حامية الاقصى
2009-01-29, 11:21
بسم الله الرحمن الرحيم
هيروشيما القرن ال21
اسرائيل استخدمت اسلحه محرمه دوليا
http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?blobcol=urldata&blobheader=image%2Fjpeg&blobkey=id&blobtable=MungoBlobs&blobwhere=1232519215581&ssbinary=true
مشاهد الدمار والخراب التي خلفتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، والمدنيون الذين قتلوا وتفحمت أجسادهم، أو أصيبوا بموادَّ إشعاعية لا تختلف كثيرا عن الجريمة التي ارتكبتها الولايات المتحدة عام 1945 حين أحالت مدينة هيروشيما إلى كومة من الرماد، وجعلت سكانها ما بين قتلى تبخرت أو شوهت أجسادهم، أو جرحى بإصابات إشعاعية خطيرة جراء إلقائها قنبلة ذرية على المدينة اليابانية.
وبرغم التفاوت في أعداد القتلى والجرحى في الحالتين؛ إذ هو في غزة بضعة آلاف وفي هيروشيما مئات الآلاف، إلا أن هناك العديد من نقاط التشابه في كلتا الحربين، حسبما أوضح خبراء عسكريون في تصريحات لـ إسلام أون لاين.
أول هذه النقاط بحسب اللواء أركان حرب عبد المنعم كاطو الخبير العسكري والإستراتيجي المصري: أن "كلتا الحربين تخالفان قوانين الإنسانية وشريعة الحروب، فإذا كانت الولايات المتحدة قد قدمت أبشع نموذج حربي بالتاريخ في حربها على هيروشيما، فإن إسرائيل قدمت النموذج الثاني في حربها على غزة التي تعتبر أشد وأعنف وأبشع حرب ضد المدنيين منذ بداية القرن الحالي".
ويشير كاطو إلى أن البلدين استخدما أسلحة محرمة دوليا قائلا: إن "أمريكا استخدمت السلاح النووي في هيروشيما لأول مرة في التاريخ، وفي غزة استخدمت إسرائيل القذائف المحرمة دوليا من الفسفور الأبيض، واليورانيوم المنضب التي تزيد من بشاعة أداة القتل"، وبحسب راويات أطباء مصريين، فإن إسرائيل استخدمت ما يمكن أن يطلق عليه "قنابل ذرية صغيرة" في عدوانها.
ومن أبرز نقاط التشابه بين الحربين، بحسب كاطو: هو تعمد استهداف المدنيين، وهو ما بدا واضحا في حرب غزة التي تعتبر من أكثر المناطق كثافة سكانية بالعالم؛ حيث يعيش مليون و600 ألف شخص على نصف مساحة القطاع البالغة 360 كيلو مترا مربعا.
وعن حجم الدمار يقول كاطو: "الضربة النووية الأمريكية دمرت حوالي 90% من هيروشيما، بينما دمرت الحرب الإسرائيلية نحو 70% من القطاع".
ومن عناصر التشابه التي رصدها كاطو: "عدم تكافؤ قوى الحربين، ورغبة أمريكا وإسرائيل في استعراض هذه القوة، ففي غزة لا تمتلك المقاومة سوى أسلحة بدائية مقابل أعتى أسلحة الدمار الإسرائيلية، أما هيروشيما فقد تعرضت لهجوم أمريكا، بينما كانت الإمبراطورية اليابانية تلفظ أنفاسها الأخيرة".
وشنت إسرائيل في 27 ديسمبر حربا عاتية على قطاع غزة، استمرت 23 يوما؛ مما أسفر عن سقوط نحو 1500 شهيد وأكثر من 5 آلاف جريح.
أسلحة الإبادة الجماعية
من جهته يقول الدكتور محمود بركات، الخبير النووي البارز والرئيس السابق للهيئة العربية للطاقة الذرية، إن إسرائيل قصدت عن عمد استخدام أحد أسلحة محرمة، بما يعد جريمة حرب بشعة تكاد تتشابه في أغراضها الدموية مع ما قامت به الولايات المتحدة حين استخدمت القنبلة النووية لأول مرة في التاريخ لتدمر بها مدينة "هيروشيما اليابانية".
ويضيف بركات: أننا "شاهدنا على شاشات التلفاز أيضا قيام الطائرات الإسرائيلية باستخدام قذائف تحطم الهياكل الخراسانية برمتها، والتي يصاحبها دخان كثيف وانفجار شديد يؤدي في النهاية إلى اختراق فائق لأساسات المنازل، وإحداث فجوة واسعة في الأرض، وهو ما يعني أن هذه القنابل من ذات فصيلة قذائف اليورانيوم المنضب التي سبق أن استخدمتها الولايات المتحدة في حربي الخليج والعراق كمضادات للدروع".
