kadamtm
2008-12-28, 18:33
كانت هند شاعرة موهوبة، وبرز شعرها أكثر ما برز في الشدائد والملمات. وقد كان شعرها يكاد يقتصر على الرثاء وهجاء الأعداء إبان المعارك و الحروب التي شهدتها وشاركت فيها. وكان من أبرز ما قالته هند هو رثاؤها لعتبة بن ربيعة (أبيها)، وشيبة ابن ربيعة (عمها)، والوليد بن عتبة (أخوها)، بعد أن قتلوا في معركة بدر. وصادف في ذلك اليوم أن التقت الخنساء، وكان بلغها قول الخنساء: "أنا أعظم العرب مصيبة". فلما أصيبت هند بأهلها قالت:"أنا أعظم من الخنساء مصيبة". ولما دنت هند من الخنساء بادرتها الخنساء بالقول:"من أنت يا أخيه؟" فقالت هند:"أنا هند بنت عتبة أعظم العرب مصيبة. بلغني أنك تعاظمين العرب في مصيبتهم فبم تعظمينهم؟". فقالت الخنساء:"بأبي عمرو بن الشريد وصخر ومعاوية ابني عمرو. وبم تعظمينهم أنت؟". قالت:"بأبي عتبة بن الربيعة وأخي الوليد". قالت الخنساء:"أو سواءهم عندك؟" ثم أنشدت تقول:
"أبكي أبي عمرا بعين غزيرة قليل إذا نام الخلي جحودها
وصنوي لا أنس معاوية الذي له من سراة الحرتين وفودها
وصخرا ومن ذا مثل صخر إذا، إذا غدا بسلهبه الأبطال قبا يقودها
فذلك يا هند الرزية فاعلمي ونيران حرب حين شب وقودها"
وأجابت هند:
أبكي عميد الأبطحين كليهما وحاميهما من كل باغ يريدها
أبي عتبة الخيرات ويحك فاعلمي وشيبة و الحامي الذمار وليدها
أولئك آل المجد من آل غالب وفي العز منها حين ينمي عديدها") (http://www.djelfa.info/vb/#_ftn1)
وقالت أيضا تبكي أباها يوم بدر:
"أعيني جودا بدمع سرب على خير خندف لم ينقلب
تداعى لـه رهطه غدوة بنو هاشم وبنو المـطلب
يذيقونه حـد أسيـافهم يعلونه بعد ما قد عطـب
ويجرونه وعفير التراب على وجهه عاريا قد سلب
وكان لنـا جبلا راسبـا جميل المرأة كثير العشـب
فأمـا بري فلم أعنـــه فأوتي من خير ما يحتسب[/URL]
هند قبل الإسلام:
كانت هند قبل إسلامها من أشد المشركين كرها للإسلام والمسلمين، ومن ذلك موقفها في يوم أحد عندما خرجت مع المشركين من قريش، وكان يرأسهم زوجها أبو سفيان، حيث راحت هند تحرض القرشيين على القتال.وهي تقول:
"نحن بنات طارق نمشي على النمارق
إن تقبلوا نعـانق أو تدبروا نفـارق
فـراق غير وامـق
ثم وقفت والنسوة اللاتي معها يمثلن بالقتلى من أصحاب رسول الله-صلى الله عليه وسلم- ، يجدعن الآذان والأنوف حتى اتخذت هند من آذان الرجال وأنوفهم خدما وقلائد.
وفي هذه المعركة كانت هند قد حرضت وحشي بن حرب على قتل حمزة بن عبد المطلب-رضي الله عنه-، حيث وعدته بالحرية –حيث كان عبدا لها- إن هو قتل حمزة. وكانت تؤجج في صدره نيران العدوان وتقول له:"إيه أبا دسمة،اشف واشتف". ولما قتل وحشي حمزة-رضي الله عنه- جاءت هند إلى حمزة وقد فارق الحياة، فشقت بطنه ونزعت كبده، ومضغتها ثم لفظتها، ثم علت صخرة مشرفة وأخذت تردد:
"نحـن جزيناكم بيـوم بـدر والحرب بعد الحرب ذات سعر
ما كان عن عتبة لي من صبر ولا أخي وعمـه وبكـري
شفيت نفسي وقـضيت نذري شفيت وحشيّ غليل صدري
فشكر وحشي على عمـري حتى ترمّ أعظمي في قبري" (http://www.djelfa.info/vb/#_ftn2)
وظلت هند على الشرك حتى شرح الله-تعالى- صدرها للإسلام يوم فتح مكة.
