منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الى الحزبيين ............
عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-07-27, 13:14   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
معرف للتغيير
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية معرف للتغيير
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كريم الحنبلي مشاهدة المشاركة
بارك الله فيك يا اخي نحن نطبق كما قال تعالى ( ولتكن منكم أمة يدعون على الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون )وذكر ابن‎ ‎الصّلاح رحمه الله في كتابه ((معرفة أنواع علم الحديث)) المعروف بـ((مقدّمة ابن‎ ‎الصّلاح)): (قال ‏يحيى بن معين رحمه الله‎: (‎إنّا‎ ‎لنطعن على أقوام لعلّهم حطّوا رحالهم في ‏الجنّة منذ أكثر من مئتي‎ ‎سنة‎)).
نطعن عليهم ونبيّن أخطائهم ونحذّر الأمّة من بدعتهم واجب‎ ‎ذلك وإلاّ فهو الدّخول في إثم الكتمان, وهو ممّا ‏يستوجب العذاب بالنيران‎.‎..قال الإمام الشوكاني رحمه الله(( إن الله لم يخلق شراً محضاً ومن ذلك إبليس وهو أشر المخلوقات فإن الله خلقه ووضع فيه خيراً ومن ذلك الخير اختبار الناس فمن أطاعه فقد عصى الله ومن عصاه فقد أطاع الله )))
وفيك بارك الله اخي
اولا من باب النصيحة فالذي في قلبه مرض فصعب عليه ان يبصر الحق
لهذا ارى انك تضيع وقتك فقط مع اولئك المبتدعة
فالوالد هداه الله من كبار الحزبيين ويمثل الاخوان المفلسين في مدينتنا وقد استسلمت للامر الواقع لم يسمع كلامي بحجة انه يعرف الاسلام قبل ولادتي ب 20 سنة كما يقول واننا نعاني من الجمود الفكري والتقليد الاعمى فكيف تريد منه ان يسمع كلامك فظلا عن ان يقتنع بنصيحتك او ياخذ بها ولكن مشكلتهم الكبيرة انهم يبغضون اهل السنة لهذا السبب حقدهم بالذات يعمي بصيرتهم فقد تربية معهم ونشأت في احضانهم وفكرهم واعلم طريقة تفكيرهم
وساقتبس لك كلام السلف في تعاملهم مع اهل الاهواء من حيث مناظرتهم مرة ثانية لعله يغير من رئيتك للموضوع شيئا .
ثانيا انت بهذا تفتح بابا لهم ليلقوا شببهم وتكون سببا في من اجتر بهم وتاثر بكلامهم
فبدل ان تحاول اقناع المبتدع للرجوع على ماهو عليه تزيد الطين بلة فيقع العامي في شبههم ويتمسك المبتدع برايه اكثر
ولاادري من يتحمل وزر ذاك العامي الذي مرض قلبه بكلامه فكم من عالم انتكس وغمسوه في الحزبية فظلا عن طالب علم
وكم من طالب علم التبس عليه كلامهم فظلا عن ان يكون عامي
فتمعن اخي بارك الله فيك ونفعك بعلمك في
منهج السلف الصالح في معاملة أهل البدعة والفرقة