وهذه القنابل أثناء اشتعالها تتحول العناصر المشعة بداخلها إلى غبار إذا استنشقه أي شخص فإنه يرقد بداخله؛ ليصبح مصدرا إشعاعيا يؤدي إلى إصابته بالأمراض السرطانية والأورام مثلما حدث لسكان هيروشيما وناجازاكي.
ويطالب الدكتور بركات بضرورة توجه فرق علمية لفحص الأماكن التي نالتها هذه القنابل للتأكد من وجود عناصر مشعة بداخلها من عدمه، وفي حالة وجود يورانيوم أو بلوتونيوم فإنه يجب تطهير هذه الأماكن على الفور.
وهذه القنابل بحسب بركات "خطيرة إلى أقصى درجة يمكن توقعها، فالسلاح النووي يتكون من 20% من العنصر المشع اليورانيوم أو البلوتونيوم، والنسبة الباقية حرارة وضغط؛ مما يؤدي إلى صهر الإنسان وتبخره في الهواء إذا كان في نطاق الانفجار، أو إصابته بأمراض إشعاعية وحروق عالية إذا كان بعيدا عنه".
ويدعم تصريحات الخبراء هذه إعلان الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس الثلاثاء أنها ستنظر في شكوى قدمها السفراء العرب لدى الوكالة بشأن استخدام إسرائيل في حربها على غزة ذخيرة تحتوي على يورانيوم منضب.
------الخبير في ديناميكية السوائل الأستاذ نور الدين عبد القادر لـ''الخبر''
''إسرائيل جعلت غزة مخبرا لتقنيات القتل الجديدة''
يتوقع الأستاذ نور الدين عبد القادر أن يكتشف العالم مزيدا من البشاعة من مخلفات أطنان القنابل الفوسفورية التي تهاطلت على غزة طيلة الأيام والليالي التي خضعت فيها للقصف الإسرائيلي. ويؤكد أن إسرائيل استعملت قطاع غزة ''كمخبر لتقنيات القتل الجديدة'' بقنابل تأكد أيضا أنها تملك خصوصيات غير مسبوقة في التدمير.
ويعتبر الباحث الجامعي الجزائري نور الدين عبد القادر، المختص في ديناميكية السوائل بجامعة العلوم والتكنولوجيا لوهران، أن انسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة ليس بريئا. وأن قادة الحرب الإسرائيليين قد يكونون على صواب عندما صرحوا أن إسرائيل حققت هدفها في هجومها على غزة.
ويشرح هذا الباحث الجامعي في حوار مع ''الخبر'' أن القنبلة الفوسفورية تم تصنيعها بطلب من البنتاغون الأمريكي، وخضعت إلى تجارب مخبرية طويلة، بعد أن أدان العالم أجمع الجيش الأمريكي على بشاعة جرائمه في الفيتنام التي استعمل فيها قنابل النابالم بشكل واسع.
ويعتبر أن القنابل الفوسفورية التي استعملها الجيش الإسرائيلي في غرة سبق تجربتها في العراق، ولكن ليس بنفس الكثافة. وتتميز هذه القنابل بتعدد تأثيراتها، حسب الأستاذ نور الدين عبد القادر على الإنسان فقط. فبحكم كونها تحتوي ثلاث مواد هي: الكيروزين، النابالم والفوسفور الأبيض، فإن تأثيرها يبدأ قبل أن يصاب بها الإنسان من خلال الدخان الذي ينبعث منها جراء احتراق المواد التي تتكون منها.
وقد اكتشف المسعفون الفلسطينيون طريقة واحدة فقط لتوقيف احتراقها عن طريق ردمها فوق كميات معتبرة من الرمل أو التراب. والذي يؤكد النية الإجرامية للجيش الإسرائيلي، هو أنه كان يمطر غزة بهذه القنابل في الليل، وهذا بعد قنبلة المباني، ليجبر المدنيين والعائلات الغزاوية على الهروب منها. وبمجرد أن يغادروا مبانيهم المنهارة يجدون أطنانا من الفوسفور المحترق يتساقط عليهم من السماء. وتسبب القنبلة للمصاب بها حروقا تجعل أنسجة جسمه غير قابلة للتضميد والعلاج.
