منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - كاتب ضبط خرج و لم يعد
عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-05-18, 23:40   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
فاي داي
عضو جديد
 
الصورة الرمزية فاي داي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي كاتب ضبط خرج و لم يعد

دقت الساعة السابعة صباحا استيقط محمود من نوم عميق , غط فيه بعد يوم شاق .

فنجان قهوته الساخن أمامه , زوجته تضع السكر له , و مع كل ملعقة تضعها في الفنجان يسبح محمود بخياله إلى عالم لا حدود له .

أصبح يقول في نفسه , اليوم سنبدأ النزال و سيكون أول يوم في حرب الكرامة و العزة و الشرف , لن ألتحق بالعمل , سأعلن أني مضرب عن العمل مع بقية الزملاء , لابد من أن أقول كلمتي و ألتحق بالركب ,.... عندها يلقي نظرة على ساعته .. ليقوم مسرعا و هو يقول , الزملاء في الانتظار لابد من الإسراع .

كان محمود يكلم نفسه, لم ينتبه لفنجان القهوة الذي برد و أصبح غير صالح للشرب
نهض من مكانه , حمل معطفه و علاقة مفاتيحه و هم بالخروج .

عند الباب سمع امه تتمتم له بالدعوات مثل كل يوم ,...( ربي يغنيك و يحفظك و يبعد عليك أولاد الحرام ......) فرح و خرج مسرعا .

في الطريق أخد يحلم من جديد , زيادة راتب , تغير في المنصب أكيد سأترقى بالأقدمية هذا أمر لا بد منه لأنه مطلب من مطالب الحرية , قد يزيدون و يسلمون لي مسكنا , ياليته يكون في الطابق الأرضي فأمي عجوز لا تستطيع صعود السلالم .

آآآآآآآآآآآى خويا شوف قدامك ( كلمات قالها له أحد المارة اصطدم به بالطريق ) ............. أسف , يقول له فلم أرك و بالفعل لم يره , لأنه كان شارد الدهن .

واصل محمود طريقه ليصل إلى أبواب المحكمة , و هو مختال فرح , الكل سيكون واقف في الساحة أو في قاعة الجلسات معتصم أمر مؤكد فالبيان كان واضح و صريح يوم أمس لا عمل لا مكتب و لا جلوس بالمنصب الكل لابد أن يقف و يعتصم .

أخد محمود في التقدم و مواصلة المسير و هو مندهش للحركة داخل المحكمة كل الشبابيك مفتوحة , و المواطنون يتنقلون بكل حرية , لاأحد معتصم و لا أحد بعيد عن المكتب يجلس , الجميع يطئطئ الرأس ............غريب كلمة يمشي و يرددها محمود

تقدم إلى مكتبه , سأل زميله , هل من جديد , هل بدأ الإضراب ؟

رد صديقه أسسسسسسسسسسسسس لا تتفوه بهذه الكلمة , الم ترى الكاميرات المعلقة , و الناس الواقفة تحرس بشراسة ,لقد تم إعلان الغاء الإضراب و خصم الراتب الشهري لكل من قرر الإعتصام .

نهض محمود عندها .و هو يردد لا إضراب , لا زيادة بالراتب لا سكن وظيفي لا ترقية لا كرامة و لا احترام .... سار حينها أمام الجميع ليخرج من باب المحكمة و يضيع و سط الزحام , ليحلم من جديد , المشكلة أن لا أحد يعرف أين هو اليوم و ما مآل أحلامه فقد رحل إلى عالم الخيال و لم يعد لبيته منذ
ذلك اليوم .









 


رد مع اقتباس