منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الخيمةُ الرمَضَانية [8] / نعمةُ القدوس - 1434/2013 ~ رمَضانُكمْ صحّة !
عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-07-17, 12:09   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
نعمة القدوس
عضو فضي
 
الصورة الرمزية نعمة القدوس
 

 

 
الأوسمة
أفضل تصميم المرتبة الاولى 
إحصائية العضو










Icon24 فاذكروني أذكركم

((شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ))
إنّ رمضانَ شهرُ القرآن فالواجبُ علينا أن نقرأ القرآن في هذا الشهر وأن نُكثر من ذلك، ويحكي الشيخ عائض القرني في كتابه (أقبلتَ يا رمضانُ) فيقول:

فها هو السلف الصالح يشغل نفسه بالقرآن عن العبادات الأخرى، فهم علموا ما به من الفائدة والهداية والرحمة والسكينة، لذلك كانَ مستحبّا من المسلم أن يختمَ القرآنَ في شهر رمضانَ مرّة أو أكثر من مرّة بحسبِ ما يقدر.
وهذا صلى الله عليه وسلم خير إمام وخير قدوة للناس أجمعين يدعونا للقرآن، فقد كتب عليه عائض القرني في كتابه:

***

إذن، فمن أفضل العبادات التي نتقرّب بها إلى الله هي قراءة القرآن.




هذا القرآن الذي بين أيدينا أعظم كتاب أنزله الله عز وجل،
هو خاتم الكتب، به نسخت كل الأديان السابقة وكل الكتب السماوية،
كتاب الله المحفوظ تكلّم به الله عز وجل وتُعبّد بقراءته.

هذا القرآن ما أنزله الله عز وجل لنتزين به أو نحفظه في المصاحف
ونضعه هكذا أو كما يظن البعض أن المصحف يعلق على الطفل ليحفظه به.

ما أنزل الله القرآن من أجل هذا !
إنما أنزل القرآن ليُقرَأ ويتدبّره الناس ويعملوا به ويحتكموا إليه،
لهذا أنزل الله عز وجل القرآن (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ)
ما أنزل الله القرآن إلا لأن يتدبّر.


هذا ما قال الشيخُ نبيل العوضي عن القرآن.





وقد يسأل أحدنا... وكيف يتدبّر المسلم القرآن ؟ فكانت الإجابة من الشيخ كالتالي – بارك الله فيه -:
- أن يقرأ القرآن وهو يعظّمه، يعرف ماذا يقرأ، يعظم الله عز وجل، هذا كلام الله، هل تعرف ماذا تقرأ ؟ تقرأ الكلام الذي قاله الله جلّ وعلا، وأنزله على جبريل إلى محمد صلى الله عليه وسلم، أنت تقرأ كلام الله، عظّم الله وعظّم كلامه جل وعلا.
- وأن يرتل الإنسان القرآن ترتيلا، يعني أن يقرأه بهدوء، لا يسرع، قفوا عند عجائبه، حرّكوا به القلوب، افهموه، لا يكن همّ أحدكم آخر السورة، مثل بعض الناس "متى أخلّص... متى أخلّص"، لهذا أنزل القرآن، والله لأن تتدبّر عشر آيات تقرؤها، تتدبّرها، تعمل بها، خيرٌ لك من أن تقرأ جزءً كاملا بلا فهم ولا تدبّر ! إذن تمهّل (وَرَتِّلِ القُرْآنَ تَرْتِيلاً) وهكذا كان يفعل الصحابة رضي الله عنهم.
- حاول أن تفهم ما تقرأ، يعني لما تقرأ سورة من سور القرآن إفهم ما معنى (غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ) ما معنى (الفَلَق)، ما معنى (نفَّاثَاتٍ)، ما معنى (العُقَد)؟ لمّا تفهمُ المعاني تخشع وأنت تقرأ، تتدبّر ! أغلب العرب اليوم لا يفهمون القرآن، هذا شيء غريب مع أن القرآن عربي، أنزله الله عربيا، والكلام عربي، وللأسف العرب لا يعرفون معانيه، حاول أن تقرأ مفردات، معانٍ ولو بشكل عام، هذا يعينك على التدبّر.
- حاول أن تُحسّنَ الصوت، فالماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، شوف النبي صلى الله عليه وسلم لما كان يقرأ الفاتحة، كان يقرأ آية آية، ويقف (الْحَمْدُ للهِ ربّ العَالمِينْ*الرَّحمَانِ الرَّحِيم) ثم يقف، لأن الله يقول (حمِدني عبدي)، فقط تخيّل هذه الكلمة وشوف كيف تتدبّر الفاتحة (الرّحمنِ الرَّحِيم) يقف (أثنى عليّ عبدي) (مَالِكِ يومِ الدِّين) (مجّدني عبدي). يا الله، يا ربّ. سبحانه وتعالى يستمعُ إليك، الرب يجيبُك جلّ وعلا (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإيَّاكَ نَستَعِين) (هذا بيني وبين عبدي) شفت هذا الشعور يجعل الإنسان يقرأ القرآن، يتدبّر القرآن (أَفَلا يتَدَبَّرونَ القُرآنَ) اقرإ القرآن بتدبّر، وإياك، إياك أن يُجعَل على قلبك ران أو يقفل القلب ويغلق، فلا يتدبر شيئا من كتاب الله عز وجل.
عندما يستشعر القارئ القرآن
أو يتخيّل أنه يقرأ هذا القرآن أمام المعلّم الأول،
أمام من علّمنا هذا القرآن، أمام محمد صلى الله عليه وأله وسلم،
تخيّل لو أنك تقرأ القرآن الآن وهو أمامك !
كيف ستقرأه ؟
كيف ستُجوّده ؟
كيف ستُرتّله ؟
كيف ستقف عند كل آية وتتدبّر ؟