ولاحظ الأطباء الذين أسعفوا المصابين خلال الغزو أن أجسام عشرات الضحايا تفحمت كليا دون أن يكونوا قد احترقوا بالنار، بدليل أن الأثاث الذي كان قربهم لم يتعرّض للحرق. كما أن صورا لجثث بعض الضحايا تبين أنها تفرز رغوة من الجروح، بسبب التفاعل الكيماوي بين مكوناتها ومكونات جسم الإنسان. ولا يستبعد أيضا أن تكون هذه القنابل تحتوي كميات غير معلومة من اليورانيوم المقوى.
هذه القنبلة التي أطلق عليها مصنعوها الأمريكيون الاسم العسكري ''77-MK'' تزن الواحدة منها 340 كيلوغرام وتحتوي 416 لتر من المواد الحارقة. ولا أحد يعلم حجم الأطنان من هذه القنابل التي قذفها الجيش الإسرائيلي فوق قطاع غزة خلال 23 يوما من القصف المتواصل في الليل والنهار.
وإذا كانت تأثيرات هذه القنابل على المصابين قد أدهشت العالم وأثارت الاستنكار. فإن الباحث نور الدين عبد القادر لا يستبعد أن تظهر تأثيرات أخرى. ويقول ''لست خبيرا عسكريا، لكنني غير مقتنع ببراءة الانسحاب المتسرّع للجيش الصهيوني من غزة والذي يجب التنبيه أنه لم يدخل أصلا المناطق التي قصفها بالقنابل الفوسفورية. وهو ما يطرح احتمال أن يكون قادة الجهاز العسكري الصهيوني يعرفون أن لما رموه فوق غزة تأثيرات أخرى لم يريدوا أن يعرِّضوا لها أفراد جيشهم، كما سبق وأن حدث لعناصر الجيش الأمريكي في العراق''. ويضيف ''أنا متأكد أن الإدارة الصهيونية ستضع عقبات كبيرة للخبراء والأطباء المتخصصين، وستعمل بكل قوة لمنعهم من دخول غزة لكي لا يكتشفوا بشاعة ما ارتكبوا من جرائم. ويكفي أن يعرف الناس مثلا أن لبعض القنابل التي إن لم يمت المصاب بها، فإنه يتعرّض للسرطان، كما أن لمكوناتها تأثيرات على الجهاز التناسلي وتسبّب العقم، وكذلك فقدان البصر''
منقول
هيروشيما القرن ال21
اسرائيل استخدمت اسلحه محرمه دوليا
http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?blobcol=urldata&blobheader=image%2Fjpeg&blobkey=id&blobtable=MungoBlobs&blobwhere=1232519215581&ssbinary=true
مشاهد الدمار والخراب التي خلفتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، والمدنيون الذين قتلوا وتفحمت أجسادهم، أو أصيبوا بموادَّ إشعاعية لا تختلف كثيرا عن الجريمة التي ارتكبتها الولايات المتحدة عام 1945 حين أحالت مدينة هيروشيما إلى كومة من الرماد، وجعلت سكانها ما بين قتلى تبخرت أو شوهت أجسادهم، أو جرحى بإصابات إشعاعية خطيرة جراء إلقائها قنبلة ذرية على المدينة اليابانية.
وبرغم التفاوت في أعداد القتلى والجرحى في الحالتين؛ إذ هو في غزة بضعة آلاف وفي هيروشيما مئات الآلاف، إلا أن هناك العديد من نقاط التشابه في كلتا الحربين، حسبما أوضح خبراء عسكريون في تصريحات لـ إسلام أون لاين.
أول هذه النقاط بحسب اللواء أركان حرب عبد المنعم كاطو الخبير العسكري والإستراتيجي المصري: أن "كلتا الحربين تخالفان قوانين الإنسانية وشريعة الحروب، فإذا كانت الولايات المتحدة قد قدمت أبشع نموذج حربي بالتاريخ في حربها على هيروشيما، فإن إسرائيل قدمت النموذج الثاني في حربها على غزة التي تعتبر أشد وأعنف وأبشع حرب ضد المدنيين منذ بداية القرن الحالي".
ويشير كاطو إلى أن البلدين استخدما أسلحة محرمة دوليا قائلا: إن "أمريكا استخدمت السلاح النووي في هيروشيما لأول مرة في التاريخ، وفي غزة استخدمت إسرائيل القذائف المحرمة دوليا من الفسفور الأبيض، واليورانيوم المنضب التي تزيد من بشاعة أداة القتل"، وبحسب راويات أطباء مصريين، فإن إسرائيل استخدمت ما يمكن أن يطلق عليه "قنابل ذرية صغيرة" في عدوانها.
