منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الغش في الامتحانات.
عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-05-16, 19:38   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
farid1982
عضو متألق
 
الصورة الرمزية farid1982
 

 

 
إحصائية العضو










Smile الغش في الامتحانات.

الحمد لله رب العالمين.... أما بعد إن الغش في الامتحانات جريمة تسهم فيها أطراف متعددة أو عن غير قصد فمدير المؤسسة همه أن تبرز مؤسسته من بين باقي المؤسسات التعليمية بإحرازها لنتائج ومعدلات مرتفعة يعكس بذلك صورة حسنة في نظر أولياء التلاميذ وفي مثيلات مؤسسته وفي نظر المسؤولين لذلك لا يهمه كيف حصل الأبناء هذه النتائج كما لا يهمه المستوى العلمي الحقيقي للتلاميذ ما دامت معلاتهم مرتفعة ناسيا أنه إن قدر على خداع الجميع فلن يقدر على مخادعة من لا يغفل ولا ينام, وإن من أساتذتنا من همهم أن يبرزوا في صورة مثلى أمام مسؤول المؤسسة والمكلفين بالمتابعة من مفتشين ومستشارين لذلك لا يهمه أن يغطي ضعفه ونقصه العلمي بإطلاق العنان للأبناء ليسلكوا الطرق الملتوية لتحصيل علامات مرتفعة حتى ولو لم تكن عاكسة لما حصلوه فعلا وربما حدا ببعض أساتذتنا المبرزين علميا ممن أصيبوا بفتور في الأداء أن يغطوا تقصيرهم وفتورهم في القيام بمهامهم بتحديد درس أو درسين للمساءلة والحيلولة بين الطلبة وبين الغش, وإن كثيرا من المراقبين والإداريين ممن لهم اليد الطولى في تفشي هذه الجريمة تحقيقا لمصالحهم الشخصية استرضاء للطلبة أو لآبائهم أو تحقيقا لأطماع دنيئة تطال الأعراض والأموال, وللمغفلين من أولياء التلاميذ دورهم في تكريس هذا الجرم ممن يحرسون على انتقال أبنائهم ولو على حساب التحصيل العلمي متعامين عما ينجر عن ذلك من مخاطر تصيب أبناءهم بالدرجة الأولى وإنما الطلبة تبع لهذا الهيكل الهرمي الذي طمست بصيرته وانعدمت فيه القيم الأخلاقية .
إن الغش حرام في شريعة الله المطهرة أيا كان مجال الغش وبذلك أفتى العلماء رحمة الله عليهم ففي فتوى صادرة من لجنة الإفتاء للأزهر الشريف عن سؤال نصه: ما حكم الدين في محاولات الطلاب للغش أثناء الامتحانات وهل يجوز للملاحظين أن يساعدوهم نظرا لصعوبة الامتحان؟ جاء في الفتوى: من المقرر أن الغش في أي شيء حرام والحديث واضح في ذلك: << من غشنا فليس منا>> رواه مسلم وهو حكم عام لكل شىء فيه ما يخالف الحقيقة ، فالذى يغش ارتكب معصية ، والذى يساعده على الغش شريك له فى الإثم . ولا يصح أن تكون صعوبة الامتحان مبررة للغش ، فقد جعل الامتحان لتمييز المجتهد من غيره ، والدين لا يسوى بينهما فى المعاملة، وكذلك العقل السليم لا يرضى بهده التسوية ، قال تعالى {أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين فى الأرض أم نجعل المتقين كالفجار} ص : 28 وبخصوص العلم قال {قل هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون } الزمر: 9 .
وانتشار الغش فى الامتحانات وغيرها رذيلة من أخطر الرذائل على المجتمع ، حيث يسود فيه الباطل وينحسر الحق ، ولا يعيش مجتمع بانقلاب الموازين الذى تسند فيه الأمور إلى غير أهلها ، وهو ضياع للأمانة ، وأحد علامات الساعة كما صح فى الحديث الشريف .
والذى تولى عملا يحتاج إلى مؤهل يشهد بكفاءته ، وقد نال الشهادة بالغش يحرم عليه ما كسبه من وراء ذلك ، وكل لحم نبت من سحت فالنار أولى به وقد يصدق عليه قول الله تعالى {لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب ولهم عذاب أليم } آل عمران : 188 .
وإذا كان قد أدى عملا فله أجر عمله كجهد بذله أي عامل ، وليس مرتبطا بقيمة المؤهل ، وهو ما يعرف بأجر المثل في الإجارة الفاسدة ، وما وراء ذلك فهو حرام. وفي فتوى عن اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الغش حرام في امتحانات الدراسة أو غيرها، لما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: « من غشنا فليس منا » ولا فرق في ذلك بين كون المواد الدراسية دينية أو غير دينية. لخطره على التعليم وهبوطه بمستواه، ونشره الفوضى فيه، وضرره بالمجتمع الذي سيعمل فيه، ويتحمل مسئولية ما يناط به من مصالح الأمة، ومع ذلك وغيره فهو داخل في عموم الحديث المذكور: « من غشنا فليس منا » وعلى المسلم الرشيد أن ينظر إلى المصلحة العامة، ويؤثرها على المصلحة الجزئية الخاصة، مع أنها في هذه المسألة الجزئية مصلحة ظاهرًا، ولكنها في الحقيقة مضرة بمن نجح غشا وغيره ممن قد يتولى شؤون الأمة. لقد أفتى بحرمته علماؤنا في كثير من مجالسهم وأكدوا أنه جريمة لها عواقبها الوخيمة على متعاطيها وعلى مجتمعه وأن إثم ذلك يشمل كل من سعى في تسهيلها وإعانة الطلبة عليها. فكونوا معشر الأحباب عونا لأبنائنا على الخير ووقاية لهم مما يتربص بهم من دوائر ويحاك لهم من مؤامرات ويراد بهم من شرور, واسعوا لتربيتهم على الفضائل وحميد الخصال. فطوبى لمن جعله الله مفتاحا للخير مغلاقا للشر وويل لمن كان عكس ذلك وويل لمن يسمع وعيد الله ولا ينزجر. نسال الله سبحانه أن يوفق أبناءنا وطلبتنا لكل خير ويصرف عنهم جميع الشرور والمصائب, اللهم أمدهم بفيض من نورك وواسع رحماتك تفتح به عقولهم وتنور به قلوبهم وتصقل به مواهبهم وتصفو به سرائرهم وتجمل به ظواهرهم ...









 


رد مع اقتباس