منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - فكر سيد قطب هو قاعدة انطلاق كل الحركات التكفيرية.
عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-05-19, 17:47   رقم المشاركة : 24
معلومات العضو
ـ‗جواهرودررالسلف‗ـ
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

تتمة لكلام الشيخ ابن العثيمين رحمه الله
[ انظر إلى سوء الفهم ، والاستدلال بالنصوص في غير مواضعها]
قال ابن عباس : وأتيت قوماً لم أر قوماً قط أشد اجتهاداً منهم ، مسهمة وجوههم من السهر ، كأن أيديهم وركبهم تثنى عليهم .
[لا تلازم بين مظاهر الصلاح وشدة الاجتهاد في العبادة وبين صحة المنهج والهداية للحق] .
قال : فمضى من حضر ، فقال بعضهم : لنكلمنّه ولننظرنّ ما يقول .




فقلت : أما قولكم حكم الرجال في أمر الله ، فأنا أقرأ عليكم ما قد رد حكمه إلى الرجال في ثمن ربع درهم في أرنب ونحوها من الصيد فقال : ) يا أيها الذين آمنوا لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم .. إلى قوله يحكم به ذوا عدل منكم (. فنشدتكم الله [خطابٌ مؤثر ، يحرك العواطف ، ويستثير الإيمان والخوف من الله] أَحُكْمُ الرجال في أرنب ونحوها من الصيد أفضل أم حكمهم في دمائهم وصلاح ذات بينهم؟ . وأن تعلموا أن الله لو شاء لحكم ولم يصير ذلك إلى الرجال . وفي المرأة وزوجها قال الله عز وجل : ) وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكماً من أهله وحكماً من أهلها أن يريدا إصلاحاً يوفق الله بينهما (فجعل الله حكم الرجال سنة مأمونة .
قال : أخرجتُ عن هذه؟ [ تحقق من زوال الشبهة عند المخالف]
قالوا : نعم .
قال : وأما قولكم قاتل ولم يسب ولم يغنم ، أتسْبُون أمكم عائشة ثم تستحلون منها ما يُسْتَحَل من غيرها؟ فلئن فعلتم لقد كفرتم وهي أمكم ، ولئن قلتم ليست أمنا لقد كفرتم فإن الله يقول : ) النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم ( . فأنتم تدورون بين ضلالتين أيهما صرتم إليها صرتم إلى ضلالة . [محاصرة المخالف ، وبيان فساد رأيه بناءً على اللوازم الفاسدة المترتبة على القول به ] .
قال : فنظر بعضهم إلى بعض !![إشارة إلى وصول المخالف إلى درجة الشك والتردد] .
قال : أخرجت من هذه؟
قالوا : نعم .
قال : وأما قولكم محا اسمه من أمير المؤمنين فأنا آتيكم بمن ترضون وأريكم ، قد سمعتم أن النبي صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية كاتب سهيل بن عمرو وأبا سفيان بن حرب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمير المؤمنين اكتب يا علي : هذا ما اصطلح عليه محمد رسول الله . فقال المشركون : لا والله ما نعلم إنك رسول الله لو نعلم إنك رسول الله ما قاتلناك . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اللهم إنك تعلم أني رسول الله ، اكتب يا علي هذا ما اصطلح عليه محمد بن عبد الله . فوالله لرسول الله خير من علي وما أخرجه من النبوة حين محا نفسه

قال ابن عباس : فرجع من القوم ألفان وقتل سائرهم على ضلالة ". اهـ
وهكذا .. كان من ثمرات هذا الحوار الهادف الذي قام به أحد علماء الأمة -وهو رجل واحد فقط- أن رجع ثلث هذه الفئة عن باطلهم ، وتخلوا عن أفكارهم ، وهذا مكسب كبير في القضية ، ناهيكم عن زعزعة فكر من بقي من هذه الفئة ، ونقلهم من دائرة القناعة التامة إلى دائرة الشك والتردد ، وهذا مكسب آخر بلا شك .