إسلامها:
بعد غزوة أحد رجع أبو سفيان إلى مكة وقد أسلم على يد الرسول-صلى الله عليه وسلم- . ولما رجع إلى مكة في ليلة الفتح صاح: "يا معشر قريش إني أسلمت فأسلموا، فإن محمد أتاكم بما لا قبل لكم به، فمن دخل دار أبي سفيان فهو آمن". فأخذت هند رأسه وقالت : "بئس طليعة القوم أنت، والله ما خدشت خدشا يا أهل مكة عليكم الحميت الدسم فاقتلوه، قبح من طليعة قوم". فقال أبو سفيان: "ويلكم لا تغرنكم هذه من أنفسكم، فإنه قد جاءكم ما لا قبل لكم به"
وفي اليوم التالي لفتح مكة جاءت هند لزوجها أبي سفيان وقالت: "إنما أريد أن أتبع محمدا فخذني إليه". فقال لها: "قد رأيتك تكرهين هذا الحديث بالأمس". فقالت: "إني والله لم أر أن الله قد عبد حق عبادته في هذا المسجد إلا في هذه الليلة، والله إن باتوا إلا مصلين قياما وركوعا وسجودا". فقال لها: "فإنك قد فعلت ما فعلت، فاذهبي برجل من قومك معك، فذهبت إلى عثمان بن عفان-رضي الله عنه- فذهب بها إلى رسول الله-صلى الله عليه وسلم- فأسلمت وبايعت.7) (http://www.djelfa.info/vb/#_ftn4)
وأقر رسول الله-صلى الله عليه وسلم- نكاح أبي سفيان وهند، ثم جعلت هند تضرب صنما لها في بيتها بالقدوم حتى فلذته فلذة، وهي تقول: "كنا منك في غرور".
هند بعد الإسلام:
بعد إسلامها اشتركت في الجهاد مع زوجها أبي سفيان في غزوة اليرموك، وأبلت فيها بلاء حسنا ، وكانت تحرض المسلمين على قتال الروم فتقول: "عاجلوهم بسيوفكم يا معشر المسلمين". كما روت عن النبي-صلى الله عليه وسلم- وروى عنها ابنها معاوية بن أبي سفيان وعائشة أم المؤمنين. وظلت هند بقية حياتها مسلمة مؤمنة مجاهدة حتى توفيت سنة أربع عشر للهجرة.
[URL="http://www.djelfa.info/vb/#_ftnref1"] (http://www.djelfa.info/vb/#_ftn6)
"أبكي أبي عمرا بعين غزيرة قليل إذا نام الخلي جحودها
وصنوي لا أنس معاوية الذي له من سراة الحرتين وفودها
وصخرا ومن ذا مثل صخر إذا، إذا غدا بسلهبه الأبطال قبا يقودها
فذلك يا هند الرزية فاعلمي ونيران حرب حين شب وقودها"
وأجابت هند:
أبكي عميد الأبطحين كليهما وحاميهما من كل باغ يريدها
أبي عتبة الخيرات ويحك فاعلمي وشيبة و الحامي الذمار وليدها
أولئك آل المجد من آل غالب وفي العز منها حين ينمي عديدها") (http://www.djelfa.info/vb/#_ftn1)
وقالت أيضا تبكي أباها يوم بدر:
"أعيني جودا بدمع سرب على خير خندف لم ينقلب
تداعى لـه رهطه غدوة بنو هاشم وبنو المـطلب
يذيقونه حـد أسيـافهم يعلونه بعد ما قد عطـب
ويجرونه وعفير التراب على وجهه عاريا قد سلب
وكان لنـا جبلا راسبـا جميل المرأة كثير العشـب
فأمـا بري فلم أعنـــه فأوتي من خير ما يحتسب[/URL]
هند قبل الإسلام:
كانت هند قبل إسلامها من أشد المشركين كرها للإسلام والمسلمين، ومن ذلك موقفها في يوم أحد عندما خرجت مع المشركين من قريش، وكان يرأسهم زوجها أبو سفيان، حيث راحت هند تحرض القرشيين على القتال.وهي تقول:
"نحن بنات طارق نمشي على النمارق
إن تقبلوا نعـانق أو تدبروا نفـارق
فـراق غير وامـق
ثم وقفت والنسوة اللاتي معها يمثلن بالقتلى من أصحاب رسول الله-صلى الله عليه وسلم- ، يجدعن الآذان والأنوف حتى اتخذت هند من آذان الرجال وأنوفهم خدما وقلائد.
