منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - من لهجتنا الجميلة 4
عرض مشاركة واحدة
قديم 2007-09-20, 18:02   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
aiche
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
لا شكر على واجب أخي حكيم، نحن هنا لنتعاون ونكمّل بعضنا البعض ليستفيد الجميع
- ما قلته صحيح أننا نوظف كثيرا النحت في كلامنا ، وهو يظهر جليا في الألقاب-كما تكرمت- وخاصة في المناطق البدوية وبالأخص المناطق الصحراوية التي يصبّ كلامها في بوتقة اللغة العربية الفصحى.

- أما عن الاستفسارين اللذين طرحتهما، فقد تباينت مواقف العلماء المحدثين و القدامى من النحت، وبما أنك اثرت توظيف النحت في مصطلحات حديثة، سنقف عند المحدثين الذين اختلفوا حول توسيع دائرة النحت للتغلب على ترجمة الاصطلاحات والكلمات التي تتطلبها المجالات العلمية والمستجدات في الحقول الاقتصادية والصناعية والاجتماعية، ويمكن أن نصنف العلماء بحسب موقفهم من توسيع دائرة النحت إلى ما يلي:

(أ) الرافضون: هؤلاء يرون أن النحت ظاهرة قائمة على ما سمع عن العرب، ويرفضون جعله قياسيا لأنه لا يناسب جرس العربية وقوالبها، ومن هؤلاء:

إنستاس الكرملي، الذي يقول إن العربية لغة اشتقاقية قادرة على تلبية كل المتطلبات اللغوية من الأسماء والاصطلاحات، لذا لا نجد علماء العصر العباسي وما بعده يعتمدون عليه في اصطلاحاتهم، ولكن العرب لا تنحت إلا الألفاظ التي يتكرر ورودها على ألسنتهم.

مصطفى جواد، وكان من أشد الرافضين لاعتبار النحت ظاهرة قياسية. والنحت في رأيه من خصائص اللغات الهندية الأوروبية وليس من سمات العربية، وتوسيع ابن لفارس لدائرته كان بسبب تأثير أصله الفارسي.

(ب) المتحمسون يرون أن هناك حاجة ملحة لنقل المصطلحات العلمية من اللغات الأوروبية التي تمتلك الآن زمام العلوم والمخترعات، ويرون أن كثيرا من هذه المصطلحات موجودة على شكل منحوتات في لغاتها، ومهما توسعنا في الاشتقاق لن نستطيع سد النقص في هذا المجال. ومن الذين تحمسوا إلى استغلال ظاهرة النحت وطالب بتوسيعه والاعتراف بقياسيته:

ساطع الحصري الذي يقول إن العلماء يعتقدون أن النحت أسهم إسهاما عظيما في تكوين اللغة وهو مصدر معظم الأفعال الرباعية والخماسية.، والاشتقاق وحده غير قادر على تلبية حاجاتنا إلى المصطلحات لأنه محدود بأوزان وقوالب معينة.

إسماعيل مظهر الذي يقول إن كل اللغات الحية تدل على أنها لغات اشتقاقية في الأصل وقد لجأ أهلها إلى النحت ليتمكنوا من تسمية أشياء كثيرة، والعربية لا تختلف عن ذلك.

(جـ) المعتدلون: يرون أن العربية لغة غنية بما يقدمه الاشتقاق لها من إمكانيات تتواءم مع طبيعتها وجرسها وقوالبها، ولكن قد يكون هناك اصطلاحات علمية يصعب وجود مقابل لها يؤدي معناها العلمي الدقيق، لذا يمكن في هذه الحالة الاستعانة بالنحت في أضيق نطاق مع توفر الشروط التالية:

1- ألا يكون اللفظ المنحوت نابي الجرس عن سليقة العرب.

2- أن يكون على وزن من الأوزان العربية.

3- أن يؤدي حاجة اللغة من إفراد وتثنية ونسب.

ويمكن عد مجمع اللغة العربية من هذه الفئة لأن قراره الذي صدر في هذا الشأن يشير إلى أنه يجوز أن ينحت من كلمتين أو أكثر اسم أو فعل عند الحاجة، على أن يراعى ما أمكن استخدام الأصلي من الحروف دون الزوائد وأن يكون المنحوت موافقا للأوزان العربية.

- أما فيما يخص تصويبك لما ذهبت أنا إليه، فقد يكون ماذهبت أنت إليه صحيح، لكن الصيغة التي أوردتها(أنا) لا أقصد بها الوسيلة وإنما أيضا السؤال عن الحال أي كيف تتيسر لي رؤيتك؟ أو كيف لي أن أراك ؟بأي وسيلة أراك؟ أو كما تفضلت:وعلى أي شيء أراك؟
ولعلمك أنه لا يمكن الجزم دائما بأصل اللفظة، فلابد من إلباس اللفظة الواحدة أكثر من ثوب وإعطائها صفات عديدة، حتى نتوصل إلى الصورة الأصلية أو على الأقل الصورةالتقريبية
لكن الصورة التي وضعتها أنت تبدو الأقرب إلى الصواب -والله أعلم-
بارك الله فيك أخي حكيم، تقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام -أمين-










آخر تعديل aiche 2007-09-20 في 18:08.
رد مع اقتباس