لهذا قال أبو موسى الأشعري عندما علم أن النبي كان يستمع إليه
قال لو كنت أعلم أنك تستمع إلي، لحضّرته لك تحضيرا،
هذا مما يدعو إلى تدبر القرآن والتوقف عنده، لا كما يفعل بعض الناس اليوم،
يقرأ قراءة كما يقرأ الشعر، كما يقرأ جريدة، كأنه يقرأ قصصا، أو روايات للناس،
ولا كأنه يقرأ كلاما لو أنزل على جبل لتصدّع.



تريد أعظم من هذا ؟
تخيل لو قرأت القرآن أمام من تكلم به،
أمام الخالق جل وعلا، أمام الواحد،
أمام الله بعظمته جل وعلا، تخيّل أنك تقرأ القرآن أمام الله،
وسوف يأتي هذا اليوم يا صاحب القرآن،
سيأتي عليك هذا اليوم تقرأ في القرآن أمام الله جل وعلا
والملائكة كالشهود في ذلك المشهد العظيم يقال لكَ:
(( اقرأ ورتّل وارتقِ، اقرأ ورتل كما كنت ترتل في الدنيا))

(اللَهُ نَزَّلَ أحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَبهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُنُوبُ الّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهمْ وقُلُوبُهم إِلَى ذِكْرِ اللهِ)،

فقط أريدك أن تتخيّل وأنت فاتحٌ المصحف اليوم في المسجد،
أو في بيتِكَ، أو حتى من الجوّال قاعد تقرأ،
أريدك أن تتخيل يوما من الأيام ستقرأ بهذه القراءة أمام خالقك جل وعلا،
هل ستقرؤه كما تقرؤه الآن ؟
هل سينصرف ذهنك ؟
أم أنك ستبكي والعينانُ تدمعان ؟
والقلب يخشع، أم أنك ستقرأ والجلد يقشعّر، وأنت تقرؤه أمام خالقك !


اقرأ، اقرأ وارقَ ورتّل كما كنتَ تُرتّل في الدنيا.
من الآن،
جهّز نفسك لهذه اللحظات،
من الآن تدبّر ،
من الآن افهم،
من الآن اقرأ التفسير لأنك ستقرؤه يوم القيامة خاشعا أمام الله

(أَفَلا يَتَدَبَّرونَ القُرآنَ أمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفاَلُهَا)

نسأل الله أن يعيننا على فهم كتابه وقراءته كما أُنزِل،
وتدبّره فإن لنا موعدا لنقرأه أمام الله !


القرآن هو القرآن والآيات هي الآيات والكلمات هي نفسها،
لكن الفرق بين قارئ وقارئ، هذا هو الفرق،
الفرق بين بعض سلف الأمة لما نسمع قصصهم وهم يقرؤون القرآن كيف كانوا يبكون ويتأثرون
وبين بعض حال الناس هذه الأيام ممن يقرأ القرآن وربما يضحك،
وربما يقرأ القرآن ولا يعرف ماذا قرأ،
وربما يقرأ آيات الجنة ويمر على آيات النار ولا يحتزّ قلبه أبدا،
بل لا يتأثر !
الفرق ليس في القرآن، الفرق فيمن يقرؤه
وبعبارة أدق، الفرق بين قلوبهم وقلوبنا نسأل اللهَ العافية.





لم أرد أن أزيدَ على كلام هذا الإنسانِ الفاضل، فكلامه درر ما شاء الله تباركَ الله، وما هي إلا كلماته من برنامج "شواهد" اجتهادًا مني كتبتُها لكم لتُفيدكم كما أفادتني بارك الله فيكم.
هيّا أحبّتي نعاهد أنفُسنا على أن نتدبّر القرآن، فنتوضأ بنية قراءة وترتيل القرآن ونختارَ مكانا هادئا فارغا من الملهيات كالتلفاز وإطارات الصور والناس من العائلة والحاسوبِ، والهاتف النقال وغيرها...
ونجلس متربعينَ مقابلينَ القِبلة والمصحف الشريف في حِجرنا، نفتحُهُ على آياتٍ نُفضّلُها ولها مكانة كبيرة على قلوبنا، بالرغم من أنه يجب أن يكونَ المصحف كاملا غاليا على قلوبنا وليس آيات فقط.
ونستعيذ بالله من الشيطان الرجيم كما جرتِ العادة ونسمّي الله، ونقرأ من المصحف تلك الآيات بهدوء ونستشعر تلك المعاني، حتى لا نعودَ نحسّ بانقضاء الوقت ولا بوجودنا في هذه الدنيا، فتخشعَ قلوبنا وأبصارُنا وأسماعُنا مع هذه الآياتِ، فتنشرح صدورنا وتطيبَ حياتُنا.

انتهى












رد مع اقتباس