بدا الصيف يخلي مواقعه من الاراضي الواسعة تاركا المجال للخريف الذي بدات علامات قدومه ظاهرة على اشجار التين و التفاح و الرمان التي بدات تفقد اوراقها لصالح الريح الذي نثرها في كل مكان لكنه لم يتمكن من اسقاط سوى بعض الاوراق اليابسة من شجرة الزيتون الكبيرة التي توسطت نخلتين عند مدخل البستان.
قالت شجرة الزيتون لشجرة النخيل ساخرة في ذالك الصباح: اسعد الله صباحك يا جارتي ...الم تتخلي انت عن سعفك.
قالت النخلة. نحن معشر النخيل لا نتخلى ابدا عن اوراقنا حتى نموت.
قالت الزيتونة قد نتعادل انا و انت في هذه الصفة لكن خشبي بالتاكيد سيعمل الفارق بيننا فانت لا خشب لكي
ردت النخلة لن يزيدك خشبك اي فائدة ترجى غير احتراقك في مواقد البشر اما انى فلا تطولنا النار الى نادرا
قالت الزيتونة طولك جعل جني ثمارك اصعب و ابعد ضلك عن معشر البشر اما انا فثماري دنية و ظلي قريب لكل الكائنات
قالت النخلة لكل منا ميزاته لكنا كلانا ذكرنا الله في كتابه الكريم فلا فرق بيننا و لن يحسم الجدال بيننا الا للتعادل
ردت الزيتونة معك حق دعينا نتامل هذا الشروق الجميل