اقتباس:
عن ابن عباس –رضي الله عنه- قال: ((ما في الأرض قوم أبغض إلي من أن يجيئوني فيخاصموني من القدرية في القدر، وما ذاك إلا أنهم لا يعلمون قدر الله وأن الله عز وجل لا يسأل عما يفعل وهم يسألون)) [رواه الآجري في الشريعة ص:213].
وعن ابن عون –رحمه الله- قال: ((لم يكن قوم أبغض إلى محمد –يعني ابن سيرين- من قوم أحدثوا في هذا القدر ما أحدثوا)). [رواه الآجري في الشريعة ص:219].
قال شعبة –رحمه الله-:
“كان سفيان الثوري يبغض أهل الأهواء وينهى عن مجالستهم أشد النهي” [أخرجه نصر بن إبراهيم المقدسي في مختصر الحجة على تارك المحجة ص:460].
****
وقال القرطبي –رحمه الله-: ((استدل مالك –رحمه الله- من هذه الآية على معاداة القدرية وترك مجالستهم، قال أشهب عن مالك: لا تجالس القدرية وعادهم في الله لقوله تعالى: (لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله))) [التفسير 17/308].
وقال البيهقي وهو يتحدث عن الشافعي:
” وكان الشافعي – رضي الله عنه – شديداً على أهل الإلحاد وأهل البدع مجاهراً ببغضهم وهجرهم ” مناقب الشافعي ( 1/469 ) .
وقال الإمام أحمد – رحمه الله -:” إذا سلّم الرجل على المبتدع فهو يحبه
(طبقات الحنابلة ( 1/196 )) فيدل أنه لا يجوز محبة أهل البدع.

***************
وقال ابن المبارك –رحمه الله-: ((اللهم لا تجعل لصاحب بدعة عندي يداً فيحبه قلبي)) [رواه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة 1/140].
وقال الفضيل بن عياض :
وقال: ” من أحب صاحب بدعة أحبط الله عمله وأخرج نور الإسلام من قلبه ” (انظر شرح السنة للبربهاري ( ص : 138-139 ) ، والإبانة لابن بطة (2/460 ).)
****
وقال عبد الله بن داود سنديلة: من علامات الحق البغض لمن يدين بالهوى، ومن أحب الحق فقد وجب عليه البغض لأصحاب الهوى، يعني: أهل البدعة.(انظر سير السلف الصالحين للتيمي (3/1154)، والحلية لأبي نعيم ( 10/392 )
*********
و قال الإمام أبو عبد الله عبيد الله بن بطة العكبري – رحمه الله -:
” ونحن الآن ذاكرون شرح السنة، ووصفها، وما هي في نفسها، وما الذي إذا تمسك به العبد ودان الله به سُمِّيَ بها، واستحق الدخول في جملة أهلها، وما إن خالفه أو شيئاً منه دخل في جملة من عبناه وذكرناه وحُذّر منه، من أهل البدع والزيـغ، مما أجمع على شرحنا له أهل الإسلام وسائر الأمة مذ بعث الله نبيه -صلى الله عليه وسلم – إلى وقتنا هذا … “
ومما ذكره في هذا الشرح:
ولا تشاور أحداً من أهل البدع في دينك، ولا ترافقه في سفرك، وإن أمكنك أن لا تقربه في جوارك.
ومن السنة مجانبة كل من اعتقد شيئاً مما ذكرناه ( أي: من البدع)، وهجرانه، والمقت له، وهجران من والاه، ونصره، وذب عنه، وصاحبه، وإن كان الفاعل لذلك يظهر السنّة ” [الشرح والإبانة ( ص 282 )]