وفي هذه المعركة كانت هند قد حرضت وحشي بن حرب على قتل حمزة بن عبد المطلب-رضي الله عنه-، حيث وعدته بالحرية –حيث كان عبدا لها- إن هو قتل حمزة. وكانت تؤجج في صدره نيران العدوان وتقول له:"إيه أبا دسمة،اشف واشتف". ولما قتل وحشي حمزة-رضي الله عنه- جاءت هند إلى حمزة وقد فارق الحياة، فشقت بطنه ونزعت كبده، ومضغتها ثم لفظتها، ثم علت صخرة مشرفة وأخذت تردد:
"نحـن جزيناكم بيـوم بـدر والحرب بعد الحرب ذات سعر
ما كان عن عتبة لي من صبر ولا أخي وعمـه وبكـري
شفيت نفسي وقـضيت نذري شفيت وحشيّ غليل صدري
فشكر وحشي على عمـري حتى ترمّ أعظمي في قبري" (http://www.djelfa.info/vb/#_ftn2)
وظلت هند على الشرك حتى شرح الله-تعالى- صدرها للإسلام يوم فتح مكة.
إسلامها:
بعد غزوة أحد رجع أبو سفيان إلى مكة وقد أسلم على يد الرسول-صلى الله عليه وسلم- . ولما رجع إلى مكة في ليلة الفتح صاح: "يا معشر قريش إني أسلمت فأسلموا، فإن محمد أتاكم بما لا قبل لكم به، فمن دخل دار أبي سفيان فهو آمن". فأخذت هند رأسه وقالت : "بئس طليعة القوم أنت، والله ما خدشت خدشا يا أهل مكة عليكم الحميت الدسم فاقتلوه، قبح من طليعة قوم". فقال أبو سفيان: "ويلكم لا تغرنكم هذه من أنفسكم، فإنه قد جاءكم ما لا قبل لكم به"
وفي اليوم التالي لفتح مكة جاءت هند لزوجها أبي سفيان وقالت: "إنما أريد أن أتبع محمدا فخذني إليه". فقال لها: "قد رأيتك تكرهين هذا الحديث بالأمس". فقالت: "إني والله لم أر أن الله قد عبد حق عبادته في هذا المسجد إلا في هذه الليلة، والله إن باتوا إلا مصلين قياما وركوعا وسجودا". فقال لها: "فإنك قد فعلت ما فعلت، فاذهبي برجل من قومك معك، فذهبت إلى عثمان بن عفان-رضي الله عنه- فذهب بها إلى رسول الله-صلى الله عليه وسلم- فأسلمت وبايعت.7) (http://www.djelfa.info/vb/#_ftn4)
وأقر رسول الله-صلى الله عليه وسلم- نكاح أبي سفيان وهند، ثم جعلت هند تضرب صنما لها في بيتها بالقدوم حتى فلذته فلذة، وهي تقول: "كنا منك في غرور".
هند بعد الإسلام:
بعد إسلامها اشتركت في الجهاد مع زوجها أبي سفيان في غزوة اليرموك، وأبلت فيها بلاء حسنا ، وكانت تحرض المسلمين على قتال الروم فتقول: "عاجلوهم بسيوفكم يا معشر المسلمين". كما روت عن النبي-صلى الله عليه وسلم- وروى عنها ابنها معاوية بن أبي سفيان وعائشة أم المؤمنين. وظلت هند بقية حياتها مسلمة مؤمنة مجاهدة حتى توفيت سنة أربع عشر للهجرة.
[URL="http://www.djelfa.info/vb/#_ftnref1"] (http://www.djelfa.info/vb/#_ftn6)