منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - ما هو الفرق بين الالهام والوحي!!
عرض مشاركة واحدة
قديم 2014-02-28, 19:49   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
samaazarkaa
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية samaazarkaa
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على خير خلقه حبيب قلوبنا وطبيب نفوسنا المصطفى الامجد المحمود الاحمد ابي القاسم محمدالمبعوث رحمة للعالمين وعلى اله الطيبين الطاهرين
وعليكم السلام اخي الرافد مرة اخرى نلتقي معك بالخير انشاء الله والرحمة والبركة
وجواب ما سألتموه يحتاج الى بيان مقدمة:
قد يتوسع في مصطلح الالهام فقد يراد به المعنى اللغوي وقد يكون الالهام مرادفا للوحي وقد يكون اصطلاحا اخر غير معناه اللغوي او مرادفا للوحي بل هو امر نفسي وهنا تكمن المشكلة والاشكال فنقول:
قد يعبر عنه(الالهام) بالالقاء في الروع، وهو مغاير لما يصطلح عليه الناس من الالهام. فقد يعبّرون بأن فلاناً ملهم، ويقولون: أُلهمتُ القيام بالأمر الفلاني إذا وجد الشخص في نفسه الدافع نحو ذلك، فهو هنا يجد أن القرار والتصميم كان بيده وأن الفكرة وليدة نفسه، وقد لا يحصل له اليقين بالنتيجة. وهذا على خلاف الوحي الإلهامي الذي لا يغاير بقية أنحاء الوحي من حيث النتيجة ومن حيث اليقين والاطمئنان بمصدر الالهام، وإن غايرها من حيث الاسلوب والشكل.
وقد صرحت النصوص بأن الإلقاء في الروع كان أحد أساليب الوحي الرسالي، منها ما روي عن رسول اللّه صلى الله عليه وآله أنه قال: " ألا إن الروح الأمين نفث في روعي إنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها فاتقوا اللّه وأجملوا في الطلب..."العلامة المجلسي/بحار الانوار/64-11.
وان ما يذهب اليه بعض الدارسين من ان ظاهرة الوحي قد يراد بها المكاشفة وقد يعبر عنها بالوحي النفسي تارة او الالهام المطلق تارة اخرى دون تحديد مميز لايتوافق مبدئيا مع دراسة النهج الموضوعي لدراسة ظاهرة الوحي
ان كلمة الالهام ليس لها مدلول نفسي محدد مع انها مستخدمة عموما لكي ترد معنى الوحي الى ميدان علم النفس
والوحي النفسي يدور حول معرفة مباشرة لموضوع قابل للتفكير والوحي الالهي يجب ان ياخذ معنى المعرفة التلقائية والمطلقة لموضوع لايشغل التفكير وايضا غير قابل للتفكير .
والمكاشفة لاتنتج عند صاحبها يقينا كاملا ويقين النبي صلى الله عليه واله قد كان كاملا مع وثوقه بان المعرفة الموحى بها غير شخصية طارئة وخارجة عن ذاته.
ويمكن إدخال الإلهام و النفث في الروع في القسم الثاني الذي هو الايحاء بواسطة ملك. فإن ايحاء الملك يكون على أنحاء: فتارة يكون بسماع الصوت ومشاهدة الصورة، وأخرى بسماعه من دون مشاهدة، وثالثة بالإلقاء في الروع دون توسط صوت، فتصتبح أساليب الوحي ثلاثة لا أربعة، وقد جُمِعَتْ في قوله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاء إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ﴾الشورى/51.
فالوحي هو الإلهام ومن وراء حجاب هو التكليم المباشر، وإنما سماه من وراء حجاب لأنه بواسطة صوت دون رؤية المصدر، وإرسال الرسول هو الإيحاء من خلال.
وربما كان تخصيص النحو الأول باسم الوحي هنا لأنه أشد خفاءً من الثاني فهو بالنسبة إليه مختص باسم الوحي.
فملاحظة الخفاء أمر نسبيّ قد يلاحظ بالنسبة لغير النبيّ، وقد يلاحظ بالنسبة لبعض حواس النبي دون بعض.