*********
و قال الإمام أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمـن الصابوني – رحمه الله – حاكياً مذهب السلف أهل الحديث:
واتفقـوا مع ذلك على القول بقهر أهل البدع، وإذلالهم، وإخزائهم، وإبعادهم، وإقصائهم، والتباعد منهم، ومن مصاحبتهم، ومعاشرتهم، والتقرب إلى الله عز وجل بمجانبتهم ومهاجرتهم.” عقيدة السلف وأصحاب الحديث ( ص : 123 )
***********
وقال أيضاً: ” ويبغضون أهل البدع الذين أحدثوا في الدين ما ليس منه، ولا يحبونهم، ولا يصحبونهم، ولا يسمعون كلامهم، ولا يجالسونهم، ولا يجادلونهم في الدين، ولا يناظرونهم، ويرون صون آذانهم عن سماع أباطيلهم التي إذا مرت بالآذان وقرت في القلوب ضرّت وجـرّت إليها من الوساوس والخطرات الفاسدة ما جرّت، وفيه أنزل الله عز وجل قوله: {وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره} “(عقيدة السلف وأصحاب الحديث ( ص : 114-115 )
************
وقال الإمام البغوي رحمه الله :
((وفيه دليل ( أي حديث كعب بن مالك ) على أن هجران أهل البدع على التأبيد، وكان رسول صلى الله عليه وسلم خاف على كعب وأصحابه النفاق حين تخلفوا عن الخروج معه فأمر بهجرانهم إلى أن أنزل الله توبتهم، وعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم براءتهم، وقد مضت الصحابة والتّابعون وأتباعهم وعلماء السنة على هذا مجمعين متفقين على معاداة أهل البدعة ومهاجرتهم.)) شرح السنة (1/226-227).
************
وقال القرطبي –رحمه الله- نقلاً عن ابن خويز منداد:
((من خاض في آيات الله تركت مجالسته وهجر، مؤمناً كان أو كافراً، قال: وكذلك منع أصحابنا الدخول إلى أرض العدو ودخول كنائسهم والبيع ، ومجالسة الكفار وأهل البدع، وألا تُعتقد مودتهم، ولا يسمع كلامهم ولا مناظرتهم)). [التفسير 7/13].
*************
وقال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن آل الشيخ ضمن تحذيره من بعض الضالين من أهل البـدع مـن جهـة عمان،كانوا قد كتبوا أوراقاً للتلبيس على عوام المسلمين :
(( ومن السنن المأثورة عن سلف الأمة وأئمتها وعن إمام السنة أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل – قدس الله روحه – التشديد في هجرهم وإهمالهم، وترك جدالهم واطّراح كلامهم، والتباعد عنهم حسب الإمكان، والتقرب إلى الله بمقتهم وذمهم وعيبهم ))
مجموعة الرسائل والمسائل النجدية ( 3 / 111 ).

******************
وقال الشيخ سليمان بن سحمان – رحمه الله تعالى – في كتابه ((كشف الشبهتين )) ( ص : 37-48 ):
((واعلم رحمك الله أن كلامه وما يأتي من أمثاله من السلف في معاداة أهل البدع والضلالة ضلالة لا تخرج من الملّة، لكنهم شددوا في ذلك وحذّروا منه لأمرين:
الأول: غلظ البدعة في الدين في نفسها، فهي عندهم أجلّ من الكبائر ويعاملون أهلها بأغلظ مما يعاملون أهل الكبائر كما تجد في قلوب النّاس اليوم أن الرافضي عندهم ولو كان عالماً عابداً أبغض وأشدّ ذنباً من السنيّ المجاهر بالكبائر.
والأمر الثاني: أنّ البدعة تجر إلى الردّة الصريحة كما وجد في كثير من أهل البدع .))
ثمّ ذكر عدداً من أقوال أهل العلم ومواقفهم في معاملة أهل البدع من الهجر والتحذير والمباينة.
ثمّ قال:
((ولو ذهبنا نذكر أقوال العلماء لطال الكلام والمقصود التنبيه على أنّ هذا هدي رسول الله – صلى الله عليه وسلم-، وهدي أصحابه والتابعين لهم بإحسان هجر أهل المعاصي والبدع، ودرج على ذلك أفاضل العلماء من الأئمة الأعلام فمن أخذ بهديهم وسار بسيرهم، فقد سار على الصراط المستقيم)).

************
وقال الشيخ حمود التويجري – رحمه الله تعالى – في كتابه (( القول البليغ في التحذير من جماعة التبليغ )) ( ص : 31 -33 ):
((وقد كان السلف الصالح يحذرون من أهل البـدع، ويبالغون في التحذير منهم، وينهون عن مجالستهم ومصاحبتهم وسماع كلامهم، ويأمرون بمجانبتهم ومعاداتهم وبغضهم وهجرهم)).
***********
وقال الشيخ حمود التويجري معلقا على ما قاله أبو داود السجستاني – رحمه الله -:
قلت لأبي عبد الله أحمد بن حنبل: أرى رجلاً من أهـل السنة مع رجل من أهل البدع، أترك كلامه؟ قال: لا، أو تُعْلِمه أن الذي رأيته معه صاحب بدعة، فإن ترك كلامه وإلا فألحقه به، قال ابن مسعود: المرء بخدنه” طبقات الحنابلة ( 1/160 ) ، ومناقب أحمد لابن الجوزي ( ص : 250 ).