جابر بن عبد الله والخوارج :
وهذه حادثة أخرى رواها الإمام مسلم في صحيحه ، وكان الحوار فيها بين الصحابي الجليل جابر بن عبد الله الأنصاري وبين بعض من بدأت عندهم نزعة الخوارج .
عن يزيد الفقير قال : كنتُ قد شَغَفَنِي رأي من رأي الخوارج ، فخرجنا في عصابة ذوي عدد نريد أن نحج ، ثم نخرج على الناس .
قال : فمررنا على المدينة فإذا جابر بن عبد الله يُحدِّث القوم جالس إلى سارية ، عنرسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : فإذا هو قد ذكر الجهنَّميِّين [أي الذين يخرجهم الله من النار بشفاعة الشافعين ، وهذا يخالف مذهب الخوارج لأنهم يرون أن أهل الكبائر مخلدون في النار ، وأنهم لا تنفعهم الشفاعة] .
قال : فقلتُ له : يا صاحبَ رسول الله ، ما هذا الذي تُحدِّثون؟ والله يقول : ) إِنَّكَ مَن تُدْخِلِالنَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ (, و ) كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَاأُعِيدُوا فِيهَا ( ، فما هذا الذي تقولون؟ [خطأ في فهم الآيات ، وإنزالها على غير ما نزلت فيه] .
قال : فقال : أتقرأُ القرآنَ؟ [تقرير لمرجعية الحوار ، وهو الكتاب والسنة] .
قلتُ: نعم .
قال: فهل سمعت بمقام محمد عليه السلام ، يعني الذي يبعثه فيه؟
قلتُ: نعم!
قال : فإنَّه مقام محمد صلى الله عليه وسلم المحمود الذي يُخرج اللهُ به مَن يُخرج . قال : ثمَّ نعتَ وضعَ الصِّراط ومرَّ الناس عليه ، قال: وأخاف أن لا أكون أحفظ ذاك. قال: غير أنَّه
قد زعم أنَّ قوماً يخرجون من النار بعد أن يكونوا فيها ، قال : يعني فيخرجون كأنَّهم عيدان السماسم ، قال: فيدخلون نهراً من أنهار الجنَّة فيغتسلون فيه ، فيخرجون كأنَّهم القراطيس .
قال يزيد : فرجعنا، قلنا: وَيْحَكم !! أَتَروْنَ الشيخَ يَكذِبُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟! فرجعنا، فلا والله! ما خرج منَّا غيرُرَجل واحد .
أقول : وهذه صفحة أخرى من صفحات الحوار الهادف ، وقى الله بسببها هذه العصابة -عدا أحدهم- من مغبة الخروج .

ابن عثيمين يحاور إحدى الجماعات المسلحة :
مع بداية ظهور هذه الأعمال ، كان موقف الشيخ العلامة محمد بن عثيمين رحمه الله –كغيره من مشايخنا- واضحاً لا غموض فيه .
ومن كلماته الرصينة حول بعض هذه الأفعال المتهورة قوله :" ولما ظهرت قضية الإخوان الذين يتصرفون بغير حكمة، ازداد تشويه الإسلام في نظر الغربيين وغير الغربيين، وأعني بهم أولئك الذين يلقون المتفجرات في صفوف الناس زعماً منهم أن هذا من الجهاد في سبيل الله،والحقيقة أنهم أساؤا إلى الإسلام وأهل الإسلام أكثر بكثير مما أحسنوا .
ماذاأنتج هولاء ؟ أسألكم هل أقبل الكفار على الاسلام أو ازدادوا نفرة منه ؟
ازدادوانفرة منه. وأهل الإسلام يكاد الإنسان يغطي وجهه لئلا ينسب إلى هذه الطائفةالمرجفة المروعة والإسلام بريء منهم، الإسلام بريء منهم. حتى بعد أن فُرِضالجهاد ما كان الصحابة يذهبون إلى مجتمع الكفار يقتلونهم أبداً إلا بجهاد له راية من ولي قادر على الجهاد. أما هذا الإرهاب فهو والله نقص على المسلمين ، أقسمبالله . أننا نجد نتائجه ، ما فيه نتيجة أبداً بل هو بالعكس فيه تشويهالسمعة .
ولو أننا سلكنا الحكمة فاتقينا الله في أنفسنا وأصلحنا أنفسنا أولاًثم حاولنا إصلاح غيرنا بالطرق الشرعية لكان نتيجة هذا نتيجة طيبة" ا هـ .