ومن أبرز نقاط التشابه بين الحربين، بحسب كاطو: هو تعمد استهداف المدنيين، وهو ما بدا واضحا في حرب غزة التي تعتبر من أكثر المناطق كثافة سكانية بالعالم؛ حيث يعيش مليون و600 ألف شخص على نصف مساحة القطاع البالغة 360 كيلو مترا مربعا.
وعن حجم الدمار يقول كاطو: "الضربة النووية الأمريكية دمرت حوالي 90% من هيروشيما، بينما دمرت الحرب الإسرائيلية نحو 70% من القطاع".
ومن عناصر التشابه التي رصدها كاطو: "عدم تكافؤ قوى الحربين، ورغبة أمريكا وإسرائيل في استعراض هذه القوة، ففي غزة لا تمتلك المقاومة سوى أسلحة بدائية مقابل أعتى أسلحة الدمار الإسرائيلية، أما هيروشيما فقد تعرضت لهجوم أمريكا، بينما كانت الإمبراطورية اليابانية تلفظ أنفاسها الأخيرة".
وشنت إسرائيل في 27 ديسمبر حربا عاتية على قطاع غزة، استمرت 23 يوما؛ مما أسفر عن سقوط نحو 1500 شهيد وأكثر من 5 آلاف جريح.
أسلحة الإبادة الجماعية
من جهته يقول الدكتور محمود بركات، الخبير النووي البارز والرئيس السابق للهيئة العربية للطاقة الذرية، إن إسرائيل قصدت عن عمد استخدام أحد أسلحة محرمة، بما يعد جريمة حرب بشعة تكاد تتشابه في أغراضها الدموية مع ما قامت به الولايات المتحدة حين استخدمت القنبلة النووية لأول مرة في التاريخ لتدمر بها مدينة "هيروشيما اليابانية".
ويضيف بركات: أننا "شاهدنا على شاشات التلفاز أيضا قيام الطائرات الإسرائيلية باستخدام قذائف تحطم الهياكل الخراسانية برمتها، والتي يصاحبها دخان كثيف وانفجار شديد يؤدي في النهاية إلى اختراق فائق لأساسات المنازل، وإحداث فجوة واسعة في الأرض، وهو ما يعني أن هذه القنابل من ذات فصيلة قذائف اليورانيوم المنضب التي سبق أن استخدمتها الولايات المتحدة في حربي الخليج والعراق كمضادات للدروع".
وهذه القنابل أثناء اشتعالها تتحول العناصر المشعة بداخلها إلى غبار إذا استنشقه أي شخص فإنه يرقد بداخله؛ ليصبح مصدرا إشعاعيا يؤدي إلى إصابته بالأمراض السرطانية والأورام مثلما حدث لسكان هيروشيما وناجازاكي.
ويطالب الدكتور بركات بضرورة توجه فرق علمية لفحص الأماكن التي نالتها هذه القنابل للتأكد من وجود عناصر مشعة بداخلها من عدمه، وفي حالة وجود يورانيوم أو بلوتونيوم فإنه يجب تطهير هذه الأماكن على الفور.
وهذه القنابل بحسب بركات "خطيرة إلى أقصى درجة يمكن توقعها، فالسلاح النووي يتكون من 20% من العنصر المشع اليورانيوم أو البلوتونيوم، والنسبة الباقية حرارة وضغط؛ مما يؤدي إلى صهر الإنسان وتبخره في الهواء إذا كان في نطاق الانفجار، أو إصابته بأمراض إشعاعية وحروق عالية إذا كان بعيدا عنه".
ويدعم تصريحات الخبراء هذه إعلان الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس الثلاثاء أنها ستنظر في شكوى قدمها السفراء العرب لدى الوكالة بشأن استخدام إسرائيل في حربها على غزة ذخيرة تحتوي على يورانيوم منضب.
------الخبير في ديناميكية السوائل الأستاذ نور الدين عبد القادر لـ''الخبر''
''إسرائيل جعلت غزة مخبرا لتقنيات القتل الجديدة''
يتوقع الأستاذ نور الدين عبد القادر أن يكتشف العالم مزيدا من البشاعة من مخلفات أطنان القنابل الفوسفورية التي تهاطلت على غزة طيلة الأيام والليالي التي خضعت فيها للقصف الإسرائيلي. ويؤكد أن إسرائيل استعملت قطاع غزة ''كمخبر لتقنيات القتل الجديدة'' بقنابل تأكد أيضا أنها تملك خصوصيات غير مسبوقة في التدمير.