********************
وقال الشيخ حمود التويجري:
” وهذه الرواية عن الإمام أحمد ينبغي تطبيقها على الذين يمدحون التبليغيين ويجادلون عنهم بالباطل، فمن كان منهم عالماً بأن التبليغيين من أهل البدع والضلالات والجهالات، وهو مع هذا يمدحهم ويجادل عنهم؛ فإنّه يلحق بهم، ويعامل بما يعاملون به، من البغض والهجر والتجنُّب، ومن كان جاهلاً بهم، فإنه ينبغي إعلامه بأنهم من أهل البدع والضلالات والجهالات، فإن لم يترك مدحهم والمجادلة عنهم بعد العلم بهم، فإنه يُلحق بهم ويُعامل بما يُعاملون به.” القول البليغ ( ص : 230-231 ) .
************
وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين –رحمه الله-:
والمراد بهجران أهل البدع الابتعاد عنهم وترك محبتهم، وموالاتهم والسلام عليهم وزيارتهم وعيادتهم ونحو ذلك، وهجران أهل البدع واجب لقوله تعالى: (لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله) ولأن النبي –صلى الله عليه وسلم- هجر كعب بن مالك وصاحبيه حين تخلفوا عن غزوة تبوك)). [شرح لمعة الاعتقاد ص:110].
********************
ومن الشعر قول الإمام القحطاني –رحمه الله- في نونيته (ص:53):
(يا أشعريّة يا أسافلة الورى … يا عمي يا صمّ بلا آذان
إنّي لأبغضكم وأبغض حزبكم … بغضاً أقلّ قليله أضغاني
لو كنت أعمى المقلتين لسرّني … كيلا يرى إنسانكم إنساني)


فالافظل ان تدع هذا الجدال خصوصا في منتدى يزوره كثير من العوام
في راي تحذر وتبين وترد على من يلقي شبهات في المنتدى لكي لا تكتم العلم كما تقول افظل من فتح باب للمجادلة وتفتح باب اكثره شرا من نفعه
وان كنت ترى نفسك ذات حجة ونفس قوية وتملك من العلم ما يعينك على هداية الناس فالاولى لك بالمواقع المتخصصة بالرد على اهل الاهواء والمبتدعة وغرف البالتوك فهي انفع لاظهار الحق و محق الباطل . والله اعلم
وان اخطات فهو من نفسي وان اصبت فهو من فظل الله علي والله الموفق

اقتباس:
سئل الإمام أحمد رحمه الله عما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم : أن الله احتجز التوبة عن كل صاحب بدعة وحجز التوبة أيش معناه ؟ قال أحمد : لا يوفق ولا ييسر صاحب بدعة .
ووجه الدلالة من الحديث الأول أن المبتدع يلازمه وزر بدعته ووزر من عمل بها إلي يوم القيامة ، وهذا يعني أنه من الأخسرين أعمالا فلا توبة له ؛ لأن بدعته حالت بينه وبين التوبة ، وكذلك فإن ما روي عن أنس مرفوعا من حجب التوبة عن كل صاحب بدعة ، يدل على أن المبتدع محجوب عن التوبة والتوبة محجوبة عنه ؛ لأن بدعته قد أحاطت به والعياذ بالله .
ويعلل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عدم توبة أهل البدع والأهواء بقوله : لأن اعتقاد هؤلاء لبدعهم يدعوهم إلى ألا ينظروا نظرا تاما إلى دليل مخالفيهم من أهل الحق فلا يعرفون الحق ولهذا قال السلف : إن البدعة أحب إلى إبليس من المعصية . وقال أبو أيوب السختياني وغيره : إن المبتدع لا يرجع .
أما الشاطبي رحمه الله فيبرر عدم قبول توبة صاحب البدعة بقوله : أما أن صاحبها ليس له من توبة فلما جاء من قوله صلى الله عليه وسلم : إن الله حجب التوبة عن كل صاحب بدعة ، وعن يحيى بن أبي عمرو الشيباني قال : كان يقال : يأبى الله لصاحب بدعة بتوبة . وما انتقل صاحب بدعة إلا إلى أشر منها . ونحوه : عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : ما كان رجل على رأي من البدعة فتركه إلا إلى ما هو شر منه . خرج هذه الآثار ابن وضاح
(تحذير الأئمة العلماء لطلبة العلم من مجالسة ومناظرة أهل البدع والأهواء)


