[صالح القسنطيني]

و عليكم السلام

صبرك و احتسابك للأجر و أنت على مشارف الأربعين خير لك من التسرع و قد صح عن رسول الله صلى الله عليه و على آله و سلم أنه قال ( التأني من الله و العجلة من الشيطان) فلا تتسرعي

و عليك بالرفق مع زوجك و إن ظلم ألم نبشر بأنه ( ما كان الرفق في شيء إلا زانه) فالشيء القبيح الصعب يحوله الرفق إلى أمر محمود بخلاف الفحش فقد صح الخبر بأنه ( و ما كان الفحش في شيء إلا شانه) فزاده قبحا فوق قبح بل الشيء المحمود يحول بالفحش إلى شيء قبيح

ليس عيبا إذا كان بينكما مشكلات أن تعقدوا مجلس صلح بحظور حكماء أهل وأي و مشورة و زينا نيتكما فقد أخبر الله تعالى أنه ( إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما)

و أنصحك أن تلين جانبك مع زوجك و تحسني له و أعطه حقه و زيادة في كل شيء و جملي نيتك مع ربك فهو المرجو بفعلك و قصدك أن يسعدك به من بعد كما أسعدك من قبل

و سأحدثك بقصة لامرأة صالحة و هي قصة حقيقة

هجرها زوجها عشرة سنوات أو أكثر فلا يقربها و لا يحسن إليها و لكنها صبرت لربها و احتسبت الأجر و حافظت على صلاتها و بينما هي في المسجد إذ نادى منادي بالصدقة فنزعت عقدها و كانت لا تملك سواه فقصدت به من دعت للصدقة فرفضته و لكن صاحبته ألحات على قرضه لله ثم ذهبت به داعية الصدقة لبيعه فلما عمد المجوهراتي لعل عقده وجد فيه سحرا دفينا في إحدى عقده فقدمه لداعية الصدقة فحلت ذلك السحر

و بعد مدة التقت بصاحبة العقد فأخبرتها بشأن عقدها فحمدت الله و قالت لها و الله إن زوجي قد رجع كأحسن ما تحمده النساء في أزواجهن

و المقصود بيانه أن الله نجا هذه المرأة بصلاحها و تقواها بالرغم من ظلم زوجها لها و هجره لها عشرة سنوات أو أكثر و يجوز لها شرعا طلب الخلع لهجرانها إذا خافت على نفسها و لكنها ما فعلت بل صبرت



فالله الله في الصبر و الرفق و رما أقبح الفحش و التسرع






و الله من المحال أن يعالج جفاء الزوج بجفاء منك

و لا يعالج قبحه بقبح منك

و لا يعالج ظلمه بظلم منك