ويعتبر الباحث الجامعي الجزائري نور الدين عبد القادر، المختص في ديناميكية السوائل بجامعة العلوم والتكنولوجيا لوهران، أن انسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة ليس بريئا. وأن قادة الحرب الإسرائيليين قد يكونون على صواب عندما صرحوا أن إسرائيل حققت هدفها في هجومها على غزة.
ويشرح هذا الباحث الجامعي في حوار مع ''الخبر'' أن القنبلة الفوسفورية تم تصنيعها بطلب من البنتاغون الأمريكي، وخضعت إلى تجارب مخبرية طويلة، بعد أن أدان العالم أجمع الجيش الأمريكي على بشاعة جرائمه في الفيتنام التي استعمل فيها قنابل النابالم بشكل واسع.
ويعتبر أن القنابل الفوسفورية التي استعملها الجيش الإسرائيلي في غرة سبق تجربتها في العراق، ولكن ليس بنفس الكثافة. وتتميز هذه القنابل بتعدد تأثيراتها، حسب الأستاذ نور الدين عبد القادر على الإنسان فقط. فبحكم كونها تحتوي ثلاث مواد هي: الكيروزين، النابالم والفوسفور الأبيض، فإن تأثيرها يبدأ قبل أن يصاب بها الإنسان من خلال الدخان الذي ينبعث منها جراء احتراق المواد التي تتكون منها.
وقد اكتشف المسعفون الفلسطينيون طريقة واحدة فقط لتوقيف احتراقها عن طريق ردمها فوق كميات معتبرة من الرمل أو التراب. والذي يؤكد النية الإجرامية للجيش الإسرائيلي، هو أنه كان يمطر غزة بهذه القنابل في الليل، وهذا بعد قنبلة المباني، ليجبر المدنيين والعائلات الغزاوية على الهروب منها. وبمجرد أن يغادروا مبانيهم المنهارة يجدون أطنانا من الفوسفور المحترق يتساقط عليهم من السماء. وتسبب القنبلة للمصاب بها حروقا تجعل أنسجة جسمه غير قابلة للتضميد والعلاج.
ولاحظ الأطباء الذين أسعفوا المصابين خلال الغزو أن أجسام عشرات الضحايا تفحمت كليا دون أن يكونوا قد احترقوا بالنار، بدليل أن الأثاث الذي كان قربهم لم يتعرّض للحرق. كما أن صورا لجثث بعض الضحايا تبين أنها تفرز رغوة من الجروح، بسبب التفاعل الكيماوي بين مكوناتها ومكونات جسم الإنسان. ولا يستبعد أيضا أن تكون هذه القنابل تحتوي كميات غير معلومة من اليورانيوم المقوى.
هذه القنبلة التي أطلق عليها مصنعوها الأمريكيون الاسم العسكري ''77-MK'' تزن الواحدة منها 340 كيلوغرام وتحتوي 416 لتر من المواد الحارقة. ولا أحد يعلم حجم الأطنان من هذه القنابل التي قذفها الجيش الإسرائيلي فوق قطاع غزة خلال 23 يوما من القصف المتواصل في الليل والنهار.
وإذا كانت تأثيرات هذه القنابل على المصابين قد أدهشت العالم وأثارت الاستنكار. فإن الباحث نور الدين عبد القادر لا يستبعد أن تظهر تأثيرات أخرى. ويقول ''لست خبيرا عسكريا، لكنني غير مقتنع ببراءة الانسحاب المتسرّع للجيش الصهيوني من غزة والذي يجب التنبيه أنه لم يدخل أصلا المناطق التي قصفها بالقنابل الفوسفورية. وهو ما يطرح احتمال أن يكون قادة الجهاز العسكري الصهيوني يعرفون أن لما رموه فوق غزة تأثيرات أخرى لم يريدوا أن يعرِّضوا لها أفراد جيشهم، كما سبق وأن حدث لعناصر الجيش الأمريكي في العراق''. ويضيف ''أنا متأكد أن الإدارة الصهيونية ستضع عقبات كبيرة للخبراء والأطباء المتخصصين، وستعمل بكل قوة لمنعهم من دخول غزة لكي لا يكتشفوا بشاعة ما ارتكبوا من جرائم. ويكفي أن يعرف الناس مثلا أن لبعض القنابل التي إن لم يمت المصاب بها، فإنه يتعرّض للسرطان، كما أن لمكوناتها تأثيرات على الجهاز التناسلي وتسبّب العقم، وكذلك فقدان البصر''
منقول