اقتباس:

بسم الله الرحمن الرحيم



إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا ً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما ً



أما بعد :



مساهمة مني ونصحا ً لي ولأخواني طلبة العلم في بيان حكم مجالسة أهل البدع ومناظرتهم لذلك فقد جمعت بعض أقوال أهل العلم في التحذير من مجالستهم ومناظرتهم مبينا ً أن الأصل في مناظرتهم أنها لا تجوز إلا بضوابط دقيقة لا تتحقق في كل عالم فضلاً عن طلبة العلم ، فمن أراد النجاة لنفسه والثبات على المنهج الواضح منهج النبي صلى الله عليه وسلم فعليه مجانبة أهل الأهواء لا يجالسهم ، ولا يناظرهم ، ويدعو إلى الحق ويبين السنة ((قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة ...)أي بعلم ويكثر من الدعاء (اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك) لأننا نرى كثيرا ً من الشباب قد تساقطوا في أحضان الحزبيين وأهل الأهواء بكافة أشكالها بسبب عدم التقيد بأقوال العلماء من جهة وإحسان الظن بالنفس من جهة أخرى فتراهم يجالسونهم ويناظرونهم ثم تتعلق الشبهة في القلب فلا يستطيع دفعها .



وأسميته :


(تحذير الأئمة العلماء لطلبة العلم من مجالسة ومناظرة أهل البدع والأهواء)


فهذا الإمام البربهاري رحمه الله تعالى في شرح السنة يقول وإذا أردت الإستقامة على الحق وطريق أهل السنة قبلك فاحذر الكلام وأصحاب الكلام والجدال والمراء والقياس والمناظرة في الدين فإن إستماعك منهم – وإن لم تقبل منهم – يقدح الشك في القلب ، وكفى به قبولا ً فتهلك ، وما كانت زندقة قط ، ولا بدعة ، ولا هوى ، ولا ضلالة ، إلا من الكلام والجدال والمراء والقياس ، وهي أبواب البدعة والشكوك والزندقة). أهـ

وقال رحمه الله في نفس المصدر: ( وقف عند متشابه القرآن ، والحديث ، ولا تقس شيئا ً ولا تطلب من عندك حيلة ً ترد بها على أهل البدع فإنك أمرت بالسكوت عنهم ، ولا تمكنهم من نفسك ، أما علمت أن محمد بن سيرين – في فضله- لم يجب رجلا ً من أهل البدع في مسألة واحدة ، ولا سمع منه آية من كتاب الله عز وجل ، فقيل له فقال :أخاف أن يحرفها فيقع في قلبي شيء) . أهـ

