منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - إلى أساتذة الفلسفة الكرام هلا تفضلتم بمساعدتي ,,,
عرض مشاركة واحدة
قديم 2014-05-16, 20:53   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
جَمِيلَة
مراقبة خيمة الجلفة
 
الصورة الرمزية جَمِيلَة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي إلى أساتذة الفلسفة الكرام هلا تفضلتم بمساعدتي ,,,


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو منكم أساتذة الفلسفة الكرام أن تصححوا لنا –فضلا لا أمرا- امتحان المستوى دورة ماي 2013-2014،لمادة الفلسفة- للديوان الوطني للتعليم والتكوين عن بعد-

وكانت المقالة المختارة كالآتي:
"هل يمثل الشعور كل ما هو نفسي؟"
إن الإنسان كائن عاقل ومن طبيعته الفضول وحب الاكتشاف وهو مع هذا كله ليس الكائن الوحيد على الأرض فكل ما في الكون يثير فضوله فيستدعي تفكيره، وقد زوده الله بجملة من الآليات والقدرات التي تعينه على الاتصال بالعالم الخارجي ، وإدراكه والتعرف على الاشياء المحيطة به كما أنه الكائن الوحيد الذي يستطيع حدس ذاته ومعرفته أحوالها والتعرف على ما يختلج في نفسه من رغبات ومشاعر وأحاسيس وذلك بواسطة الشعور الذي هو إدراك الذات لذاتها، وقد أدرك العلماء والفلاسفة أهمية الشعور وبما أنه مصاحب للوعي والإدراك ويشترك مع جملة من الفعاليات العليا للعقل في معرفة وإدراك ما يحيط بالإنسان لذا اعتقد الكثير من الفلاسفة أن الشعور هو مطابق للحياة النفسية ونحن نتساءل:
هل حقا أن حياتنا كلها شعورية؟ أو بمعنى آخر هل الشعور هو مصدر كل ما هو نفسي في الإنسان؟ أم أن هناك أفعال لا يمكن للشعور أن ينتبه لها أي أنها خارجة عن نطاقه؟
يرى أصحاب النظرية العقلية المثالية وخاصة علم النفس التقليدي أمثال ديكارت أن الشعور هو كل ما هو نفسي وأن أفعالنا إرادية شعورية نعيها ونتصرف فيها كما نشاء بإرادتنا وليس لقوى أخرى أن توجه أفعالنا وتقودنا دون شعور منا لذا يقول ديكارت: "أنا أفكر إذا أنا موجود" وبذلك يرفض كل فعل خارج عن الوعي والشعور وكذلك منهم من يقول أن: "الشعور هو ذلك الشيء الذي نفقده عندما نستسلم للنوم وهو ما نسترجعه شيئا فشيئا عندما نستيقظ". كما يرى ديكارت أن الاعتراف بوجود أفعال لا نشعر بها هو التناقض بعينه حيث يعتقد أن الشعور هو مصاحب للوعي وأن الإنسان يدرك بعقله الأشياء وما يخرج عن ساحة الشعور فهو غير موجود.
يؤيده في ذلك روسو حيث يعتقد أن وجود الإنسان يسبق الماهية وأن الإنسان حر في تصرفاته حرية تامة بالمقابل فهو مسؤول مسؤولي كاملة ومن غي المعقول أن يقوم بأفعال لا يشعر بها ثم يكون مسؤولا عنها لذا رفض فكرة اللاشعور بشدة بحجة أنها تقيد حرية الإنسان وكذلك ذهب فريق من المعتزلة للقول بأن الإنسان يختار فعله إذا أراد أن يتحرك تحرك وإذا أرد أن يسكن سكن وبهذا فهو يعي ويشعر بكل أفعاله وهكذا فإن أصحاب هذا الرأي القائل بأن: "الشعور هو المصدر الوحيد لحياتنا النفسية" اعتمدوا كل حسب مذهبه فمن أراد أن يثيت أن العقل هو الذي يتحكم ويحكم في أفعالنا وبذلك يكون الوعي أمر ضروري وتكون حرية الإرادة مطلوبة جعلهم ينفون وجود لاشعور في حياتنا النفسية والذين نادوا بتقديس حرية الإنسان عارضوا فكرة اللاشعور.
