أنواع البطالة:
هناك أنواع متعددة للبطالة تختلف من ظرف لآخر ومن دولة لأخرى ويمكن تلخيص هذه الأنواع كالآتي:
البطالة الدورية:
وهي البطالة الناتجة عن قصور الطلب على الإنتاج وما يصاحب ذلك من ركود في تصريف المنتجات عند الأسعار والأجور السائدة وهنا يتم الاستغناء عن عدد كبير من العمال في الصناعات التي لا يوجد طلب على منتجاتها مما يخطر العمال أن يبحثوا عن عمل آخر جديد.
وعلى هذا الأساس فإن "البطالة الناشئة عن التقلبات الاقتصادية تسمى بالبطالة الدورية وهي بطالة إجبارية لا إرادية ويعمل الاقتصاديون على عدم تدني مستويات الإنتاج والاحتفاظ بمستوى نشاط ملائم يسمح بالتقليل من حجم البطالة أو عدم ظهورها وهو أمر يصعب تحقيقه.
البطالة الاحتكاكية:
وهي البطالة التي تحدث عندما يترك شخص ما عمله، ليبحث عن عمل أفضل بسبب الرغبة في زيادة أجره أو الحصول على وضع وظيفي أفضل أو رغبة الإنتقال من مكان لآخر داخل الدولة.
وينتشر هذا النوع في الدول المتقدمة أكثر منها في الدول النامية، ويرجع ذلك إلى تماسك وترابط العلاقات الإنسانية والاجتماعية والتي تعتبر أكثر تماسكا في الدول النامية، حيث يرتبط الفرد بأهله ومجتمعه، ويتوقف معدل زيادة أو نقصان هذا النوع من البطالة على شفافية الحصول على المعلومات حول الوظائف المختلفة في سوق العمل، وكلما زادت المعلومات قلت هذه البطالة.
البطالة الهيكلية:
مما لا شك فيه أن اختراع الآلات الحديثة والمتطورة يتطلب مهارات معينة ومتقدمة لا يستوعبها العمال الحاليين، وبالتالي يتم الاستغناء عنهم وتعويضهم بعمال آخرين يستطيعون تشغيل الآلات الحديثة، وتعرف البطالة الهيكلية على أنها: "ذلك النوع من التعطل في القوة العاملة نتيجة لتميز الهيكل الاقتصادي أو بمعنى أدق تغير الهيكل الإنتاجي كالتغير في هيكل الطلب على المنتجات، أو تغير الفن الإنتاجي أو انتقال الصناعات للتوطن في أماكن أخرى. مما يؤدي إلى عدم توافق بين فرص العمل المتاحة ومؤهلات العمال الراغبين في العمل والباحثين عنه.
ونتيجة للتطور التكنوولوجي والتقدم العلمي فإن استخدام التكنولوجيا الحديثة أمر ضروري للإنتاج كما وكيفا، حتى تصبح السلع والمنتجات تنافسية في السوق الدولية وبمعايير علمية ودولية، إلا أن ذلك يتطلب يد عاملة متخصصة، الشيء الذي يجبر أرباب العمل والمؤسسات على الاستغناء عن اليد العاملة البسيطة وتعويضها بأخرى مؤهلة، وبعدد أقل من تلك المسرحة.
البطالة السافرة:
تمثل البطالة السافرة أكثر أشكال البطالة انتشارا لأنها صورة واضحة للبطالة الإجبارية، ويقصد بها وجود فائض من الأشخاص الراغبين والقادرين على العمل لكنهم لا يجدون وظائف يعملون بها، يعود ذلك لعدة أسباب منها النمو السكاني السريع عدم التوسع في الأنشطة الاقتصادية القائمة، إحلال الالة مكان العامل، وتسمى أيضا بالبطالة الناتجة عن نقص الطلب الكلي. فقد تكون هذه البطالة احتكاكية، هيكلية أو دورية
البطالة الموسمية:
وهذا النوع من البطالة غالبا ما يكون رهن الأحوال المناخية والعادات الاجتماعية حيث يتعطل الكثير من العمال خلال جزء من السنة بسبب الأحوال الجوية، ففي فصل الشتاء مثلا غالبا ما يتعطل الفلاحون وعمال البناء وعمال صناعة المشروبات والمأكولات الصيفية، وفي الصيف يتعطل عمال الصناعات الشتوية أي الملابس الشتوية وقد تتعطل الصناعات الشخصية أي الملابس نتيجة لتغير الموضة.
كما يمس هذا النوع من البطالة قطاعات أخرى مثل: السياحة حيث يشتغل العمال في الأوقات التي يتوفر فيها العمل ويتعطلون في الأوقات الأخرى.
البطالة المقنعة:
وتعني ارتفاع عدد العاملين فعليا عن احتياجات العمل بحيث يعملون بالفعل عددا أقل من ساعات العمل الرسمية، أو أن يكون هناك أفراد
لا يعملون فعليا بصورة شبه كاملة، بالرغم من أنهم يعملون ويتلقون أجورا ورواتب من الناحية الرسمية، ولذا يقال أن الناتج الحدي للعامل يساوي الصفر، لأنه لا يضيف شيئا للإنتاج الفعلي.
ويتضح جليا أن البطالة المقنعة تعكس توزيعا غير كفء للقوة العاملة في الإقتصاد ونتيجة لعدم التوافق بين المقابل المادي والجهد المبذول، إذ أن الأول يفوق الثاني بكثير، فإن لذلك تأثيرا على النمو الاقتصادي.
البطالة الاختيارية والبطالة الإجبارية:
البطالة الاختيارية هي الحالة التي يتعطل فيها العامل بمحض إرادته، عند الاستقالة أو عزوفه عن العمل لوجود مصدر آخر والبحث عن منصب عمل بامتيازات أفضل من حيث الأجور وشروط العمل.
أما البطالة الإجبارية فتحدث عند العمال رغم رغبتهم في العمل وقدرتهم عليه وقبولهم عند مستوى الأجر السائد وأيضا الوافدين الجدد إلى سوق العمل والذين لم يتمكنوا بعد من الظفر بفرصة عمل