وقال رحمه الله تعالى...وإذا جاءك يناظرك فاحذره ، فإن المناظرة : المراء والجدال والمغالبة والخصومة والغضب – وقد نهيت عن جميع هذا جدا –وهو يزيل عن طريق الحق ، ولم يبلغنا عن أحد من فقهائنا وعلمائنا أنه ناظر أو جادل أو خاصم.قال الحسن البصري:الحكيم لا يماري ولا يداري في حكمته أن ينشرها إن قبلت حمد الله وإن ردت حمد الله.وجاء رجل إلى الحسن فقال :أنا أناظرك في الدين ، فقال الحسن :أنا عرفت ديني فإن ضل دينك فاذهب فاطلبه .وسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم قوما ً على باب حجرته يقول أحدهم: ألم يقل الله كذا؟ وقال الآخر : ألم يقل الله كذا ؟ فخرج مغضبا ً فقال : (أبهذا أمرتم ؟ أم بهذا بعثت إليكم أن تضربوا كتاب الله بعضه ببعض) فنهى عن الجدال.وكان إبن عمر يكره المناظرة ، ومالك إبن أنس ومن فوقه ومن دونه إلى يومنا هذا ، وقول الله عز وجل أكبر من قول الخلق قال تبارك وتعالى ((مايجادل في آيات الله إلا الذين كفروا)) أهـ

قال شيخ الإسلام أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني مبينا ً عقيدة السلف أصحاب الحديث ويبغضون أهل البدع الذين أحدثوا في الدين ما ليس منه ، ولا يحبونهم ولا يصحبونهم ولا يسمعون كلامهم ولا يجالسونهم ولا يجادلونهم في الدين ولا يناظرونهم و يرون صون آذانهم عن سماع أباطيلهم التي إذا مرت بالآذان وقرت في القلوب ضرت وجرت إليها من الوساوس و الخطرات الفاسدة ما جرت ".) أهـ




قال الإمام اللالكائي - رحمه الله - مبيناً خطر مناظرة أهل البدع, و ما تؤديإليه:

(فما جنى على المسلمين جناية أعظم من مناظرةالمبتدعة, و لم يكن لهم قهر و لا ذل أعظم مما تركهم السلف على تلك الجماعة يموتونمن الغيظ, كمداً و درداً, و لا يجدون إلى إظهار بدعتهم سبيلاً) . أهـ

و قال أبو المظفر السمعاني - رحمه الله - :

(و اعلم أنك متى تدبرت سيرة الصحابة و من بعدهم من السلف الصالح, و جدتهم ينهون عن جدالأهل البدعة بأبلغ النهي) أهـ




و قال الآجري - رحمه الله - بعد كلامه على هجر أهل البدع :

(فأن قلت: فلم لا أناظره و أجادله و أرد عليه قوله؟ قيل له: لا يُؤمن عليك أن تناظره و تسمع منه كلاماً يفسد عليك قلبك, و يخدعك بباطله الذيزين له الشيطان , فتهلك أنت) أهـ

وقال الشيخ أحمد النجمي(رحمه الله تعالى) في إرشاد الساري معلقا ً على كلام الإمام البربهاري رحمه الله تعالى : (.... لذلك أوصى المؤلف رحمه الله ، وحذر من الكلام والجدال والمراء ، والقياس ، والمناظرة في الدين وبين أنه كثيرا ً ما يقدح الشك في قلب المناظر ، فيهلك بسببه ، وأخبر أنه (ما كانت قط زندقة ، ولا بدعة ،ولا هوى ولا ضلالة إلا من الكلام والجدال والمراء والقياس وهي أبواب البدع والشكوك والزندقة) . أهـ



وقال الشيخ أحمد النجمي (رحمه الله تعالى) : (فمعنى ذلك أنك لا تتكلف الرد على المبتدع ، ولا تجهد نفسك بمحاورته ، ومناظرته ، فإنه يخاف عليك في ذلك ، وليس هذا يكون لكل الناس ، بل من أنس من نفسه القوة ، والقدرة ، والعلم على مناظرتهم بحجج يقرعهم بها كما فعل شيخ الإسلام إبن تيمية ، فالظاهر أن ذلك جائز ، وبالله التوفيق). أهـ

