منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - معنى البدع ادعاء الجن الكلام وحكمه
عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-10-16, 19:14   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
أبو عبد الله الغيثري
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي معنى البدع ادعاء الجن الكلام وحكمه

بسم الله الرحمن الرحيم
معنى البدع ادعاء الجن الكلام وحكمه

مستفاد من: شرح الإبانة الصغرى - الدرس 14 | للشيخ: محمد بن هادي المدخلي



أمَّا ادِّعاء الكلام للجنّ: لأنهُ غالبٌ في الكهَّان، لأنَّ الكهَّان يكون لكلِّ واحدٍ منهم رِئيٌ من الجنِّ يأتيهم بالأخبار المسترقة، وهم لا يخدمونه حتَّى يتقرَّب إليهم بما يُغضب الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى، ويوقعونه في الشِّرك؛ بالذَّبح لهم والتَّقريب لهم، ودعائهم من دون الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى، وربما زاد الأمر أكثر من ذلك؛ وهو أن يتجاوز إلى إهانة القرآن مثلا، كما قد ورد ذلك ونُقل عن بعضهم، فإنَّهم عندئذٍ يقومون بخدمتهم، إذا تقرَّبوا إليهم؛ وذبحوا لهم، واستعانوا بهم، واستغاثوا بهم من دون الله، خدموهم، وإذا زادوا على ذلك بما هو أسوأ وأقبح كإهانتهم لكلام الله؛ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وكفرهم به، فإنَّهم ينشطون في خدمتهم، فيقومون حينئذٍ بإخبارهم بما علموه من الأمور المغيبة عن ذلك الكاهن، أو عن ذلكم الكهَّان، وحينئذٍ يظهر بهم ويتقوَّى بهم، فهذا معنى قوله: "وادعاء كلام الجن واستخدامهم"، استخدامهم من هؤلاء الكهنة، واستخدامهم أيضًا من السَّحرة، فإنَّ الجن يعينون السَّحرة أيضًا، ولا يعينونهم إلاَّ بعد أنْ ينالوا منهم ما تقدَّم ذكره، من استغاثة السَّحرة بهم، وتقريبهم إليهم القرابين، وكفرهم بالله - تَبَارَكَ وَتَعَالَى -، فإذا هم وقعوا في الكفر نشطت هذه الشَّياطين وهذه الجنّ إلى خدمتهم، فإنَّ إبليس من الجنَ، كما قالَ - جَلَّ وَعَلَا -: ﴿فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاء مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا﴾ [الكهف: ٥٠].
فالشَّاهد: كلام الجنّ، وكلام الشَّياطين واستخدامهم من قِبَل الكهنة والسَّحرة لا يكون إلاَّ بعد هذا؛ -نسأل الله العافية والسَّلامة-، وهذا من الشِّرك المحبط للأعمال؛ -عياذًا بالله من ذلك-، فإنَّك تجد السَّاحر يستحضر هؤلاء الشَّياطين بعد ما يكفر بالله - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - فيخدمونه، بأداء ما طلبه منهم، فهم لا يخدمونه إلِّا بعد أنْ يشرك بالله - تَبَارَكَ وَتَعَالَى -. نعم.
ميراث الأنبياء