المغالطة يا أخ خالد هي الإصرار على وجود نظام حكم إسلامي... ما وجد عبر التاريخ هو اجتهادات تناسب أزمنتها و حكم وراثي قائم على العصبية و التغلب تم شرعنته باسم الدين... أما القرآن و السنة فلا يوجد فيهما أي آليات و قوانين تحدد حكم الدولة...
وضع الدساتير قضية اجتهادية دنيوية لتنظيم الدول، مثلها مثل قوانين المرور لتنظيم السير... و جماعة الإسلام السياسي ينزعجون و يفرون من مناقشة الموضوع بتفاصيله و يكتفون بالعناوين و الشعارات و الأوهام لأنهم في المحصلة يسعون للوصول للسلطة... و عندما يصلون السلطة تنكشف أساطيرهم ، فإما تجدهم أكثر واقعية و عقلانية فيتبنون الدساتير الوضعية كما في تركيا و تونس أو ينحدرون نحو الدمار الذاتي كما هو نموذج طالبان...
بدل شعارات الإسلام السياسي التي تعد الناس ببديل وهمي عن الدساتير و المؤسسات الحديثة لإدارة الدولة على الإسلاميين إعادة إكتشاف الأخلاق أولا... أن يتوقفوا عن الكذب و الخداع و الرياء و النفاق و التلون و الماكيافيلية و أن يتعلموا إحترام الإنسان و حقوق الإنسان و حرية التعبير و المعتقد، أن يتوقفوا عن نشر الكراهية و النزاعات الطائفية و المذهبية بينهم، أن يراجعوا ترسانة المفاهيم السياسية التي ورثوها من القرون الوسطى...