وقال ربيع السنة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي في شرح عقيدة السلف الصالح مبينا ً حال أهل البدع حيث قال منهم دعاة لا يجالسون ولا يناظرون إلا في حال الضرورة وإلا للمصلحة ، فلا يجوز أن تدخل معهم في جدال ، لا يجوز أن تدخل مع الروافض في جدال خاصة إذا كنت ضعيفا ً ، لا تدخل مع الصوفي في جدال خاصة ً إذا كنت ضعيفا ً ، إلا إذا كان رجل متمكن من العلم والدين وقيام الحجة ، وعنده ذكاء ونباهة ، ورأى مصلحة في مناظرتهم فيناظرهم ((وجادلهم بالتي هي أحسن ))فهناك جدال مشروع ، الله ماسد الأبواب مائة بالمائة، فإذا كانت لنا طريق إلى إقامة الحجة وهداية الناس إلى الخير فنسلكها ، وهذا الذي تناظره قد لا يستفيد لكن غيره قد يستفيد. وأما الضعفاء فلا ، وحتى من العلماء من يكون ضعيفا ً ومن تخطفه الشبهةوهو عالم ، يكون عالما ً لكن شخصيته ضعيفة فيضعف أمام أهل البدع ولو كانوا أصغر منه وأقل منه علما ً ! وقد حصل لكثير من المنتمين إلى السنة والحديث من التغير بسبب ضعفهم ومخالفتهم لمنهج السلف، فمثلا ً :

-عبدالرزاق كان من كبار أهل الحديث ، إنخدع بجعفر بن سليمان الضبعي فأوقعه في التشيع!

البيهقي كذلك ، من كبار أهل الحديث وعلمائهم ، إنخدع ببعض الأشاعرة كابن فورك وأمثاله فوقع في الأشعرية !

أبو ذر الهروي ، كان من كبار أهل الحديث ، ومن الرواة لصحيح البخاري ، وله عناية عظيمة بالحديث ، وألف الإلزامات على الصحيحين وهو تلميذ الدارقطني ، سمع الدارقطني رحمه الله يثني على الباقلاني فاغتر به فأحبه ، فوقع في شيء من الأشعريات ، فذهب بها ونشرها في المغرب – وكان في مكة –فانتشرت العقيدة الأشعرية في المغرب عن طريقه!

هذه بعض الأمثلة وإلا فهي كثيرة جدا .

وفي هذا العصر!كم ضاع من الشباب على أيدي أهل البدع ؟!كم من الشباب ومن الكهول ومن خريجي الجامعات انخدعوا بأهل البدع فوقعوا في أحضانهم ؟!انخدعوا بالأحزاب فوقعوا في أحضانهم !لماذا؟ لأنهم ما أخذوا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم ((فإذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم)).

القوي يدعو أهل البدع يدعو النصارى ، لا بد من الدعوة إلى الله عز وجل ، لا بد أن يكون علماء أقوياء ينشرون دين الله وإذا دعت الحاجة للمناظرة يناظرون حتى تقوم الحجة وينتفع من ينتفع . وأما الضعفاء فلا ، والله لو كان عالما ً وهو ضعيف يجب عليه أن يتجنب أهل البدع.

ولهذا قال المصنف رحمه الله (الصابوني) ولا يجادلونهم في الدين ولا يناظرونهم )على التفصيل الذي ذكرته لكم ، قد تدعو الحاجة والمصلحة إلى المناظرة فيناظر ، والقرآن بيّن ذلك ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن)(ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين )

لكن من هؤلاء ؟ هم الأكفاء وليس كل من هب ودب ، فكثير من الناس ينخدع بنفسه ويقول : أنا أدخل مع هؤلاء القوم لأصلحهم ! ثم لا تراه إلا وقد جرفوه وصار معهم !كثير كثير! فهذه الأصناف لا تتصدى لمناظرة أهل البدع ، لأنهم يغلبونهم بالشبه والحيل والمكر والكيد وحتى بالإغراء بالمال!) أهـ




والله تعالى أعلم




(اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك أنت تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم)





وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم