيرة كم كنا صغار يومها تبا لنا ولأمنياتنا الصغيرة والكبيرة، يعاتبني فنجان قهوتي يضجني بالكلام عن الحياة، الصداقة، الامل، الارهاق، العمل، الهذيان، الحنين، الصمت، الاوهام، الآخرين، كره الذات دون البعض وكرهها لاحتياجها وتقلبها دونهم، الضياع، الشتات، اليأس، التفاؤل، العجز، الشيخوخة المبكرة للذاكرة، الصدق، الكذب،هههه حتما سيضحك كل من يقرأ هذا الكلام المبعثر; ما علاقة كل هاته الكلمات ببعض: إنها في داخلنا لم تجتمع إنها مجتمعة بالأصل فقط خرجت سويا حقا انها أكثر صدقا منا نرفض أن نكبر لأننا نحن من نختار أن نكبر ونبتعد فإمكاننا العيش بأمنيات الصغار كم كانت أمنياتنا صغيرة حين كنا نجتمع على بسكويت وفنجان قهوة...كم نحن أغبياء هذا المساء نكابر على الجرح والبكاء ولا يسعنا أي شيء آخر ..
أي أقدار هاته التي تجمعنا وبعد اعوام تدعونا للفراق ذلك الفراق الذي يبدو أكثر حرقة من أي فراق سواه لا بدعوى السفر ولا بدعوى الشجار ولا بأي دعوة يمكن أن نقف بها أمام أنفسنا أو حتى أمام المارة....أودعك على أمل أن تجمعنا تلك الأقدار نفسها التي دعتنا على طاولة مزخرفة للفراق بدعوى الظروف وتبا لكل تلك الظروف التي فرقت بين كل من افترقوا.