وههنا حوار مثير جرى بين الشيخ وبين إحدى الجماعات المسلحة في الجزائر على مدى يومين في أوائل رمضان 1420هـ .. وبقطع النظر عن الفوارق بين الأطراف المختلفة والظروف البيئية ، واختلاف الأحوال بين بلد وآخر ، فإن ما يهمنا من هذا النقل هو أصل الحوار ومنهجية الشيخ في احتواء المخالف والرد عليه .
وفيما يلي أورد مقتطفات من هذا الحوار الهاتفي الطويل ، والذي ورد ضمن كتاب (فتاوى العلماء الأكابر) .
- السائل : نُعلمكم أنَّ الذي يُخاطبكم الآن هم إخوانك المقاتلون ... ونحن طبعاً سننقل كلامَكم إن شاء الله عزَّ وجلَّ إلى جميع إخواننا المقاتلين في هذه الجماعة وغيرها أيضاً ... ومن جهة أخرى، فإنَّ الكثير من الإخوة مِمَّن بلغَتْهم نصيحتكم وقعت لهم شبهةٌ حالت دون الاستجابة لِماَ دعوتم إليه، فكان لابدَّ إذاً من إجراء هذا الحوار الجديد مع فضيلتكم؛ أملاً أن نتمكَّن من خلاله من الإجابة على جميع التساؤلات المطروحة، وإزاحة جميع الشُّبه، وبيان الحقِّ البواح؛ حتى نصبح على مثل المحجَّة البيضاء، لا يزيغ عنها إلاَّ هالك [النصيحة والبيان العام أمر هام ، لكن تأثيره محدود ، ولا يمكن أن يصل إلى قوة تأثير الحوار المباشر في الإقناع وتفنيد الشبه لدى المخالف] .
وعلى هذا الأساس، فإنَّنا نلتمس من سماحتكم حفظكم الله إعطاءنا أكبر قدر من وقتكم، وأن تُسهِبوا في الشرح والبيان؛ لأنَّه لا يخفى عليكم يا شيخنا أنَّ الإخوة عندنا قد رسَّخَتْ فيهم سنواتُ القتال أفكاراً وعقائد ليس من السهل يا شيخ ولا من البسيط التخلِّي عنها واعتقاد بطلانها، إلاَّ ببيان شافٍ منكم [هذا يبين حتمية المواجهة الفكرية ، وأهميتها في انتشال الأفكار والشبهات المترسبة في أعماق النفوس] وذلك لِمَا لكم في قلوب الإخوة عندنا من عظيم المنزلة، ووافر التقدير والإجلال والاحترام؛ لأنَّنا نعتقد أنَّكم من أعلام أهل السنة والجماعة في هذا العصر [تعظيم قدر العلماء ، وإنزالهم منازلهم ، من أهم أسباب قبول الناس لفتاويهم ، وصدورهم عن رأيهم ، ومتى ما انقطعت الرابطة بين الناس وبين العلماء ، وفقدوا الثقة بهم ، وقعت الفتن التي لا عاصم منها إلا من رحم الله ] .
- الشيخ: دعنِي أتكلَّم قليلاً .


