اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قَاسِمٌ.قَاسِم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ختام سورة "ص"
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
مامعنى كلمة؟
حِينٍ
من قوله تعالى:
﴿وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ ﴾
|
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
ص/88
{ وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينِ } [ص: 88]
أي: الذين كذَّبوا القرآن سيعلمون عاقبة هذا التكذيب, وسيعلمون أنه خبر صادق،
سيعلمون ذلك { بَعْدَ حِينِ } [ص: 88]
قالوا: الحين يُرَاد به ظهور الإسلام وانتصاره على الكفر،
بداية من معركة بدر إلى أنْ قال القائل: عجبتُ لهذا الأُمِيِّ،
كيف يفتح نصف الدنيا في نصف قرن،
نعم هذه عجيبة ولا تزال حتى الآن.
وقد شاهد هؤلاء المكذِّبون بأعينهم انتصارَ الإسلام واندحار الكفر، وشاهدوا نقصان رقعة أرض الكفر،
وازدياد رقعة أرض الإيمان،
كما قال سبحانه:
{ أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَأْتِي ٱلأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا.. } [الرعد: 41]
ومع ذلك لم يأخذوا من فتوحات الإسلام عبرة.
وقالوا: الحين يراد به القيامة حين يدخل هؤلاء المكذبون النارَ، عندها سيعلمون صِدْق هذا الكلام الذي أخبرهم الله في قرآنه.
وكلمة النبأ لا تقال إلا للخبر العظيم الهام،
كما قال سبحانه:
{ قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ * أَنتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ }
[ص: 67-68].
فما بالك بنبأٍ الذي وصفه بأنه عظيم هو الله؟
وعظمة الخبر تأتي بمقدار ما يُهيء من الخير للإنسان،
فالخبر بأنك نجحت في القبول، غير الخبر بنجاحك في التوجيهية،
غير الخبر بأنك أصبحت وزيراً،
فعِظَم الخبر بمقدار ما يحمل لك من الخير المرجو منه للإنسان.
إذن: ما بالك بالخير الذي ينتظرك بعد قيامك بالتكاليف الربانية، إنه خير لا يسعدك في دنياك المنقضية فحسب،
إنما يسعدك في آخرتك الباقية الخالدة،
فعِظَم هذا الخبر أنه ضَمِن لك الحياتين الدنيا والآخرة.
وأسأل الله في آخر السورة أنْ يجعل لنا حظاً من قوله
{ وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينِ } [ص: 88].
تفسير محمد متولي الشعراوي
وبهذا نختتم سورة **(ص)**
أسأل الله أن يجعلني ألحق بهذا الركب قبل ختمته
موفقون