أجمع العلماء قاطبة علماء أهل السنة أن الإيمان اعتقاد و قول و عمل و في قولهم هذا يدخل الإيمان المطلق و مطلق الإيمان و الإيمان التام و الإيمان الناقص و إيمان العاصي و يدخل فيه إيمان الأنبياء و الأتقياء فلا بد من كل إيمان أن يكون اعتقاد و قول و عمل و الناس فيه ذلك متفاوتون
و أنتم تقولون لا بل يوجد إيمان بلا عمل فأي عناد اكبر من هذا و اي مخالفة للإجماع أعظم من هذه...........
فالإيمان لا بد ان يكون قول و عمل و إن كان أدنى أدنى مثقال حبة من خرذل.
و ما احسن ما وقفت عليه من تمثيل بعضهم للإيمان بالماء
فالماء حقيقة مركبة من اكسجين و هيدروجين و الماء لا يكون ماءا إلا باجتماع الهيدروجين و الأوكسجين و إن كان في أدنى أدنى أدنى قطراته
و لو وضع الواحد منا قطرة صغيرة من الماء في جرة كبيرة فكان يحق أن يقول لا ماء في الجرة لأن الأكثر هو الهواء فيها
و لكن الحقيقة أنه يوجد مثقال ذرة من ماء و هي مركبة من اكسجين و هيدروجين فالماء لا يخرج مطلقا عن هذه الحقيقة و لو كان في ادنى الأدنى
هذا مثال لفهم كلام السلف بقولهم الإيمان قول و عمل
فهل قولهم أن الإيمان قول و عمل لا يشمل ذلك الأدنى الأدنى الذي ينجي صاحبه من الخلود في النار
فإذا قلتم لا يشمله فقد طعنتم في السلف و اجماعهم على أن الإيمان قول و عمل بل طعنتم في علمهم
و إذا قلتم يشمله قولهم و اجماعهم على أن الإيمان قول و عمل فقد خصمتم أنفسكم
فما سمي ايمانا فهو عند السلف قول و عمل و على هذا اجماعهم و ما سمعنا و علمنا عن أحد من السلف قال أنه يوجد إيمان بلا عمل بل قالوا يوجد غيمان مع ترك بعض العمل
ثم جاء قولهم و هو توكيد و زيادة بيان فقالوا (لا تجزي واحدة عن الأخرى) أي فلا عمل بلا قول و لا قول بلا عمل و هو نظير قولنا في الماء (لا يجزيء الهيدروجين عن الأوكسجين)
فهذا مثال لتقريب الفهم و ضرب المثال للتقريب نهج و سبيل القرآن و السنة