قلت : أخبروني ماذا نقمتم على ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وصهره والمهاجرين والأنصار؟ .
قالوا : ثلاثاً .
قلت : ما هن؟
قالوا : أما إحداهن فإنه حكّم الرجال في أمر الله ، وقال الله تعالى : ) إن الحكم إلا لله (وما للرجال وما للحكم؟ .
فقلت : هذه واحدة .
قالوا : وأما الأخرى ، فإنه قاتل ولم يَسْبِ ولم يَغْنَمْ ، فلئن كان الذي قاتل كفاراً لقد حل سبيهم وغنيمتهم ، ولئن كانوا مؤمنين ما حل قتالهم .
قلت : هذه اثنتان ، فما الثالثة؟
قالوا : إنه محا نفسه من أمير المؤمنين فهو أمير الكافرين .
قلت : أعندكم سوى هذا؟
قالوا : حسبنا هذا . [هذه قاعدة هامة ، وهي الاستماع الجيد إلى كلام المخالف ، وحصر جميع حججه ، قبل الشروع في الرد عليه]
فقلت لهم : أرأيتم إن قرأت عليكم من كتاب الله ومن سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ما يُرَدّ به قولكم أترضون؟ [وهذه قاعدة أخرى من أهم قواعد الحوار ، وهي أنه لا بد من مرجعية ثابتة متفق عليها ، يردّ إليها عند التنازع بين الطرفين ، وإلا كان الحوار عقيماً غير مثمر] .
قالوا : نعم .



الحمد لله ربِّ العالمين، وأصلِّي وأسلِّم على نبيِّنا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدِّين.
أما بعد، فإنَّني من عنيزة القصيم ـ المملكة العربية السعودية ـ وفي أول يوم من رمضان عام عشرين وأربعمائة وألف، أتحدَّث إلى إخواني في الجزائر، وأنا محبُّهم : محمد بن صالح آل عثيمين . [المقام مقام نصح وحوار ، ومن أسباب نجاحه : التواضع ، والتلطف في العبارة ، والشفقة على المخالف ، كما هو ظاهر من كلام الشيخ] .
أقول لهم: إنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قرَّر في حجَّة الوداع تحريمَ دمائنا وأموالنا وأعراضنا تقريراً واضحاً جليًّا بعد أن سأل أصحابه عن هذا اليوم، والشهر، والبلد، وقال: (( إنَّ دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا، ألا هل بلغت؟)).
فهذا أمرٌ مجمعٌ عليه، لا يختلف فيه اثنان، والإخوة الذين قاتلوا في الجزائر منذ سنوات قد يكون لهم شبهة ففي أوَّل الأمر، حينما اتَّجه الشعب الجزائري إلى جبهة الإنقاذ، وعَلَت أصواتهم لصالح الجبهة [وفي هذا التماس العذر للمخالف -إن أمكن- في الماضي ، وحثه على الرجوع للحق في الحاضر ] ... ولكن هذا لا يقتضي ولا يسوِّغ حمل الإخوة السلاحَ بعضُهم على بعض، وكان الواجب عليهم من أول الأمر أن يمشوا ويُكثِّفوا الدعوة إلى تحكيم الكتاب والسنة، وفي الجولة الأخرى تكون أصواتهم ... ، ويكون وزنُهم في الشعب الجزائري أكبر، ولكن نقول: قَدَر الله وما شاء فعل؛ لو أراد الله أن يكون ما ذكرتُ لكان.
والآن، أرى أنَّه يجب على الإخوة أن يَدَعوا هذا القتال، لا سيما وأنَّ الحكومة الجزائرية عرضت هذا، وأمَّنت من يَضَع السلاح، فلم يبق عذرٌ . والجزائر الآن تحمل الويلات بعد الويلات مِمَّا كانت عليه .
أما الجماعة ... فأرى أن يُوافقوا لأنَّه مهما كان الأمر، الخروج على الحاكم ـ ولو كان كفرُه صريحاً مثل الشمس ـ له شروط، فمِن الشروط: ألاَّ يترتَّب على ذلك ضررٌ أكبر، بأن يكون مع الذين خرجوا عليه قدرة على إزالته بدون سفك دماء، أما إذا كان لا يمكن بدون سفك دماء، فلا يجوز؛ لأنَّ هذا الحاكمَ ـ الذي يحكم بما يقتضي كفره ـ له أنصار وأعوان لن يَدَعوه.










رد مع اقتباس