ولكن حقيقة أن الشعور هبة ربانية فعالة ومفيدة وأنه يرافقنا في كثير من مجالات حياتنا وأننا في أغلب الأحوال نفعل الفعل ونشعر به وندرك مقاصدنا حتى وإن كنا مخطئين ولكن ألا يوجد في بعض الأوقات أننا نتصرف تصرفات نندم عليها وقد تكون ليست هي التي كنا نقصدها، ألا تفلت منا كلمات نتمنى لو أننا لم نتفوه بها ألا نتهرب أحيانا من الإجابة وأحيانا أخرى من مواجهة حقائق موجودة بيننا إذن من يتحكم في تصرفاتنا تلك ألا توجد ناحية خفية أخرى.
يرى أصحاب علم النفس الحديث وعلى رأسهم فرويد أن حياتنا هي في أغلبها لا شعورية بل غن فرويد ضع مركز الثقل في حياتنا النفسية على مسؤولية اللاشعور وقد مكنته الأبحاث التي قام بها الطبيب النمساوي برويرفي مريضته المصابة بالهستيريا وجلسات التنويم المغناطيسي وكيف أن المريضة عند غيابها عن الوعي تذكر أشياء حدثت لها في الماضي وكانت سبب معاناتها وبمجرد أن تسترجعها ووتشعر بها تزول بذلك أثبت أن هناك جانب مظلم في حياتنا لا نعرف عنه شيئا وبأ يكون نظريته واكد للعالم أنه يمكنه إثبات اللاشعور وبدلائل واقعية فمثلا فلتات اللسان، الأحلام، وزلات القلم....، كل ذلك يفلت منا دون أن نشعر به.
كما يعتقد فرويد أن جل الأشياء المكبوتة والتي يتحكم فيه"ا الأنا الأعلى" كسلطة قاهرة "الضمير" والتي تنشأ من التربية الأبوية وسلطة المجتمع ومن جانب آخر هناك الرغبات الجنسية والعدوانية والتي مثلها ب:"الهو" فيبقى "الأنا" في صراع من أجل التوفيق بين سلطتين متناقضتين ومن هنا ينشأ اللاشعور وهو مساحة تحت الشعور ومتحفزة دوما للظهور والكشف عن حقيقة صاحبها، وبهذا أثبت فرويد أن معظم حياتنا النفسية لا شعورية بذلك جعل الإنسان يخضع لحتمية قاهرة لا طاقة له بها وهي غرائزه ونفى عنه المسؤولية والحرية.
لا ينكرأحد اليوم أن ابحاث فرويد في اللاشعور كانت فتحا على علم النفس وفسرت العديد من الأشياء كانت غامضة ودها البعض إلى الخرافة والتنجيم فقننها ووجد لها تفسيرات غير أنه عندها يضع مركز الثقل في أفعالنا على عاتق اللاشعور ويقول أن معظم أفعالنا لاشعورية فهو بذلك يجعل الإنسان يقترب من الحيوان ويجعل الغريزة تحكمه وهذا ما لا يقبله عاقل ويكذبه الواقع.
ونحن نقول أن الإنسان يملك شعورا بما حوله كما يستطيع حدس أحواله النفسية والجسمية وهو في ذلك إنسان واع ومدرك ويشعر بما يريد وما يفعل ومسؤول عما يقول ويفعل كما لا ننكر أن كثيرا من أفعاله وأقواله تتجاوزه ولا يجد لها تعليلا أو تفسيرا ويتعرض لضغوط وقلق أحيانا ليس له ما يبرره وهو ما يثبت اللاشعور في حياتنا النفسية وكل البراهين التي قدمها كلا الرأيين مقبولة ومعقولة.
نستنتج في الختام أن الشعور ليس كل ما هو نفسي وأن هناك منطقة تدعى اللاشعور تشترك مع الشعور في تفسير أفعالنا وأحوالنا الإرادية منها وغير الإرادية لذلك فالعلاقة بين الشعور و اللاشعور علاقة تكامل فلا يمكن أن تفهم حياتنا النفسية بالشعور وحده ولا بردها إلى اللاشعور وحده بل بهما معا.

في الأخير تقبلوا مني خالص الاحترام والتقدير
شكرا لكم مسبقا








 


رد مع اقتباس